يرفع علم فلسطين الأربعاء في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في حدث يرتدي طابعًا رمزيًا كبيرًا، ويفترض أن يشكل مرحلة على طريق إقامة دولة مستقلة يبدو احتمال إعلانها بعيدًا اليوم أكثر من أي وقت مضى.


إيلاف - متابعة: سيرفع علم فلسطين بألوانه الاحمر والاسود والابيض والاخضر عند الساعة 13:00 (17:00 تغ) امام مقر الهيئة الدولية، الى جانب اعلام الدول الـ193 الاعضاء في الامم المتحدة والفاتيكان، الذي يتمتع مثل فلسطين بوضع دولة مراقب غير عضو.

تذكير وتفعيل
وكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقال نشره موقع هافينغتون بوست، عشية هذه المراسم، "سيكون يوم فخر واعتزاز"، لكنه اكد ان الامم المتحدة "يجب أن تقدم لشعبي ما هو أكثر من الأمل".

اضاف عباس "سنرفع علمنا في لفتة سلمية ستذكر الجميع بأن تحقيق العدالة والاستقلال أمر ممكن في نهاية المطاف، ومن أجل أن نحقق هذه الغاية، نحن بحاجة إلى دعم أصدقائنا في جميع أنحاء العالم، والى قيادة الأمم المتحدة في هذا الصدد".

وتابع "في هذا العام تحتفل الأمم المتحدة بالذكرى السبعين لتأسيسها، وتبقى القضية التي طال أمدها، ولم تتم تسويتها بعد هي القضية الفلسطينية، ولأكثر من 68 عامًا، حرم الشعب الفلسطيني من حقوقه ومن التمتع بحريته". ودعا الرئيس الفلسطيني قادة العالم الى "أن يعملوا على الوفاء بالالتزامات التي قطعوها جماعيًا على أنفسهم للشعب الفلسطيني على مدى عقود".

المراسم بعد الخطاب
وسيحضر عباس في حديقة الامم المتحدة مراسم رفع العلم بعد خطابه في الجمعية العامة للامم المتحدة، الذي سيدعو فيه الاسرة الدولية الى التحرك حول القضية الفلسطينية. يأتي ذلك بينما يبدو الوضع قاتمًا. فعملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ فشل وساطة اميركية في ربيع 2014، وقطاع غزة قابل للانفجار، والتوتر يتصاعد في الضفة الغربية.

وفي القدس يشهد الحرم القدسي توترًا كبيرًا منذ اسابيع، وتهزه صدامات بين الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية. وفي هذه الاوضاع، يبدو الحل الذي تدعو اليه الاسرة الدولية، اي حل دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان بسلام وامان جنبا الى جنب، بعيدا جدا. من جهة اخرى، طغت مكافحة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية، الذين باتوا يعتبرون التهديد العالمي الاول، على النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، الذي بات يأتي بعد اولويات اخرى.

مع ذلك سيشكل رفع علم فلسطين حدثًا يتسم بطابع رمزي كبير، تماما مثل ما كانت في صيف 2015 المناقشات وعمليات التصويت في البرلمانات على الاعتراف بدولة فلسطين من قبل بلدان اوروبية عدة. ويفترض ان يحضر مراسم رفع العلم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وعشرات المسؤولين الاجانب.

مقاطعة دول
لكن لن يحضر كل القادة، اذ ان ثماني دول رفضت القرار، الذي يجيز رفع علم فلسطين عند التصويت عليه في العاشر من ايلول/سبتمبر، بينما امتنعت 45 دولة اخرى عن التصويت. وصوّتت الولايات المتحدة واسرائيل ضد القرار على غرار كندا واستراليا، بينما ايدته فرنسا وروسيا والصين، وامتنعت بريطانيا والمانيا عن التصويت.

وشكل هذا القرار مرحلة جديدة بعد التصويت التاريخي، الذي جرى في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 في الجمعية العامة، واصبحت بموجبه فلسطين "دولة مراقبة غير عضو" في الامم المتحدة. وبعد حصولها على هذا الوضع، انضمت فلسطين الى وكالات دولية والمحكمة الجنائية الدولية. الا انها لم تصبح عضوا كامل العضوية في الامم المتحدة على الرغم من اعتراف 130 بلدًا بها.
&