مع تواصل التقارير الإعلامية عن استمرار الخلاف الروسي الأميركي حول الأزمة السورية، وخصوصًا لجهة مصير الرئيس بشّار الأسد، تحدث تقرير نشر في لندن عن منافسة بين موسكو وواشنطن على النفوذ في الشرق الأوسط.


نصر المجالي: بينما يلاحظ مراقبون أن الرئيس الروسي يستغل الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية، رأى تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية أن حكم الرئيس باراك أوباما، هو الذي تسبب في تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وتقول الصحيفة إن أوباما منذ مجيئه إلى السلطة، وهو يتحدث عن إعادة صياغة علاقة واشنطن بالدول العربية، بداية من خطابه في القاهرة عام 2009، عندما دعا إلى "بداية جديدة" بين الغرب والحكومات الإسلامية.

وتضيف أن أوباما كرّس جل وقته لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، وأغفل قضايا أخرى أساسية في المنطقة، إذ تأخر في التعامل مع الأزمة السورية ومع الخطر الذي يمثله تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقالت (التلغراف): ومن هنا دخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليملأ الفراغ، فنشر قواته العسكرية في السواحل السورية، ليعزز بها نفوذه في المنطقة. وترى الصحيفة أنه من حق أوباما اليوم أن يعبّر عن رأيه بوجوب رحيل بشار الأسد عن السلطة، ولكنه لا يملك الإمكانيات لتحقيق ذلك. ولكن بوتين ضمن للاسد البقاء في السلطة بنشر قواته في سوريا، فضلًا عن أن الرئيس الروسي يتلقى دعم إيران التي وقعت الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة منذ&أشهر قليلة.

بوتين واستغلال الوضع
على هذا الصعيد، نشرت صحيفة (فايننشال تايمز) مقالًا تتحدث فيه عن&التحركات العسكرية والدبلوماسية التي يقودها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن الأزمة السورية، وتقول إن بوتين يستغل الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية.

وأضافت إن الدول الغربية تطالب منذ أربعة أعوام بتغيير النظام في سوريا، ولكنها لم تفعل شيئًا في هذا الاتجاه. وقالت إن إحجام الرئيس الأميركي عن التدخل العسكري عندما استعملت قوات الأسد السلاح الكيميائي، تحديًا "للخطوط الحمراء" التي وضعها، جعل النظام السوري يجترئ، وأحبط معنويات المعارضة.

كما إن جهود الولايات المتحدة لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة أثبتت فشلها الذريع، وهذا لا يعني، حسب الفايننشال تايمز، أن روسيا وإيران على حق عندما تقولان إن ما قامت به الولايات المتحدة عمل غير قانوني ضد حكومة شرعية في سوريا. وتختم الصحيفة قائلة إن الحكومة السورية فقدت شرعيتها، منذ زمن طويل، ولكن الغرب فشل في إيجاد معارضة قوية يتعامل معها.

&