يرى المعنيون في قضية غرق المواطن المصري في جعيتا ضرورة القيام بإعادة النظر في عقد الشركة المعنية باستثمار مرفق جعيتا كحل مثالي، بعد الحادث الذي أودى بحياة مواطن مصري في المرفق السياحي.


بيروت: لا تزال قضية غرق المصري مينا بديع في مغارة جعيتا السفلى في لبنان، تتفاعل على المستويين الشعبي والسياسي، وقد غرّد رئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط عبر تويتر حول الموضوع وقال:"إنها فضيحة كبرى بحق لبنان والسياحة فيه، ولا بد من إعادة النظر في القيمين على مغارة جعيتا، ولماذا هناك شركة استثمار بدل أن تكون المغارة تابعة لوزارة السياحة؟".

في هذا الخصوص، يقول الخبير الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف" إنه لا يجب تضخيم الاستهتار في مغارة جعيتا، رغم أن هناك سائحًا مصريًا توفي فيها للأسف، وهي أمور تحصل في كل دول العالم، فهناك العديد من الأشخاص الذين توفوا وهم يزورون أهم المواقع السياحية في أميركا وأوروبا وآسيا، يبقى الأسف كبيرًا على وفاة السائح المصري، لكن في الوقت عينه يجب عدم تضخيم الاستهتار الذي حصل، من ناحية أخرى، يضيف حبيقة، من الضروري مراجعة أمور أخرى تتعلق بمغارة جعيتا، منها العقد مع شركة ماباس التي تتولى إدارة مرفق جعيتا، هذا العقد الذي يتم تمديده منذ فترة يجب إعادة النظر بموضوعه، وهي مناسبة ليس فقط لتصحيح عمل الشركة بل النظر في العقد، فإذا كان ظالمًا وجائرًا يجب النظر به، والخوف اليوم أن نسلط الأضواء على الاستهتار الذي حصل من دون القيام بخطوات عملية، والموضوع يتطلب إعادة النظر بالعقد، وهو منذ أكثر من عشرين عامًا، والحادثة التي جرت يجب أن تشكل سببًا لإلغاء العقد مع شركة ماباس ومفاوضة الشركة والقيام بعقد جديد يعطي للدولة إيرادات أفضل من هذا المنتجع السياحي.

سمعة لبنان
ولدى سؤاله كيف تؤثر حادثة جعيتا على سمعة لبنان وسياحته؟ يؤكد حبيقة أن التأثير يبقى ضئيلاً لأنها أمور كما ذكرت تحصل في كل دول العالم، والأسبوع الماضي في فرنسا قتل الكثيرون خلال التزلج، وغيرها من الدول، تحصل فيها أمور مماثلة خلال الرياضات وزيارة الأماكن الأثرية، ولكن الموضوع يبقى في عدم التكرار، وأن نأخذ منه العبر اللازمة من ناحية الحادثة والعقد.

لكن هكذا مرافق كانت تتطلب وجود فريق انقاذي خاص في حال حصول الحوادث؟ يؤكد حبيقة أن ذلك قد يعود إلى عمل شركة ماباس التي تقرر أعداد الزائرين والسيّاح، وعلى أساسها تقوم بإيجاد فريق إنقاذي خاص، ولسوء حظ الجميع كانت هناك أعداد كبيرة، والشركة تفاجأت هي أيضًا بالأعداد، وكانت هناك أخطاء يجب معالجتها من دون تعميم الأمر على لبنان ككل، وعلى جميع مرافقه.

تداعيات الحادث
ما هي تداعيات حادث جعيتا بالتحديد على لبنان ككل؟ يلفت حبيقة إلى ضرورة التنبه إلى إدارة معالمنا السياحية ككل، وما جرى في مغارة جعيتا يمكن أن يحصل في أي مكان آخر لأسباب مختلفة، والدولة يجب أن تعيد النظر بكل العقود التي قامت بها مع كل المراكز السياحية، بشكل أن تكون إيرادات الدولة أكبر، للأسف الدولة ليست الفريق الأقوى اليوم في كل العقود المبرمة في المنتجعات السياحية، وذلك بسبب تضارب المصالح بين الدولة والسياسيين.
هل سيبقى مرفق جعيتا مقفلاً كما أكد وزير السياحة ميشال فرعون للتأكد من السلامة مئة في المئة؟ يرى حبيقة حتمية أن يبقى المرفق مقفلاً للتأكد من السلامة العامة وبعدها يتم فتحه مجددًا، ويجب أن تعالج الأمور، ولا مصلحة لأحد في عدم معالجتها.

وزير السياحة
وكان وزير السياحة اللبناني ميشال فرعون قد أعلن أنه كوزير لا يستطيع أن يتدخل في القضاء ويلغي العقد مع شركة ماباس، وسحب الترخيص يتطلب انتظار قرار مجلس شورى الدولة، وإذا وجد أسبابًا موجبة لإجراء أمور إضافية فعندها سيتم اللجوء إلى مجلس الوزراء لأن الملف انطلق من مجلس الوزراء، والأولوية اليوم للسلامة العامة.

شركة ماباس
أما شركة ماباس، المستثمرة للمغارة فقالت في بيان سابق إثر الحادث "بعد ظهر السبت، إنه حوالي الساعة الواحدة والربع، وأثناء وجود مجموعة سياحية مصرية كبيرة، مرافقة من ستة أدلاء سياحيين مصريين وأربعة أدلاء سياحيين لبنانيين، في المغارة السفلية لمرفق جعيتا السياحي، حصلت حالة تدافع بين أفراد هذه المجموعة قبل الصعود في الزورق حيث سقط أحدهم في المياه وجرفته وعلق بالسد".

وأضافت :"قام عندها مباشرة فريق الغطس التابع للمغارة بمحاولات عديدة لإنقاذه وسحبه، ولكن للأسف بسبب قوة التيار فشلت الجهود كافة، وقد تم إعلام الأجهزة الأمنية المختصة فورًا والإستعانة بالفريق المتخصص للإنقاذ البحري في الدفاع المدني من مركز جونيه والصليب الأحمر، وقد دامت عملية الإنقاذ لأكثر من ساعة، حيث تم بعدها سحب الجثة.

&