يسعى بعض المثقفين في دول الخليج العربي إلى تصحيح المسارات السائدة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لا سيما لجهة بعض المفاهيم والتعابير الخاطئة في التعاطي مع الدول والشعوب المجاورة، معبرين عن رفضهم لوصف الشعب الإيراني بالمجوس.
&
محمود العوضي: شهدت ساحة تويتر في الأسابيع الاخيرة في الخليج وحتى في الامارات انعكاسا كبيرا لما ليس جديدا في الحقيقة . فتحول الخلافات السياسية الى توجيه سهام متبادلة الى ما هو حرمة مطلقة مسار يجب تصحيحه وهو المساس بهوية الشعوب . ما لا يحتاج الى دليل هو ان المثقفين مهما كانت الخلافات بينهم لا يقبلون الانغماس في هذه المهاترات التي تزداد سوءًا اذ انتقلت كالنار في الهشيم الى الشعوب نفسها.
&
&
عبدالغفار حسين يرد على المغرّدين خارج السرب
&
لقد كان من الضروري ان يتدخل فريق من المثقفين بالسعي الى تصحيح المسار الخاطئ الذي لا يرضاه اي مثقف يعرف الفارق بين &الخلافات والنزاعات السياسية وبين خطر تحويلها الى مواجهات بين هويات الشعوب وكيانها التاريخي . ولعل ابرز رأي له وزنه على ساحتي الامارات والخليج هو صوت الاستاذ عبدالغفار حسين، الذي دعا الى تجنب المزالق الخطرة التي هي خطأ فادح في حق الشعوب . لقد استنكر وصف الشعب الإيراني بانه شعب مجوسي. فالكل يعلم ان الاسلام دخل فارس في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فكيف يظن البعض ان ايران ظلت مجوسية الى يومنا هذا؟ بينما القاعدة التي يعرفها الخاص والعام هي ان الاسلام يجبّ ما قبله. وقد أضاف عبد الغفار حسين ما يعتبر برهانا آخر يرد على المنحدرين الى هذه المزالق وهو قوله ان جميع شعوب شرق الأوسط القديم كانت اما مجوسية او وثنية. وهذا يعني ان المجوس اعتنقوا الاسلام فأصبحوا مسلمين وان الوثنيين اعتنقوا الاسلام فأصبحوا مسلمين. وفي تصريح له ادلى به الى "إيلاف" قال إننا نعرف ان النظام الإيراني له سلوكيات دموية نعارضها جملة وتفصيلا ولكن هذا لا يعني اننا نقبل ثقافيا وفكريا وإنسانيا بان يوصف شعب مسلم بانه مجوسي فنحن في دولة الامارات نقتدي بالمؤسسين الرائدين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ونقتفي أثرهما في التمسك بمبادئ حسن الجوار واحترام الشعوب بصرف النظر عن طبيعة الانتماءات المذهبية والطائفية.
&
الاعلام الإيراني الزائف&
&
كان من الطبيعي ان تنتهج وسائل الاعلام العربية خطا موازيا بإنشاء خطاب مباشر موجه باللغة الفارسية الى العقلاء والمثقفين الإيرانيين في الداخل والخارج الذين كانوا محرومين من الاطلاع مباشرة على وجهات النظر العربية الخليجية بشكل خاص حتى يدركوا مدى الزيف الذي تغمرهم به وسائل الاعلام الإيرانية في الداخل والتي هي في مجموعها تابعة للنظام الإيراني وبالتالي لا تعكس اي تحريف للحقائق. وفي امكان الشعب الإيراني ان يتابع على الانترنت الحقائق التي تكشفها الصحافة والفضائيات العربية ووسائل التواصل الاجتماعي التي يحجبها النظام الإيراني ولكن الباحثين الإيرانيين عن الحقيقة من مصادرها العربية والخليجية يصلون اليها بجهودهم الخاصة. والغريب ان الرئيس الإيراني الذي يأمر بحجب هذه المواقع يملك هو نفسه ومرشده حسابين على تويتر. والباحثون الايرانيون عن الحقيقة سيجدون لدى وسائل الاعلام العربية الناطقة بالفارسية صدرا رحبا يستقبل كل آرائهم وتطلعاتهم.
&
&

&