علمت "إيلاف" أنّ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، وجه دعوات لمعارضين في الداخل السوري، من أجل المشاركة في محادثات السلام التي تعقد في جنيف.


بهية مارديني: في مشهد ضبابي، غادر وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية الى جنيف وسط بيانات دولية مؤيدة لموقف الهيئة بالانضمام الى مباحثات السلام مع النظام السوري، رغم عدم تطبيق نظام بشار الأسد القرارات الدولية خاصة القرار 2254، لاسيما المواد 12 و13 التي تلزم النظام بفك الحصار عن المدن والبلدات في سوريا، والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول، ووقف القصف وكذلك إطلاق سراح الأسرى.

علمت "إيلاف" أن الموفد الدولي ستيفان دي مستورا وجه الدعوة الى "معارضة الداخل" القريبة من النظام وحصل الوفد على ترتيبات "الفيزا" إثر سفرهم الى لبنان الا أن بقية التفاصيل اللوجستية (تذاكر الطائرة وحجز الفندق) لم تصلهم بعد ما أخر سفرهم الى جنيف.

وضمّ الوفد المحامي محمود مرعي، ميس كريدي، اليان مسعد، بروين ابراهيم، سهير سرميني، نواف الملحم، طارق اﻷحمد، جعفر مشهدية،عادل نعيسة وفاتح جاموس.

وكان دي ميستورا دعا أيضا ما سمي "القائمة الروسية" وقال إنهم "مستشارون" الا أنه تجنب دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لخلاف بين الدول على تواجده.

الى جنيف

وكان رياض نعسان آغا المتحدث باسم هيئة التفاوض قال في وقت مبكر من صباح السبت لوسائل الاعلام إن الفريق المؤلف من 17 شخصا يتضمن رئيس الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب، ورئيس فريق التفاوض أسعد الزعبي، وإن أفراده سيركبون طائرة خلال الساعة المقبلة من العاصمة السعودية.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، منذر ماخوس "إن الوفد يرهن مشاركة الوفد في المباحثات بتطبيق نظام بشار الأسد للقرارات الدولية".

وقال جوني عبّو الاعلامي والصحافي السوري لـ"إيلاف" إن "هذه مفاوضات غير مباشرة، لكن واضح ان الهدف منها ان تصل الى نتيجة".

أضاف: "الخلافات تبقى قائمة حول ما هي هذه النتيجة بحيث كل طرف يدفع باتجاه خياراته، المعارضة تشارك وفق مقررات الشرعية الدولية والتي تقول بهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، بينما وفد النظام يشارك تحت سقف مكافحة الارهاب".

مكافحة الإرهاب

ويرى عبّو أن الخلافات لن تحسم بزمن قصير ويقول: "التطورات على الارض في الداخل السوري وتوجهات الدعم الدولي ومن ثم الاقليمي هما العامل الفصل، وفي الفترة المقبلة سيكون اهتمام المجتمع الدولي منصبا على "القضاء على الارهاب" و ليس كما كانت الصيغة سابقا محاربة الارهاب".

وأكد أن القضاء على الارهاب ستكون "اولوية اما العملية السياسية فستحتاج وقتا لبناء الثقة تجاه الحل المنتظر".

وبعد بضعة أيام من الاجتماعات في العاصمة السعودية الرياض، قررت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من اجتماع الرياض، المشاركة في مباحثات جنيف 3.

وبحسب بيان الهيئة الذي تلقت "إيلاف" نسخة منه، فإن قرار الموافقة أتى بعد أن تلقت ضمانات دولية بتنفيذ التزامات قرار مجلس الأمن 2254، كما أنها سافرت استنادا الى&تأكيدات من وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدعم بلاده لتنفيذ الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية وفقاً لبيان جنيف (1)".

وقال البيان إن ذهاب المعارضة إلى جنيف "يأتي لاختبار جدية النظام السوري"، ونوه بأن "المفاوضات ستكون بطريقة غير مباشرة"، ولفتت إلى أن المعارضة "تلقت دعما من عدد من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة".

ترحيب دولي وعربي

ورحّبت السعودية بقرار المشاركة في مفاوضات جنيف، وهو الموقف الذي لقي أيضا ترحيباً من واشنطن ولندن، من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "إن محادثات السلام المنعقدة في جنيف بهدف إنهاء الحرب السورية المستمرة منذ خمسة أعوام يجب أن تضمن حدوث انتقال سياسي وإنه لا بد من احترام حقوق الإنسان".

وقال فابيوس في بيان "لا بد من احترام القانون الإنساني والسعي بهمة وراء تحقيق هدف حدوث انتقال سياسي كي تنجح المحادثات".

وكان مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا التقى الجمعة وفد النظام السوري، وأكد عقب اللقاء أن المفاوضات تسعى في نهاية الأمر إلى "تحسين واقع الشعب السوري".