نتيجة الضغط الهائل الذي باتت تعاني منه كل الدول الأوروبية عقب التدفق الكبير لأعداد اللاجئين، بدأ الحديث عن إغلاق الدول لحدودها المفتوحة، في محاولة للحد من استمرار عمليات اللجوء.
&
إعداد عبد الإله مجيد: حذر وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير من ان حكومة المستشارة انجيلا ميركل لم يبقَ امامها إلا أسابيع قليلة لحل ازمة اللاجئين، واعرب عن خشيته من لجوء اوروبا الى غلق حدودها قريبا إذا لم تتفق دولها على حل. &
&
وقال دي ميزيير إن ازمة اللاجئين ازمة معقدة وذات ابعاد دولية واوروبية ووطنية وان حكومته تتعامل بمنهجية مع هذه الأبعاد الثلاثة خطوة فخطوة. &واضاف ان شركاء المانيا الاوروبيين سيدركون ان ازمة اللاجئين ليست قضية المانيا وحدها إذا واجه نظام الحدود المفتوحة بموجب اتفاقية شنغن ضغوطاً اضافية تؤدي الى انهائه لأن اوروبا كلها ستتضرر. &
&
إنخفاض
&
واشار وزير الداخلية الالماني، في مقابلة مع مجلة شبيغل، الى انخفاض عدد اللاجئين الذين يتدفقون على المانيا من 10 آلاف لاجئ كل يوم في ايلول (سبتمبر) وتشرين الأول (اكتوبر) العام الماضي الى نحو 2000 لاجئ يوميًا في كانون الثاني (يناير) 2016. وشدد على ضرورة منع هذا التدفق من الارتفاع في الربيع قائلا ان الوقت يمر بسرعة.&
&
واكد دي ميزيير ان دول جنوب شرق اوروبا تبحث ايقاف اللاجئين على الحدود بين سلوفينيا وكرواتيا لكنه لفت الى ان هذا سيضع اليونان خارج اتفاقية شنغن ويمكن ان يؤدي الى تجمع اللاجئين في اليونان أو مقدونيا أو دول البلقان الأخرى.&
&
ودعا وزير الداخلية الالماني الى مواصلة العمل على حلول أخرى بموازاة هذه الفكرة، لا سيما مساعدة بلدان مثل لبنان والاردن اللذين يستضيفان بينهما اكثر من مليوني لاجئ. وقال دي ميزيير إن المسألة تتعلق باقامة علاقة بين الهجرة والمساعدات التنموية لتشجيع بلدان شمال افريقيا بصفة خاصة على قبول المهاجرين الذين يعادون اليها. واضاف ان من الضروري تكثيف المحادثات مع تركيا ايضًا لضبط حدودها. &
&
وتابع دي ميزيير ان اوروبا مستعدة للمساعدة في توفير مأوى للاجئين في تركيا، وان تركيا تطالب من جهتها بتخفيف شروط التأشيرة على مواطنيها من دول الاتحاد الاوروبي. وقال إن هناك علاقة بين قضية اللاجئين والمعركة ضد تنظيم داعش ايضا. &
&
وشدد دي ميزيير على ضرورة معالجة ازمة اللاجئين من اساسها بانهاء "الظروف المريعة" في سوريا معربًا عن تعاطفه مع تركيا، التي قال انها "تفعل كل ما بوسعها لمنع امتداد الحرب الأهلية في سوريا الى اراضيها".&
&
تحديات كبيرة
&
ورفض وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير الرأي القائل إن فكرة الترحيب باللاجئين في المانيا كانت فكرة خاطئة، واضاف "اننا يجب ان نكون فخورين حين يقول لاجئون إن ضابط الحدود الالماني هو اول شرطي مهذب رأوه في حياتهم وبالطبع يمكن القول ان هذا قد يكون حافزًا يشجع آخرين على المجيء".
&
وعما إذا كانت المستشارة ميركل تواجه الآن اخطر ازمة في ولايتها بسبب قضية اللاجئين، قال وزير الداخلية إن الحكومة الالمانية كلها تواجه تحديًا كبيرًا وليس المستشارة وحدها وانه يترك للمؤرخين أن يحكموا إن كانت هذه اخطر أزمة في حياتها السياسية.
&
واعترف دي ميزيير بأن ازمة اللاجئين احدثت تغييرًا كبيرًا في المجتمع الالماني وخاصة بعد الاعتداءات الجنسية ليلة رأس السنة في كولونيا, &وقال في هذا الشأن إن الموقف المتفائل السابق تحت شعار "نحن الالمان قادرون على حل أي مشكلة"، حل محله السؤال الصعب "هل ما زلنا قادرين على حل هذه المشكلة؟"، ولكنه اضاف أن هناك اسبابًا أخرى بينها المخالفات المحتملة في اختيار المانيا لاستضافة بطولة كأس العالم بكرة القدم وفضيحة فولكس فاغن والمشاكل التي واجهت بناء مطار جديد في برلين وفشل هامبورغ في استضافة الاولمبياد الى جانب العدد الكبير من اللاجئين والخوف من اقتراب الارهاب من المانيا واستمرار مشاعر القلق على مصير اليورو. &وقال دي ميزيير في حديثه لمجلة شبيغل "إن هذه الأشياء احدثت هزة في ثقة الكثير من الالمان وهذا يقلقني لأنه يميل الى جعل المشاكل أكبر وليس اصغر".&

&