القانون يمهد الطريق أمام أسر ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر لمقاضاة السعودية

اهتمت صحف عربية برفض الكونغرس الأمريكي حق النقض الذي استخدمه الرئيس باراك أوباما ضد قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب"، المعروف بـ "جاستا" الذي يفتح الطريق لأسر ضحايا هجمات سبتمبر لمقاضاة السعودية، ويرى عدد من الكُتاب أن على الرياض اتخاذ إجراءات في مواجهة واشنطن التي لا يجب المراهنة عليها كحليف.

تحلل افتتاحية الرياض السعودية تبعات إصرار الكونغرس على تمرير القانون قائلة إن "القانون سابقة خطيرة تعرِّض مصالح ومواطني الولايات المتحدة للخطر كون تنفيذه لن يقف عند الحدود الأمريكية دون حدود الدول الأخرى، فمن حق مواطني أي دولة ان يرفعوا دعوات على الحكومة الأمريكية في بلادهم اذا رأوا ان ذلك يحقق مصالحهم".

ويندد خالد بن حمد المالك في الجزيرة السعودية بالقرار قائلاً: "أمريكا التي وقفنا معها، واستوعبنا مواقفها وسياساتها، وعلّمنا أبناءنا في جامعاتها، واستقدمنا الخبراء منها، ووضعنا في مؤسساتها المالية جزءًا كبيرًا من احتياطياتنا المالية، وتفاهمنا وتعاونا على تنفيذ مجموعة من المشروعات العملاقة في كل المراحل بإعطاء الأولوية لأمريكا دون غيرها من الدول، هي أمريكا التي تتآمر علينا، وتفصح من خلال تمرير قانون (جاستا) عن مواقف غريبة ومشبوهة منا لم نكن نتوقعها في أي يوم".

وتقول الدستور الأردنية إن السعودية "تشعر بطعنة أمريكية في الظهر بعد إقرار قانون 'جاستا'". وتوضح الجريدة أن " القانون الجديد الذي عارضه أوباما بشدة واستخدم حق النقض ضده، من الخطوات الأمريكية النادرة ضد السعودية".

وفي السفير اللبنانية يعتقد سليمان نمر أن قرار الكونغرس يؤكد "حقيقتين مهمتين"، هما أن "الولايات المتحدة لا يمكن أن يراهن عليها حليف قريب أو بعيد" وأن " السعودية لم تنجح في أن توجد لها 'لوبي' أو جماعة ضغط في الكونغرس الأمريكي أو عند مراكز صنع القرار في واشنطن".

"مبدأ المعاملة بالمثل"

يناقش جميل الذيابي في عكاظ السعودية كيفية التعامل مع القانون، متسائلاً: "هل ستقف السعودية مكتوفة الأيدي واضعة اليد على الخد، وتكتفي بتنديد الأشقاء والأصدقاء والحلفاء والخبراء؟".

ويجيب الكاتب قائلاً: "الأكيد أن المملكة ستعمد- قبل كل شيء- إلى تطبيق مبدأ "المعاملة بالمثل". فما دامت ممثلياتها في أمريكا لا تنعم بحصانة، فإن الممثليات الأمريكية في المملكة لن تكون محصنة ضد من يريدون مقاضاة الحكومة الأمريكية، أو الجيش الأمريكي، خصوصًا أن أمريكا لها تاريخ حافل بالدم، وقادت غزو العراق، وأفغانستان في الألفية الجديدة. كما أن هناك متضررين من معتقلاتها في غوانتانامو وغيرها".

وتنتقد طفله الخليفة في أخبار الخليج البحرينية قرار الكونغرس قائلة "إن هذا الموقف متوقعًا من قبل سياسيي الولايات المتحدة الأمريكية، فعيونهم منذ فترة ليست بالقليلة على أموال الشقيقة العربية السعودية".

وتقترح الكاتبة أن تقوم المملكة بحماية أموالها "وإبعادها عن متناول يد الولايات المتحدة" لأن "سياسييها ما فعلوا ذلك إلا ليجمدوا أموال الشقيقة السعودية ويصادروها إن قدروا على ذلك".

ومن جانبه، يدعو محمد عبد الهادي علام في الأهرام المصرية إلى "التعامل مع القانون الأمريكي عبر قنوات الدبلوماسية الدولية من خلال المجموعات الإقليمية في الأمم المتحدة، والمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في أحداث 11 سبتمبر لمعرفة المسؤول أصلاً عن هذا العمل الإرهابي".