أعلن رئيس التحالف الشيعي العراقي عن عودة مقتدى الصدر لمزاولة نشاط تياره ضمن التحالف بعد مقاطعة استمرت ستة أشهر، بينما قال العبادي إنه ليس "سوبر مان" ليدير الوزارات الخمس الشاغرة حاليًا، لافتًا إلى أنه سيقدم قريبًا مرشحين لهذه الوزارات إلى البرلمان.

إيلاف من بغداد: في ختام اجتماع للهيئة القيادية للتحالف الشيعي العراقي أكد رئيس التحالف عمّار الحكيم عودة التيار الصدري بشكل دائم إلى اجتماعات التحالف.&

وقال الحكيم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء حيدر العبادي وقادة كتل التحالف وممثل الصدر في بغداد الليلة الماضية إن "الأخوة في التيار الصدري عادوا إلى اجتماعات التحالف، بعدما جمّدوا حضورهم فيها".. وقال إن "عودة الصدريين بشارة نزفّها للشعب العراقي". وأشار إلى أن التحالف كلما انتظم، كانت رسالته أقوى، وقدرته على التفاهم أكبر، لينطلق بمشروع خدمة العراقيين، كما نقل عنه مكتبه الإعلامي في تقرير تسلمت "إيلاف" نسخة منه اليوم.&

وأشار إلى أن التحالف الوطني يعبّر بعودة الصدر إلى صفوفه عن تماسكه ووحدته بشكل كبير، وسيستمر في عقد الاجتماعات المنتظمة في هيئاته الثلاث القيادية والسياسية والعامة، وسيتداول في مجمل الملفات والقضايا الحساسة المطروحة على الساحة السياسية في البلاد، ليشكل رؤية موحدة، ويمد يده إلى الشركاء في الساحة الوطنية، "لأن تحالفنا وطني، ومشروعنا وطني، ولا يمكن أن نمضي إلا حينما نتشاور ونتفاهم، ونضع يدًا بيد مع شركائنا على الساحة الوطنية".

وحول استجوابات الوزراء في البرلمان، قال الحكيم إن الدور الرقابي مهم لمجلس النواب، مشيرًا إلى أن "العراق يمر بظروف استثنائية، ونستعد لمعركة الموصل، وكذلك الاوضاع الاقتصادية والأمنية، والوضع السياسي العام في العراق، والمنطقة ليست في أوضاع اعتيادية، وهذا كله يحتم أخذ هذه التطورات والأحداث في الاعتبار، لأن كثرة الاستجوابات تجعل الشارع العراقي مشدودًا بشكل مستمر، ومؤسسات الدولة في حالة من عدم الاستقرار السياسي، لطبيعة المعركة المقبلة، إضافة إلى أن بعض هذه الاستجوابات لم يمر بالسياقات الطبيعية المطلوبة في مجلس النواب.

العبادي: لست "سوبر مان" لأدير الوزارات الشاغرة في آن واحد
بدوره قال العبادي إن الخطوة التالية للقوات العراقية هي تحرير مدينة الموصل، باعتبار أن الكثير من مناطق محافظة نينوى محررة، ولذلك فإن تحرير الموصل أضحى وشيكًا، ودعا إلى تلاحم وطني وإنهاء الخلافات السياسية تهيئة لمعركة التحرير.

وأشار إلى أن العراق "يمر بمرحلة حرجة، ولكنها تنقل إلى الأمام، واليوم العالم يريد مساعدة العراق لنجاحه في التصدي للإرهاب وفي ما يجري للبلد من إنشاء حقيقي للديمقراطية وإسناد للقوى السياسية بشكل عام". وتابع "نريد تقليل الخلافات السياسية في هذه المرحلة الحساسة، وبالتالي فإن تقوية التحالف الوطني هي تقوية لكل الكتل السياسية الأخرى، ونحن نسعى من خلال ذلك إلى توحيد الصفوف للدفاع عن العراق".

أضاف العبادي: "اليوم نقاتل في الموصل لتحرير أبنائنا وأهلنا فيها من بطش داعش، ورسالتنا واضحة إلى أهلنا هناك بأن قواتنا الأمنية حريصة على أمنكم وحريصة على تحريركم من بطش داعش، وتوقعوا قدومها قريبًا، ونريد تعاون الأهالي مع قواتنا الأمنية للقضاء على داعش، ولا نريد خسائر بين المدنيين، والحفاظ على البنى التحتية وإعادة الخدمات، وسنحقق هذا النصر، ونرفع العلم العراقي، ونحرر كل العراق من بطش داعش".

وبخصوص استجوابات الوزراء قال العبادي "كنت اتمنى ألا يتم إفراغ هذه الوزارات بهذه العجالة، وأردت مهلة لملء فراغ باقي الوزارات، ومن ثم استجواب باقي الوزراء، ولكن هذا حصل، ونقول إن هذه لم تؤثر في عمل الحكومة لحد الآن، والتحضيرات لتحرير الموصل قائمة على قدم وساق، والتأييد لايزال قائمًا".&

وأكد بالقول "لا توجد الآن لدينا مشاكل في إدارة الحكومة، ولكن أنا لست (سوبرمان)، ولا أستطيع أن أدير وزارات عدة في آن واحد، "حيث إن هناك خمس وزارات شاغرة، هي الدفاع والداخلية والمالية والصناعة والتجارة".. منوهًا بأنه سيقدم قريبًا مرشحين لهذه الوزارات إلى البرلمان لملء الفراغ.

ممثل الصدر: قادة التحالف وافقوا على جميع شروطنا&
بدوره قال جعفر الموسوي ممثل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في الاجتماع إن وفد التيار التفاوضي مع قيادة التحالف الشيعي قدم ورقة مقدمة من الصدر، تتضمن 14 فقرة إصلاحية لمسيرة التحالف، "حيث تحركنا على الكتل المكونة له، ابتداء من زعيم التحالف عمار الحكيم، الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا بها، انطلاقًا من حرصه على عودة التيار الصدري وكتلته الأحرار إلى التحالف، كما اتصل بقادة الكتل المكونة للتحالف وأعضاء الهيئة السياسية في اجتماعات منفردة متواصلة، حيث أبدت ملاحظات على مواد الورقة".

وكشف بالقول "توصلنا اليوم بجهود خيرة من قبل الحكيم ورعاية وحضور العبادي وبعد مناقشات مستفيضة إلى توافق تام على جميع الفقرات الموجودة في ورقة الصدر والموافقة عليها من قبل جميع المشاركين في اجتماع اليوم من أعضاء الهيئة السياسية".&

شروط الصدر للعودة إلى التحالف الشيعي
وعلمت "إيلاف" أن رسالة الصدر تتضمن 14 شرطًا تتعلق بالإصلاح وتغيير الوزراء ومحاسبة المفسدين والكفّ عن ترشيح المتحزبين للمناصب الوزارية والخاصة والهيئات المستقلة وإلغاء جميع الهيئات المستقلة وتشكيل هيئات أخرى مستقلة بعيدة عن الأحزاب السياسية، إضافة إلى ترشيح الأكفاء والمستقلين من رؤساء وأساتذة الجامعات لشغل الوزارات والهيئات المستقلة.. وكذلك إجراء الإصلاح الوظيفي وكشف ملفات الفساد وإلغاء ترشيح وزراء من الكتل السياسية وإحالة الوزراء الحاليين والسابقين على القضاء والنزاهة وإلغاء وتغيير المفوضية العليا للانتخابات وقانون الانتخابات وتشكيل مفوضية جديد مستقلة بعيدة عن الأحزاب السياسية.

وكان رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم دعا في 26 من الشهر الحالي التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر الذي يقاطع اجتماعات التحالف احتجاجًا على ضعف دوره في تحقيق الإصلاحات التي يدعو إليها دعاه إلى شغل موقعه في التحالف.

وكانت آخر مشاركة للصدر في اجتماعات الهيئة القيادية للتحالف الشيعي هي التي تمت في الاجتماع الذي عقد في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) في مطلع مارس الماضي إثر إعلان العبادي حزمة الإصلاحات الثانية، والتي لم ترض الصدر، بسبب تلكؤ البرلمان في التصويت عليها، ما دفعه إلى التصعيد لاحقًا بالدعوة إلى الاعتصام قرب المنطقة الخضراء، ثم الدخول إليها، واقتحام مبنى البرلمان ومقر رئيس الوزراء.&

&
&