في غياب موقف رسمي عراقي من قرار البرلمان التركي بتمديد مواصلة الجيش التركي مهمات قواته في العراق وسوريا عاما آخر فقد هاجمته قوى عراقية سياسية داعية إلى مواجهة هذه القوات على الاراضي العراقية واتخاذ اجراءات سياسية واقتصادية ضد أنقرة.. فيما حذر المالكي من انقلاب عسكري يقوده البعثيون بعد تخلص العراق من تنظيم داعش.&

إيلاف من لندن: اعتبرت قوى سياسية عراقية في تصريحات وبيانات صحافية الاحد تابعتها "أيلاف" تمديد وجود القوات التركية على الاراضي العراقية بمثابة احتلال يعيد احلام اعادة الامبراطورية العثمانية بينما افتى مرجع شيعي بقتال هذه القوات التي اعتبرها غازية.

التيار الصدري: أجندات تركية

واعتبرالتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر قرار البرلمان التركي بتمديد تواجد الجيش التركي لعام اخر في محافظة نينوى عرقلة لعملية تحرير الموصل من تنظيم داعش.&

وقال النائب عن كتلة الاحرار النيابية الممثلة للتيار الصدري رسول الطائي انه في الوقت الذي كان العراقيون يأملون من مجلس النواب التركي إعلان سحب الجيش التركي من محافظة نينوى مع قرب العمليات العسكرية لتحرير المحافظة وعاصمتها الموصل من قبضة تنظيم داعش الذي يحتلها منذ يونيو عام 2014 فأن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وإعلان مشاركة قوات بلاده في عملية تحرير الموصل جاءت بمثابة احتلال للعراق وتحقيق اهداف لاجندات تركية في المنطقة.&

وصوت البرلمان التركي مساء امس السبت بالاغلبية المطلقـة على قرار يقضي بمواصلة الجيش التركي مهماته في العراق وسوريا لعام اخر وذلك بناء على طلب للتمديد قدمته الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية الحاكم. وصوت للقرار إضافة إلى نواب حزب العدالة والتنمية نواب الاشتراكيين الديمقراطيين في حزب الشعب الجمهوري وحزب العمل القومي باستثناء حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد الذي صوت ضده.&

وبذلك يستطيع الجيش التركي التحرك حتى نهاية اكتوبر عام 2017 خارج حدود بلاده وخصوصا في العراق وسوريا حيث بدأ في 24 اغسطس الماضي تحركا عسكريا اطلق عليه "درع الفرات". وكان&البرلمان التركي أقر التفويض للمرة الأولى في أكتوبر عام 2014 ثم مدده لعام واحد في سبتمبر عام 2015.&

دولة القانون: حلم إعادة الامبراطورية العثمانية&

كما دعا ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الحكومة العراقية إلى مواجهة ما اسماه بالاحلام الاردوغاانية لتحقيق حلم اعادة الامبراطورية العثمانية.&

وقالت النائبة عن الائتلاف فردوس العوادي ان تصويت البرلمان التركي على بقاء القوات التركية "المحتلة" في العراق وسوريا قبيل معركة الموصل يؤكد عدم احترام للطلب العراقي بخروج هذه القوات من الاراضي العراقية.&

وشددت على أنّ هذا القرار هو بمثابة اعلان مواجهة مع القوات العراقية وقوى المقاومة متمثلة بالحشد الشعبي التي من المؤكد بان واجبها الوطني والشرعي سيقتضي معاملة هذه القوات بنفس المعاملة التي تعامل بها تنظيم داعش.&

ودعت الحكومة المركزية إلى موقف صارم "تجاه هذه الاطماع التركية التي تحاول اعادة حلمها الاردوغاني العثمانية في العراق وان تلجأ إلى اجراءات صارمة بشتى الاتجاهات ان كانت سياسية او اقتصادية. وحملت القوات الاميركية مسؤولية هذا التواجد التركي "من خلال تأييدها المبطن والظاهري عليه" بحسب قولها.
&
المجلس الاعلى الاسلامي: تدخل سافر

ومن جهته اعتبر المجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم قرار البرلمان التركي تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية العراقية.&

واشارت النائبة عن كتلة المواطن البرلمانية الممثلة للمجلس الاعلى مقررة لجنة العلاقات الخارجية احلام الحسيني إلى أنّ قرار البرلمان التركي يمثل تدخلاً سافراً في الشأن العراقي وطالبت طالبت مجلس الأمن بإصدار قرار يدين الوجود التركي في العراق. ودعت البرلمان العراقي إلى الرد على البرلمان التركي باعتبار قراره تدخل سافر في الشأن العراقي وعدم احترام للسيادة الوطنية من قبل تركيا.

وشددت الحسينيعلى أن "هذا التفويض هو احتلال للاراضي العراقية"..مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل لإصدار قرار يدين الوجود التركي على الاراضي العراقية "خصوصاً وأن العراق يعد من الدول الدائمة العضوية في الأمم المتحدة وبموجب ميثاقها يقع على مجلس الأمن حفظ السلم والأمن الدوليين" بحسب قولها.

وفي وقت سابق اكد هادي العامري القيادي في الحشد الشعبي الأمين العام لمنظمة بدر عدم قبوله بمشاركة القوات التركية تحت أي مسمى في عملية تحرير الموصل لانها "أرض عراقية يحررها العراقيون فقط"..&

مرجع شيعي: قاتلوا القوات الغازية!

أما المرجع الشيعي قاسم الطائي فقد افتى بقتال القوات التركية "الغازية" في العراق، معتبرا ذلك واجبا شرعيا واخلاقيا.

وشدد الطائي في بيان على ضرورة "قتال القوات التركية الغازية في العراق ومقاومة التواجد التركي في العراق عسكريا.. مؤكدا ان ذلك واجب شرعي واخلاقي واجتماعي. واشار إلى أنّه بالاضافة إلى المقاومة العسكرية هناك طرق اخرى لمواجهتها منها مقاطعة الشركات والبضائع التركية.

وتنشر تركيا قوات عسكرية في قاعدة بعشيقة بمحافظة نينوى لتدريب متطوعين عراقيين من أجل استعادة السيطرة على الموصل. واشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة بالبرلمان امس أن الهدف الأساس من هذه العملية العسكرية هو إقامة منطقة أمنية خالية من المنظمات الإرهابية بمساحة حوإلى 5 آلاف كيلومترا. واكد ان قوات بلاده ستشارك في عملية استعادة مدينة الموصل التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش منذ حيونيو عام 2014 مشددا على أنه لا يمكن لأي جهة منع ذلك.. وقال "سنشارك في عملية تحرير الموصل ولا يمكن لأحد ان يجعلنا خارج إطار العملية".

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد استغرب خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء الماضي من تصريحات أرودغان بشأن تحرير الموصل..مؤكدا على أنّ تركيا ليس لها اي دور في العمليات العسكرية لتحرير الموصل.
&
المالكي يحذر من انقلاب يقوده البعثيون بعد داعش

حذر رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي من انقلاب يقوده عناصر من حزب البعث المنحل بعد تخلص العراق من تنظيم داعش.

ودعا المالكي رئيس الوزراء السابق في كلمة خلال احتفالية داعمة للقوات المسلحة والحشد الشعبي أقامتها عشائر المسعود في محافظة كربلاء الجنوبية اليوم ووزعها مكتبه الاعلاميواطلعت على نصها "أيلاف" إلى أنّ تكون مكافحة الفساد من خلال عدم الدفاع ععن المفسدين حتى يخلو ظهر الفاسد ويتمكن من يسعى إلى الاصلاح لتقديمه للقضاء.. مشددا على "ضرورة ان تكون محاربة الفساد فعلا لا قولا لان الفسادد لا يكافح بإطلاق الشعارات فقط".

واكد على ضرورة الوقوف ضد من يحاول التجاوز على الدستور.. معتبرا ذلك التجاوز تفتيت للدولة.&

وطالب جميع العراقيين إلى الحفاظ على النظام "وحمايته من العصابات والمليشيات الذين يريدون ان يسيطروا على مقدرات البلاد".. مشددا بالقول "إننا بحاجة إلى جهود مثابرة للوقوف ضد عمليات الانتهاك والسرقة ولابتزاز التي ترتكبها العصابات الخارجة عن القانون".

وحذر المالكي من "إسقاط العملية السياسية بعد ان فشل الاعداء من اسقاطها عبر داعش ومن خلال ما تسمى بَالمجالس العسكرية المرتبطة بالبعث المقبور".. كما قال معتبرا ان "مرحلة ما بعد داعش ستكون اكثر تعقيدا اذ سيحاول سراق الثورات احداث انقلاب سياسي من خلال التثقيف ضد المشاركة في الانتخابات لثني المواطن عن الانتخاب والمساهمة في اختيار حكومة اغلبية سياسية تنتقل بالدولة من حالة الضعف إلى حالة القوة" بحسب رأيه.

وتأتي تحذيرات المالكي هذه بعد تسريبات لمصادر دبلوماسية لم يتم الكشف عن هويتها ان مسؤولين أميركيين من المخابرات المركزية والخارجية ولجنة الأمن في الكونغرس التقوا سياسيين عراقيين من مختلف الأطياف في أوقات وأماكن عدة منها لندن وأربيل وبغداد وعمان وجرى إبلاغهم ان القناعة الأميركية ولعواصم مؤثرة استقرت على أنّ هناك عجزاً غير قابل للمعالجة في استمرار الحكم على وفق الوضع الحالي.

وأضافت ان القبول بقيام ثلاثة أقاليم رئيسية تخضع لحكم فيدرالي في بغداد هو الشرط الأساس لحسم ملف تنظيم الدولة وتطهير العراق شبراً شبراً منه وإنهاء جميع السلطات الثانوية التي تحل مكان السلطة في بغداد الآن وخاصة الميليشيات الشيعية المقادة بأوامر إيرانية.

وأبلغت واشنطن المسؤولين والسياسيين العراقيين ان عليهم ان يصفوا المشاكل بينهم كشخصيات وكتل وان يتفاهموا على مشتركات أساسية للعيش في العراق كبلد واحد لكنه غير مركزي وتتمتع أقاليمه بصلاحيات شبه مطلقة لاسيما في الاقتصاد والاستثمار الخارجي والشؤون الخاصة للمجتمعات المحلية.

ولفتت المصادر إلى أنّ “المشكلة التي تسعى واشنطن لإيجاد حل لها مع سياسيين وخبراء عراقيين هي تسمية الأقاليم في مسعى واضح لتجاوز مصطلح الإقليم السني أو الإقليم الشيعي.