واشنطن: نقلت مجلة تايم عن 4 نساء أميركيات خضعن في المركز الطبي في جامعة بايلور في دالاس لعمليات زرع أرحام من متبرّعات أحياء. وهذه المرة الأولى التي تشهد فيها الولايات المتحدة عمليات زرع أرحام تبرّعت بها نساء على قيد الحياة.&

نجحت واحدة... والآتي أعظم

أجريت الجراحات الأربع بين 14 و22 سبتمبر، ولكن تمّت إزالة 3 أرحام منها بعد أن تبيّن في الفحوصات أنّها لا تتلقّى تدفّق الدم الطبيعي، بينما احتفظت امرأة واحدة فقط بالرحم المزروع من دون أن يظهر جسمها أي علامات رفض.&

وتعتبر السويد سباقة في هذا المجال، حيث حدثت جراحات ناجحة لأرحام من متبرّعات أحياء، فتمكّنت 5 نساء من أصل 9 من إنجاب أطفال أصحاء، حتى إنّ إحداهنّ حامل للمرة الثانية.

واعترف الدكتور جوليانو تيستا، الجراح الرئيس وقائد العمليات الجراحية لزرع البطن في كلية بايلور، بأنّ هذه النتائج تظهر حتى الآن تقدماً كبيراً على الرغم من أنّها مخيّبة للآمال، لافتاً إلى أنه "من وجهة نظر علمية، هذا أمر تعلّمنا منه الكثير، ولدينا مريضة ما زالت في حالة جيدة، ونحن نأمل أن تكون هذه بداية تاريخ عظيم في الطب".&

في الواقع، تحمل النساء الأربع متلازمة ماير روكيتانسكي كوستر هاوزر MRKH لذلك ولدن من دون رحم، علماً أنّه في أميركا، تعاني كل 1/4500 امرأة من هذه المتلازمة. وتنوي كلية بايلور إجراء 10 جراحات زرع أرحام قبل نهاية العام 2016. فوفقاً للدكتور تيستا، "لا يمكن إهمال رغبة المرأة في حمل طبيعي وولادة طبيعية، فهذا جزء من الطبيعة البشرية".&

متبرّعات مجهولات&

وصرّحت كلية بايلور أنّ المتبرّعات لا تربطهنّ أي صلة قرابة بالنساء اللواتي خضعن للجراحات، ولا يعرفنهنّ حتى، فهنّ فاعلات خير يفكّرن في مصلحة الغير.&

وتتراوح أعمار حاملات الأرحام المزروعة بين الـ 20 والـ35 عاماً، أما المتبرّعات فهنّ بين الـ35 والـ60 عاماً، ويبلغ عددهنّ حوالى 50، وهو أمر أثار دهشة تيستا، الذي اعتبرهنّ استثنائيات، فبرأيهنّ لقد حصلن على فرصة إنجاب الأولاد واختبار شعور الأمومة ولم يعدن بحاجة لأرحامهنّ، وبالتالي بإمكانهنّ التبرع بها لمن تحتاج إليها فعلاً، مع العلم أنّ كلية بايلور لا تعرف هوية أي منهنّ. وقد طلبت المتبرّعات وكذلك الخاضعات لزرع الأرحام احترام خصوصيتهنّ فرفضن التكلّم مع مجلّة تايم.

المحاولة الثانية في أميركا

إنّها المرة الثانية التي يحاول فيها مستشفى في الولايات المتحدة إجراء عمليات جراحية لزرع الأرحام. ففي شهر فبراير، قام مستشفى كليفلاند كلينيك بأول عملية زرع رحم في الولايات المتحدة، وقد تمّ الحصول على العضو من متبرّع متوفٍّ.&

وبعد أقل من أسبوعين على الزرع، تعرّضت ليندسي مكفارلاند، حاملة الرحم المزروع، لالتهابات أجبرت الأطباء على إزالة الرحم، وبعد ذلك أوقف المستشفى برنامجه موقتاً. وتجدر الإشارة إلى أنّ تكلفة عملية زرع الرحم تتراوح بين 150 ألفاً و500 ألف دولار تقريباً، وبما أنّها ما زالت في مرحلة التجربة، فالتأمين لا يغطّيها عادة.&

أما في بايلور، فقد استغرق استخراج الأرحام من المتبرعات حوالى 5 ساعات، وزرعها 5 ساعات أخرى، وكان الفريق الطبي يتألّف من 4 جرّاحين من مركز بايلور الطبي وجرّاحَين سويديين يتمتّعان بخبرة كبيرة في هذا المجال، بالإضافة إلى طبيبي تخدير و7 ممرضات.&

خبرة طبية سويدية

والجدير بالملاحظة، أنّ الطبيبين السويديين من مستشفى جامعة ساهلجرينسكا في غوتنبرغ، قد شكّلا جزءاً من أول فريق جراحي في العالم يجري عمليات زرع أرحام ناجحة، ومن بينهما ليزا يوهانسون التي ساعدت مركز بايلور، وقد لفتت قائلة: " علينا أن نتعاون مع فرق أخرى حول العالم ونشر معرفتنا، فهذا الإنجاز لا قيمة له إذا لم يتمكّن أحد من تكراره، ومن واجبنا تجاه المرضى أن نكون منفتحين". وأكّدت ليزا أنّ فريقها سيستمرّ في مساعدة بايلور في إجراءات زرع أرحام إضافية.

وتقدّر جامعة بايلور أنّ النساء الخاضعات للجراحة سيحتجن إلى ثلاثة أشهر تقريباً للعودة إلى النشاط اليومي المعتاد. ويمكن لامرأة خضعت لزرع ناجح أن تجرّب التلقيح الاصطناعي (بما أنّ المبيضين غير متّصلين بالرحم)، بعد 6 إلى 12 شهراً، لأنّ زرع الأعضاء يفرض على المرضى تناول أدوية مضادة للرفض تكون قوية وحتى سامة أحياناً، وعادة، تتم إزالة الرحم بعد إنجاب ولدين.&

النوايا حسنة

وسيقيّم فريق بايلور نتائج الجراحات الأربع الأولى قبل إكمال الجراحات الست المتبقية. ويقول تيستا: "بهذه الطريقة سنحرز تقدماً، وأنا لا أخجل بأنّ الجميع سيتذكّرني على أنني الطبيب الذي أجرى أربع جراحات فشلت ثلاث منها. سأعمل على تحقيق النجاح، وأعتقد بأن نوايانا حسنة من الناحية الأخلاقية والطبية والبحثية ".&

أعدّت "إيلاف" هذه المادة عن موقع TIME عبر الرابط الآتي:

http://time.com/4517816/baylor-womb-uterus-transplants/?xid=newsletter-brief