إيلاف من برلين:&بهدف توفير شروط حياة أنموذجية للسكان وإطالة أعمارهم،&قررت ألمانيا أن تحوّل مدينة غاغيناو الصغيرة إلى مختبر يوفر شروط حياة متكاملة لتطويل أعمار سكانها. وتهدف من خلال هذه الخطوة الى&رفع معدل حياة سكان مدينة غاغيناو سنة واحدة على&الأقل خلال 8 سنوات.

المدينة المختبر

تشارك في المشروع وزارة الصحة الألمانية ووزارة العلوم في ولاية بادن فورتمبيرغ والمدينة الطبية في مانهايم وجامعة توبنغن الطبية ومركز الصحة النفسية في مانهايم. ولأن شركة مرسيدس تمتلك مصنعًا صغيرًا في المدينة، فستتولى تمويل المشروع بنحو 350 ألف يورو سنويًا حتى عام 2025.

وقالت وزيرة العلوم تيريزا باور (من حزب الخضر) إنه لم يسبق للعالم أن حوّل مدينة كاملة إلى مختبر يجري فيه توفير شروط صحية واجتماعية وثقافية وروحية أنموذجية بغية منح سكانها حياة أطول. فالموضوع هو منح الناس أسلوب حياة مختلفاً ونوعياً&لمعرفة مدى تأثير ذلك في أعمار البشر.

ويبدأ فريق العلماء الذي يترأسه البروفيسور يواخيم فيشر، من كلية مانهايم الطبية، مطلع العام المقبل، بتحسين شروط الحياة والعمل في المدارس والمصانع والبيوت والمستشفيات... إلخ. وسيجري التركيز أيضًا على جعل سكان المدينة يتبعون برنامجًا غذائيًا موزونًا، إضافة الى&نشر الممارسة الرياضية ومبادئ اللياقة البدنية بين الصغار والكبار والشباب والمسنين. ويفترض أيضًا أن تطبق شروط عمل أنموذجية في الشركات والدوائر والمؤسسات الموجودة في المدينة.

عام إضافي&

وذكر البروفيسور فيشر أن سبب اختيار مدينة غاغيناو دون غيرها&يعود إلى أن شركة مرسيدس الموجودة في المدينة،&والتي تعتبر&أكبر مانح للوظائف فيها، تعهدت بتمويل المشروع. وأكد فيشر أن المشروع يرمي إلى بث الفرحة والسعادة بين سكان المدينة من الصغار والكبار أيضًا. وسيحمل شعار "عام واحد إضافي لكل مواطن".

&بحسب تقدير فيشر، إن تحسين نوعية الحياة بنسبة 5 في المئة وتحسين&شروط العمل في الدوائر والشركات بنسبة 10 في المئة،&من شأنهما&أن يطيلا حياة البشر، وهذه الدراسة على حد قول فيشر ستؤكد إذا ما كان&توفير نوعية حياة جيدة للجميع يزيل الفوارق الصحية التي تتحدث عنها الدراسات بين الميسورين والفقراء.

ويعتبر معدل الحياة في غاغيناو مرتفعًا، بحسب رأي عمدتها كريستوف لوريس،&وسيقرر السكان بعد 8 أعوام إذا كانوا يريدون مواصلة الحياة بهذه الطريقة أم لا.

يعتبر معدل الحياة في غاغيناو مرتفعًا

&

ضد السجائر والكحول

ومن الطبيعي أنه لا يمكن تحسين حياة الناس وتطويل حيواتهم ما لم يتمتعوا بشيء من الإرادة، وخصوصًا في مسألتي التدخين والكحول. وسيطلق هذا المشروع حملة توعية في غاغيناو لوقف استهلاك السجائر والتقليل من تعاطي الكحول.

وإذ يسعى المشروع إلى إطالة حياة البشر، فلا بد من تأمين سلامة الطرق فيها، خاصة وأن&لحوادث السيارت مفعولاً عكسيًا. وسيتم تشجيع الناس للتخلي&عن سياراتهم التقليدية واستعمال&السيارات الكهربائية، خصوصًا أنها مدينة صغيرة يمكن التنقل فيها باستخدام الدراجات الهوائية، كما ستحظى رياض الأطفال بعناية خاصة لأن تأثير نوعية الحياة يظهر من خلالهم على المدى البعيد.&

مع الإشارة الى أنه من أسباب اختيار غاغيناو هي طبيعة سكانها، فهي بلدة على حافة الريف تجمع بين شروط العيش في المدينة والريف،&يعيش فيها 30 ألف نسمة، وأثبتت&الاحصائيات أن 95 في المئة من سكان المدينة انهوا الدراسة الاعدادية، إضافة الى أن&نسبة خريجي الجامعات والمعاهد عالية بينهم.

تقدير الكلفة

يقول فيشر إن إحصائيات شركات التأمين الصحي تقدر الحاجة إلى 50 ألف يورو لإطالة حياة الانسان المؤمن صحيًا لمدة عام واحد، وهذا يعني&أن تغيير الحياة في غاغيناو يحتاج إلى 1,5 مليار يورو، بحسب&عدد سكانها. إلا أن المشروع العلمي الذي تم طرحه سيتوصل إلى ذلك من دون الحاجة إلى كل هذه الأموال، وبمبلغ زهيد نسبيًا.

ومن الظاهر أن أهالي غاغيناو متفائلون جدًا لأن تغريداتهم في مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن تحول غاغيناو إلى "مدينة فاضلة كبيرة"، وإلى "ينبوع شباب"، وإلى مركز جذب سياحي.

ورصد عمدة المدينة كريستوف لوريس طلبات كثيرة من الألمان في المدن القريبة يودون الانتقال للسكن فيها قبل حلول عام 2017.