أكد بعض المعلقين في الصحف العربية على أهمية وحدة العراقيين لنجاح العملية العسكرية في الموصل، بينما توقع آخرون أن تأخذ المعركة وقتاً طويلا.

من جانب آخر، أشاد معلقون بتصديق منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) على قرار ينفي علاقة دينية لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق بالقدس ويعتبرهما تراثا إسلاميا خالصا، وهو القرار الذي أثار جدلا واسعا الأسبوع الماضي، وأدى إلى قطع إسرائيل تعاونها مع المنظمة الأممية.

"بوابة للمصالحة الوطنية"

ودعا إسماعيل زاير في افتتاحية صحيفة الصباح الجديد إلى توحد العراقيين في معركة الموصل قائلا: "اليوم يجب أن نتوحد كما توحدنا في الرمادي والفلوجة وغيرها من المدن العراقية التي قيل إنها لن تعود للوطن وصورها الخونة والطائفيون وكأنها قلاع لا يمكن اقتحامها".

من جانبه، يرى عدنان حسين في صحيفة المدى العراقية أنه يجب أن تكون معركة تحرير الموصل "بوابة للمصالحة الوطنية التي لم يتحقق فيها حتى الآنَ غير الفشل الذريع".

ويضيف الكاتب: "نعم، يمكن للموصل المُحرَّرة أن تغدو بوابة للمصالحة الوطنية ولانعطافة كبيرة على طريق السلم الأهلي الوطيد، إنْ تحقّقت عملية التحرير بعيداً عن أيّ ملمح من ملامح الانتقام".

وفي الجزيرة السعودية، يرى جاسر عبد العزيز أن "مشاركة البشمركة وقوات الحشد الوطني من أهالي الموصل والعشائر العربية ضرورة عسكرية وسياسية، إذ أن العرب والأكراد والذين هم أصحاب الحق الأول في الدفاع وتخليص محافظتهم من إرهاب داعش".

ويضيف الكاتب: "القضاء على داعش في العراق ثم سوريا سيلغي مبررات ملالي إيران وعملائهم في الحشد الطائفي وحزب حسن نصر الله ومليشياتهم الطائفية".

من جانبها، تقول العدالة العراقية في افتتاحيتها: "رغم أن الحملة لم تبدأ إلا يوم أمس ويصعب إعطاء تقديرات موضوعية حولها، لكننا نستطيع القول باطمئنان إن هذا يعني أمرين: أن داعش غير مستعدة لخوض معركة مكلفة تعرف أنها ستخسر فيها وتضحي بسلاحها ورجالها، أو أن داعش تستدرج القوات الى مواقعها الصلبة والمعدة إعداداً جيداً لتوقع بها الخسائر الكفيلة بكسر زخم الهجوم".

وتضيف الصحيفة: "الاحتياط ضروري لئلا يأخذنا التفاؤل أكثر مما يجب، فـداعش غالباً ما استثمرت تناقضات القوى الداخلية والخارجية، وأن هناك قوى تتعاطف معها ليس بالضرورة حباً بها، بل كرهاً بأعدائها".

ويتوقع صالح القلاب في الرأي الأردنية أن تأخذ معركة الموصل "وقتاً طويلاً من غير الممكن تحديده مسبقاً"، مشيرا إلى أن "هذا يعني أنه ستكون هناك عملية استنزاف طويلة قد تعطي هذا التنظيم الإرهابي المزيد من الوقت لإعادة ترتيب صفوفه ولتجديد استعداداته ليقوم بهجوم معاكس".

"صفعة قوية لإسرائيل" في صحيفة الأيام الفلسطينية، يصف أشرف العجرمي قرار اليونسكو نفي أي علاقة دينية لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق بالقدس واعتبارهما تراثا إسلاميا خالصا بأنه "صفعة قوية لإسرائيل".

وبينما يرى الكاتب أن القرار "ليس نهاية المطاف"، إلا أنه يؤكد أن "كل قرار من هذا القبيل يحشر إسرائيل في زاوية المحتل والمعتدي ويضعها في تناقض مع المجتمع الدولي والقوانين والشرائع والقرارات الأممية التي تنظم العلاقة بين الشعوب والدول".

وفي الغد الأردنية، يقول أحمد عزام: "ما قام به الإسرائيليون بشأن قرار اليونسكو هو هجوم مضاد لإفراغ عضوية فلسطين من معناها (مع أن القرار ليس مقدما منهم وحدهم)، ولإنكار الحقوق والرواية الفلسطينية والعربية والمسلمة؛ بالإشارة إلى ما لم يقله القرار، وتجاهل وتهميش كل ما قاله من حقائق بشأن سياساتهم كقوة احتلال، وبالتالي حرف النقاش عما يرتكب يوميا ضد الفلسطينيين والحرم القدسي الشريف".

وفي الرياض السعودية، تشيد أميمة الخميس بالدبلوماسية العربية، قائلة: "صدور هذا القرار عن منظمة دولية كبرى منبثقة عن الأمم المتحدة تجعلنا نتوقع أن دبلوماسيي العالم العربي قد حذقوا لعبة المتاهة الدبلوماسية، والتحشيد وجمع الأصوات، واستقطاب الأصوات المستقلة والعادلة، وصنع محاور قوى وارتكازات داخل اليونسكو".

وتضيف: "رغم حصار الصورة النمطية التي تصنعها بعض الدوائر الإعلامية في الغرب ضد العرب، ورغم طوفان الإسلاموفوبيا العالمي، إلا أنه مازال هناك حيز واسع للعمل الدبلوماسي المثمر".