كل المؤشرات تدل على أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سيعلن ترشيحه لميشال عون، ويبقى السؤال إذا صحت فرضية عون للرئاسة هل نحن متجهون في لبنان نحو الأفضل أم الأسوأ؟.

بيروت: كل المؤشرات الرئاسية تدل على قرب ترشيح رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لرئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون اليوم، ما هو المشروع الرئاسي الذي يحمله عون اليوم والذي يخوله أن يتبوأ الرئاسة في لبنان؟ تعقيبًا على الموضوع يقول النائب أمل أبو زيد لـ"إيلاف" إن مشروع عون يبقى وحدة الدولة وإعادة صياغة الوحدة الوطنية، وإشراك جميع المكونات السياسية حتى الطائفية لإعادة صياغة الدولة اللبنانية، بشكل طبيعي وللمجىء بحكومة وحدة وطنية.

الإضافة

ولدى سؤاله ما هي الإضافة التي قد يحملها عون للرئاسة في لبنان؟ يجيب أبو زيد أن إضافته ستكون من خلال تأمين المشاركة الفعلية التامة بحسب الميثاقية التي كلنا نطالب بها، وكلنا يعرف أنه منذ العام 1992 حتى اليوم لم تكن المشاركة الفعلية موجودة في الحياة السياسية اللبنانية، وهذا واقع لا مفر من نكرانه، ونعتبر أن وجود رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون على سدة الرئاسة هي ضمانة كي يكون الجميع مشاركين في السلطة السياسية بشكل طبيعي، من خلال عدم إلغاء أي فريق، بأي شكل من الأشكال إن كان الفريق الآخر طائفة صغيرة أو كبيرة.

فرضية انتخاب عون

وردًا على سؤال ماذا يعني اليوم فرضية انتخاب عون رئيسًا للجمهورية هل هو انتصار مسيحي أم عودة إلى حقبة التسعينات وما كانت تتضمنه من حروب حينها؟ يعتبر أبو زيد أن الأمر يعني بكل بساطة العودة إلى الأصل والميثاق الأساسي لنشوء لبنان، والتركيز على العيش المشترك، والمشاركة الفعلية لجميع المكونات السياسية والطائفية في هذا البلد، لأن ما نعيشه في لبنان يجب أن يكون مثلاً حيًا في التعايش بالنسبة للدول المجاورة، خصوصًا في ظل الصراعات التي تجري حولنا بين المذاهب والطوائف، وهذا مثلا حيًا يدل على انتصار الحياة في لبنان.

تخوف

عن البعض الذي يتخوف من عودة عهد الحروب مع عودة عون إلى الرئاسة يتوجه إليهم أبو زيد فيؤكد "إلى هؤلاء أقول أن هذا قول مردود، فهناك محور جديد يطرأ وهو المحور السني المسيحي، والعالم ينسون أنه في العام 2006 عندما عون وقّع ورقة التفاهم مع حزب الله، كانت هناك مفاوضات تجري في الوقت عينه مع تيار المستقبل، مع الوزير الراحل محمد شطح وقد قطعت حينها شوطًا كبيرًا، وكنا على قاب قوسين من إعلان الإتفاق مع تيار المستقبل، لكن حصل هناك رد فعل سلبي على أثر الاتفاق مع حزب الله، وكان هناك ثنائيات كثيرة في السنوات الماضية، ومنها الثنائية السنية الشيعية، ولا أحد تطرق إلى الحرب الأهلية التي يتم الحديث عنها اليوم، وبرأي أبو زيد يبقى هذا القول مردودًا والعماد عون ابن مؤسسة عسكرية وتربى على إطار الوطن خارج الالتفاف الطائفي.

الحريري وعون

هل مجىء عون إلى الرئاسة الأولى سيعني حتمًا مجىء الحريري إلى رئاسة الحكومة؟ يجيب أبو زيد أن الأمر يتم البحث به، ونقول إن وجود الأقوياء في الرئاسة هو الأفضل تمامًا كما رئيس مجلس النواب نبيه بري هو رئيس السلطة التشريعية في لبنان، وبالنهاية رئاسة الحكومة ستتم من خلال استشارات نيابية والنواب يؤمّنون هذا الموضوع.

كيف ترون العهد المقبل إذا صحت فرضية عون للرئاسة الأولى والحريري لرئاسة الحكومة في لبنان؟ يجيب أبو زيد أن الوضع سيكون كبداية إعادة رسم منطق ونهج جديدين في لبنان، خارج الوصاية السورية بشكل كامل، خارج النهج السابق، وكل مكون سيأخذ حقه، ولا أحد سيكون خارج الحكم، من أجل صياغة قانون انتخابي جديد يُعيد تكوين السلطة بشكل عادل.