إيلاف من عدن:&قال وكيل وزارة الصحة لشؤون الرعاية الصحية الاولية علي الوليدي ان حالات الكوليرا بدأت في الظهور والانتشار في محافظة عدن والمحافظات المجاورة لها منذ اسبوعين، الا انها باتت الآن تشكل وباء& ينبغي مواجهته .

وقال الوليدي في حديث خاص لـ "إيلاف"&ان جهود كبيرة تبذل من الفرق الصحية العاملة في عدن لمتابعة المرض اولًا بأول، ووضع الاجراءات العملية الكفيلة بالسيطرة على المرض والحد من انتشاره .

جهود المكافحة رغم الصعوبات&

واستعرض وكيل وزارة الصحة اليمنية& خريطة& انتشار الكوليرا في عدة محافظات قائلا: "عدن تتصدر المحافظات الموبوءة بالكوليرا، فهناك 105 حالات مشتبهة& بإصابة إسهال حاد مائي مصحوب بقيٍّ يشتبه انه كوليرا، وخمس وفيات مؤكدة ومحافظة لحج 67 حالة وفي تعز 22 حالة وفي صنعاء& 24 حالة ومحافظة البيضاء4 حالات ".

وحول سؤال " إيلاف" عن الاجراءات المتبعة من قبل الوزارة لمساعدة المرضى قال: "حددنا اربعة مستشفيات في عدن لاستقبال حالات الاسهال الحاد وهي مستشفيات الجمهورية والصداقة والعسكري والمجمع الصحي، وزودنا هذه المستشفيات بالسوائل الوريدية، وأدوية الاسهال المائي الحاد ، وشكلنا فريق طوارئ ، برئاسة وكيل الوزارة ، وعضوية ممثلين عن منظمتي& اليونيسف&والصحة العالمية ، بالاضافة الى محافظي المحافظات ، وفرق الترصد الوبائي"..

وتطرق الوكيل الوليدي& الى عدة مشاكل وصعوبات تواجه& الوزارة في مواجهة انتشار الكوليرا ، قائلا : " المشكلة الرئيسية امكانيات الوزارة في المناطق المحررة شحيحة للغاية ، فالميليشيات الانقلابية في صنعاء صادرت كل المخصصات المالية للمحافظات المحررة ، ونحن نعمل بجهود ذاتية وبدعم بعض المنظمات الدولية، وهناك مشكلة افتقار مستشفياتنا للمختبرات والاجهزة الحديثة الخاصة بالفحص الحديث للكوليرا، وهذا ما حدث في عدن ولحج وتعز، ولكن الاخوة في الهلال الاحمر الاماراتي وفروا الاجهزة في عدن،& وهذا ساعد الى حد ما& في متابعة الحالات المصابة، وساعد ايضا في استقبال العينات المخبرية من المحافظات الاخرى التي لا توجد فيها مختبرات، وكذلك ساعدت منظمة اطباء بلا حدود الفرنسية في توفير اجهزة التحكم الخاصة بالكوليرا".

فرق طوارئ

واضاف:" نتابع اولا بأول الوضع في عدن والمحافظات المحررة& ووجهنا المحافظات بأهمية التوعية والتثقيف الصحي، وتم بالفعل في عدة محافظات تشكيل فرق طوارئ، ورغم امكانيات المحافظات البسيطة، لكن هناك جهودًا جبارة تبذل وبشكل تطوعي للتغلب على الكوليرا ووقف انتشاره".

وعبّر وكيل وزارة الصحة في ختام حديثه لـ "إيلاف" &عن شكره وتقديره لكافة المنظمات الدولية التي تدخلت وساهمت في جهود التغلب على الكوليرا ومساعدة المرضى، وخاصة الهلال الاحمر الاماراتي ومنظمة اطباء بلا حدود ومنظمة الصحة العالمية، مثمنا في نفس الوقت جهود الفرق الطبية اليمنية التي تعمل ليلا ونهارا لمعالجة المرضى و كبح انتشار الوباء .

التربية توجه بإغلاق المدارس&

من جهتها اغلقت جميع مدارس محافظة عدن للتعليم الاساسي والثانوي&الخميس&أبوابها أمام طلابها، وأوقفت&العملية التعليمية بشكل كامل في اطار&الإجراءات الاحترازية التي وجهت بها وزارة التربية والتعليم& إزاء تفشي وباء الكوليرا .

وقال& الدكتور عبدالله لملس الخليفي وزير التربية والتعليم ان الوزارة وجهت كافة مكاتب وزارة التربية والتعليم في المحافظات المحررة وادارات التربية في المديريات وإدارات المدارس باتخاذ الاجراءت اللازمة للحفاظ على صحة الطلاب في كافة مراحل التعليم الاساسي والثانوي الحكومية منها والاهلية .

واوضح& وزير التربية في تصريح خاص لـ "إيلاف"&ان التوجيهات صدرت بإيقاف الدراسة في جميع المدارس اذا اقتضت الحاجة لذلك، نظرا& لانتشار& مرض الكوليرا في بعض مديريات محافظة عدن. &

واكد& الوزير ان صحة الطلاب تحتل اهمية قصوى لدى الوزارة، ويجب الحفاظ عليها بمختلف الوسائل والطرق الممكنة حتى نجنبهم ويلات هذا الوباء الفتاك، مشيرا الى ان من المحتمل قيام حملات رش وأخرى للتثقيف الصحي& لعدد من مدارس عدن خلال الأيام القادمة

&الصحة العالمية : 22 مليون دولار&

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن خطة مكافحة الكوليرا في اليمن تتطلب توفير أكثر من 22 مليون دولار، موضحة في بيانٍ لها أنه تم تسجيل 340 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في اليمن، منها 18 حالة في محافظات تعز والحديدة وصنعاء والبيضاء وعدن ولحج.

وبحسب بيان منظمة الصحة العالمية الذي بثته وكالة انباء سبا التابعة للحكومة الشرعية اليمنية& اشار& "إلى أنه لم تسجل أية حالة وفاة حتى الآن بسبب الكوليرا، وأن أكثر من سبعة ملايين وستمائة ألف شخص يعيشون في مناطق متأثرة بالكوليرا، فيما يتعرض حوالي 3 ملايين نازح لخطر الإصابة بالمرض.

وناشدت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها اليوم، المجتمع الدولي بتوفير دعم عاجل للحيلولة دون انتشار وباء الكوليرا في اليمن، مشيرة &إلى أن استمرار الصراع في اليمن أدى إلى عدم تمكن حوالي ثلثي السكان من الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي، خاصة في المدن مما أدى إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الكوليرا.

جهود لحكومة عدن المحلية&

من جهته، وجه محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي الجهات ذات العلاقة بالعمل الجاد& لمواجهة وباء الكوليرا الذي سجلت حالات ظهور له في بعض مديريات المحافظة& .

وبحسب المكتب الاعلامي لمحافظ عدن اطلع المحافظ& اليوم على جاهزية المؤسسات الصحية والمرافق الخدمية في هذا الشأن،& وأكد المحافظ خلال اتصالات ومتابعات أجراها مع مدراء عدد من الوحدات الصحية والمؤسسات المعنية ضرورة اتخاذ كل وسائل الوقاية اللازمة وعمل الاستعدادات والترتيبات لمواجهة هذا الوباء و تأمين تقديم الخدمة العلاجية اللازمة للحالات المشتبه بها.

دعم اماراتي&

وكانت &هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في عدن سلّمت محاليل مضادة لمرض الكوليرا بصورة عاجلة لمنظمة الصحة العالمية في اليمن ضمن مساعي تطويق انتشار المرض.

وقدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات طبية عاجلة استمرارا للدعم الذي دأبت دولة الإمارات على تقديمه لليمن، خاصة على صعيد تعزيز دور وأداء القطاعات الحيوية ومنها القطاع الصحي والطبي.

وسلم فريق الهلال في عدن محاليل مضادة لمرض الكوليرا بصورة عاجلة جدا لمنسق منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور محمد كليس.

وأشاد كليس بسرعة استجابة دولة الإمارات لتلبية احتياجات المنظمة من هذه المحاليل. وأعرب عن شكره لدولة الإمارات قيادة وشعباً على الجهود التي تبذلها للحيلولة دون انتشار المرض وتحوله إلى وباء.