إيلاف من صنعاء:&كانت سلطنة المهرة وسقطرى إحدى سلطنات الجنوب العربي الذي احتلته بريطانيا في عام 1839، واستمرت في احتلاله إلى 30 نوفمبر 1967، حتى إعلان الجبهة القومية اليسارية الحاكمة إلغاء حكم السلاطين والأمراء وإعلان جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وعاصمتها عدن.

هكذا، انتهى حكم السلاطين في الجنوب، ومن ضمنها سلطنة المهرة وسقطرى التي شملت تاريخيًا منطقة المهرة وتقع في اقصى شرق اليمن، وارخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وكانت تحكمها سلالة بن عفرار لقرون عدة. وتشكل المهرة وسقطرى إداريًا في عهد الوحدة اليمنية محافظتين مستقلتين، تشهدان حركة احتجاج شعبي ضد قرارات مؤتمر الحوار الوطني التي تنص على الحاقهما بإقليم حضرموت. يتزعم تلك الحركة الشيخ عبدالله بن عيسى آل عفرار نجل آخر سلاطين المهرة وسقطرى.

يعد بن عفرار الشخصية الاكثر نفوذًا وشعبية في المحافظتين، وهو من مواليد سقطرى في عام 1963، وله تحركات محلية وإقليمية واسعة تهدف إلى انشاء اقليم المهرة وسقطرى.

وعلى الرغم من ابتعاد الشيخ بن عفرار عن وسائل الإعلام في الفترة الاخيرة، تنفرد& “إيلاف" بحوار خاص معه، يتحدث فيه عن جهود إقامة اقليم مستقل للمهرة وسقطرى، وموقف ابناء المحافظتين من الانضمام لاقليم حضرموت.

ما هي أسباب مطالبكم بإقليم مستقل للمهرة وسقطرى، ورفضكم الانضمام إلى اقليم حضرموت؟

نطالب بإقليم مستقل فذلك خيارنا الوحيد الذي اجمعنا عليه للحفاظ على خصوصيتنا الثقافية والتاريخية، والتخلص من الاقصاء والتهميش والإلحاق الذي مورس علينا، والهيمنة والاستحواذ على ديارنا من قبل جيراننا الحضارم في الفترات السابقة. فالتاريخ المشترك واللغة المشتركة والتجانس الاجتماعي وخصوصية ثقافة مجتمع سقطرى والمهرة عوامل تعود إلى ما قبل سبعة عقود، ونحن درسنا وضع المهرة وسقطرى خلال الفترات السابقة منذ عام 1967 حتى الآن، وايقن أبناء المهرة وسقطرى أن هذه الفترة لم تنصفهم، لذلك وقفوا على إعداد الرؤية السياسية للإقليم، وعزموا على أن يكون لهم إقليم خاص.

على ماذا تعولون في نجاح إقليم سقطرى والمهرة، بينما هناك تباعد جغرافي بين المحافظتين، وتعانيان من قلة السكان؟

المهرة وسقطرى بقيتا قرونًا عدة وحدة ادارية وكيانًا واحد، ولم تكن العوامل الجغرافية عامل تفرقة. لدينا اليوم كوادر شبابية لديها طاقات هائلة معظمهم من خريجي الجامعات، وهم من القادرين على قيادة بلدهم وقيادة الاقليم. اضافة إلى ذلك هناك ثروات نفطية هائلة يختزنها باطن المحافظتين، ولا زالت بكر ولم تستثمر بعد، وهناك أيضًا ثروات متعددة سمكية وزراعية وسياحية حباها الله لسقطرى والمهرة، لكنها لم تستمر بعد.

أقوى منا

التقيتم بالرئيس عبدربه منصور هادي اكثر من مرة، كيف تقبل ما تطالبون به؟

لنا لقاءات بالرئيس عبدربه منصور هادي، وتم اطلاعه على مشروع اقليمنا المستقل في المهرة وسقطرى، ووجدنا منه كلامًا طيبًا، واقر بمشروعيته، لكن هناك لوبي سياسي ومالي حضرمي نقر بتفوقه علينا، فرض في الحوار الوطني انتزاع قرار انشاء الاقليم الشرقي ليضم اربع محافظات تشكل اكبر مساحة في اليمن، وهي محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى، لكن رفضنا ذلك وابلغنا الرئيس مطلبنا بإقليم مستقل للمهرة وسقطرى، واستشفينا من الرئيس أننا لن نجبر على شيء نحن لسنا مقتنعين به، وهو مطلع على إجماعنا.

لكن هناك أكثر من مؤشر على الحاقكم بإقليم حضرموت. فما هي خياراتكم حينها؟

اذا فرض علينا اقليم حضرموت سنرفضه وسندعو للقاء عام للإعلان عن الخيارات الملائمة، وسندافع عنها مهما كلفنا ذلك، ونحن أعلنا موقفنا مرارًا وتكرارًا ورفضنا ذلك. هناك اتفاق في الغرف المظلمة، ولعل زيارة رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر الاخيرة لسقطرى برهنت موقف ابناء الجزيرة بالرفض للانضمام لاقليم حضرموت، وسيجد جوابه ايضًا في المهرة عندما يصلها، خصوصًا أن المهرجان الجماهيري الحاشد الذي اقيم الشهر الماضي في مدينة الغيظة عاصمة المهرة اكد على هذا الموقف، وارسل رسائل مهمة للداخل والخارج بحق ابناء المهرة وسقطرى في تقرير مصيرهم. ولا شك في أن هناك تشنج كبير وانزعاج على مستوى المهرة وسقطرى من قرار إعلان الأقاليم دون الأخذ بمطالبهم المشروعة، والاخطر من ذلك تنفيذ الحكومة لمشروع الاقاليم وتجاهلها لمطالبنا، ولكن كما اسلفت سيتصدى شعب المهرة وسقطرى له .

ما ردكم على من يقول إن دعوات تأسيس إقليم مستقل بالمهرة وسقطرى مغلفة لعودة سلطنة المهرة وسقطرى؟

اعتاد المغرضون كيل مثل تلك التهم، ووضع العراقيل لإعاقة مطلبنا الذي استمدينا شرعيته من ابناء المحافظتين في جانبه الرسمي والشعبي من خلال التأييد الموثق لدينا بالملزمات الكتابية، وكذا بالصوت والصورة والذي اصبح شبيهًا بالاستفتاء، ومن اراد أن يرى ذلك فليأت الينا لإطلاعه عليه، ونحن منذ الوهلة الاولى نطالب بالإقليم المستقل انطلاقًا من خصوصيتنا وإجماعنا، ولم نطالب بالسلطنة او كيان مستقل عن اليمن، كما ليس لدينا طموح في رئاسة& الإقليم، فالقضية الاساس حاليًا أن أقدم شيئًا لشعبي، الذي علق علي آمالا كبيرة في إخراجه من دائرة التهميش والإقصاء، وتحقيق إقليم مستقل يلبي تطلعاتهم وآمالهم. وبخصوص رئاسة الإقليم فساكون إلى جانب أبناء المهرة وسقطرى في من سيجمعون عليه .

ما الهدف من تكوين المجلس الاهلي العام لابناء المهرة وسقطرى، وما هو الدور الذي يقوم به عمليًا؟

تم تكوين المجلس العام ككيان شعبي وأهلي يسعى إلى تحقيق آمال وتطلعات ابناء المحافظتين بعد قرابة خمسين عامًا من الاقصاء والتهميش والإحباط من الاحزاب التي لا تعمل الا لمصالحها بالمركز .&عمليًا قام المجلس بتوحيد المحافظتين على مطلب وخيار ومرجعية واحدة، كما قام بإيصال هذا المطلب والدفاع عنه في كل المحافل.

علاقات طيبة بالخليج

كيف تقيمون علاقتكم بدول الخليج؟

تربطنا علاقات طيبة بدول الخليج العربي كافة، وخصوصًا تلك التي تربطنا بهم التماس بديارنا وامتدادنا القبلي والتي تعتبرنا عمقهم وحزامهم الامني، وهم يعترفون بوجودنا وهويتنا، وقد أطلعناهم على مطلبنا وخيارنا، وبطبيعة الحال اي منصف يرى ما حققناه في هذا الامر سيقر بمشروعيتنا وأحقيتنا فيما ندعي، ونطالب به.&&&&

ما موقف ابناء المهرة وسقطرى من انقلاب الميليشيات على شرعية الرئيس هادي؟

ابناء المهرة وسقطرى يؤيدون الشرعية الدستورية ويرفضون الانقلاب منذ اليوم الأول، وهناك بيانات صدرت عنا وعن كل الجهات الحكومية والأهلية بهذا الصدد. كان ابناء المحافظتين ملاذًا آمنًا لكل ابناء الوطن ممن شردتهم الحرب التي نتمنى أن تنتهي وأن تحقن الدماء، ويرى هذا الشعب المغلوب على أمره الامن والاستقرار والعيش الكريم، وان تكون الفترة المقبلة فترة عدل ومساواة وحقوق بين الناس.

هناك من يقول إن محافظة المهرة ممر لتهريب الاسلحة إلى الميليشيات الانقلابية.

للمهرة شريط ساحلي طوله 550 كيلومتر، ولا خفر السواحل حتى اللحظة تحمي هذه الشواطئ المفتوحة، اما ما يشاع حول التهريب فهناك تحامل مقصود ومحاولة لجر هذه المحافظة الامنة لتصبح ساحة للحرب والفتن، ولا يعني هذا انه لا يوجد ضعاف النفوس، وبعض اعمال تهريب عبر شواطئنا، غير انها قليلة، ولكن للاسف هناك مبالغة في الامر من قبل وسائل الاعلام.