انتقد رئيس الوزراء العراقي تركيا مجددا، وقال انها تقاتل من اجل مصالحها وليس من اجل محاربة داعش قبل ان يعود ليدعوها للتعاون مع العراق، وذلك بالتزامن مع زيارة الدفاع الاميركي لبغداد، في حين اطلق رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الدعوة الى حرب إقليمية، معلنا ان "عمليات قادمون يا نينوى، لتحرير الموصل، تعني قادمون يا رقة قادمون يا حلب واليمن.


محمد الغزي: اتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تركيا بتهديد بلاده، وقال انها تريد خوض قتال في الموصل لمصالحها وليس لمحاربة داعش، لكنه دعاها للتعاون، بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي، فيما اقترح رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري عقد اجتماع مشترك لدول الجوار من دون استثناء ومن بينها تركيا وايران والسعودية لـ"تحقيق الأمن والتعايش".

العبادي انتقد دولا لم يسمها تدعم حروب المنطقة واذكائها وقال خلال مؤتمر المجمع العالمي للصحوة الإسلامية المنعقد في بغداد، واطلعت "إيلاف" عليها "بأي دين وعقيدة يهجر ملايين السوريين وتدمر سوريا بهذا الشكل الفضيع"، متسائلا: "لماذا هذه الحرب المدمرة التي تضرب اليمن على الرغم من العوز والفقر".

وأضاف العبادي أن "هناك دولا تدعم الإرهاب لتصفية حسابات دولية، ويجب تحويل الصحوة الإسلامية إلى أفعال ومنهج وأن لا تقتصر على الشعارات"، لافتا إلى أن "بعض الدول لا تريد الاعتراف بمكوناتها".

وقال ان "هناك دولا تدعم الإرهاب لتصفية حسابات دولية، ويجب تحويل الصحوة الإسلامية إلى أفعال ومنهج وأن لا تقتصر على الشعارات"، ولفت إلى أن "بعض الدول لا تريد الاعتراف بمكوناتها"، غامزا هنا لناحية تركيا .

رئيس الوزراء العراقي عاد ليتهم تركيا صراحة بمحاولة "توسيع نفوذها" في العراق عبر قواتها المتواجدة في محافظة نينوى، مؤكدا أن أنقرة لا تسعى لقتال تنظيم "داعش".

وقال العبادي مخاطبا القيادة التركية "إننا لا نريد قوات على أرضنا. أنت لا تقاتل داعش بل تقاتل من أجل توسيع نفوذك"، لافتا إلى "أننا نريد الخير لتركيا والسعودية ونريد التعاون معهما رغم الخلافات".

وابدى رئيس الوزراء حيدر العبادي، استغرابه إزاء أصوات قال إنها بدأت "تتباكى على سنة العراق" بعد انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" الإجرامي، وقال "هؤلاء اين كانوا عندما ذبح العراقيون وهجر الآلاف منهم خلال أكثر من سنتين مضت؟".

وقال العبادي ان "مصدر قوتنا هو التلاحم بين الشعب والقوات المسلحة"، لافتا إلى أن "هناك أعدادا كبيرة من الشباب رغبت بالتطوع تلبية لفتوى الجهاد الكفائي".

خسائر العراق

أكد العبادي أن 35 مليار دولار هي تكلفة الدمار الاقتصادي نتيجة الحرب وهناك خسائر اجتماعية وانسانية اخرى.

وقال اننا "طلقنا دعوات إلى الدول لتساعدنا، ولم يرسلوا شيء يذكر"، مضيفا اننا "نستغرب ان نسمع هذه الدعوات وهي محاولة لعرقلة جهودنا في القضاء على داعش".

واشار إلى ان "مستقبل الموصل سيكون افضل مما كان عليه مما كان عليه في العامين الماضيين"، واوضح ان "90% من نازحي صلاح الدين عادوا الى مناطق سكناهم".

ورأى رئيس الحكومة ان التعاون الحاصل بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة لمكافحة داعش، "اثار غضب البعض حيث شاهدوا اول مرة ان العراقيين بكل اعراقهم وطوائفهم يقاتلون الى جنب بعضهم".

المالكي وحرب إقليمية

لكن رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ذهب ابعد من العبادي واطلق ضمنا الدعوة الى حرب إقليمية ذات طابع مذهبي، معلنا ان "عمليات قادمون يا نينوى، لتحرير الموصل، تعني قادمون يا رقة قادمون يا حلب واليمن".

وقال ان "عمليات قادمون يا نينوى، لتحرير الموصل، تعني قادمون يا رقة وحلب واليمن"، موضحا بانه "يجب ان لاتنسينا المواجهات في المنطقة المشروع الاسلامي الكبير".

المالكي تناول في كلمته منصات الاعتصام التي ظهرت ابان حكومته وقال انها "أججت الأجواء بالمنطق والادعاءات الطائفية، التي ولدت في احضانها داعش".

وأضاف "واجهنا حرباً طائفية اعاقت كل جهود البناء والاستقرار في العراق".

المالكي وفي خطاب مفاجئ حمل على تيارات علمانية في العراق من دون ان يسمها وقال "في العراق حركات ومنظمات مرتبطة بمشاريع اجنبية يؤثرون في الكتب والمكتبات ما يجعل الشاب المتطلع إلى الدور الإسلامي يائس".

واكد رئيس دولة القانون السبت ان "عصابات داعش الاجرامية، لم تكن الا عملية طائفية للعراقيين لقتل الشيعة والسنة"، ماضيا الى القول "ان "الفكر التكفيري يسعى الى ابقاء نار الطائفية في العراق متقدة".

مؤتمر إقليمي

واقترح رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، عقد اجتماع مشترك يضم جميع دول الجوار من دون استثناء ومن بينها تركيا وايران والسعودية بهدف "تحقيق الأمن والتعايش"، وفيما أكد أن المنطقة بحاجة الى حوار حقيقي وشامل "يفضي الى اتفاق تاريخي ينهي كل أشكال الصراع في المنطقة"، فانه عد أن الحلول الحقيقية لمشاكل المنطقة يجب ان تكون "جذرية وشاملة".

وقال الجبوري خلال كلمته إن "مرحلة ما بعد التحرير ستكون مرحلة الحفاظ على التنوع والسلم المجتمعي، وهي قناعة تحظى بالإجماع العراقي وتترسخ يوما بعد اخر"، مشيراً الى ان "الحلول الحقيقية لمشاكل المنطقة ينبغي ان تكون جذرية وشاملة وان لا تستثني أيا من قضايا دول المنطقة".

وأضاف الجبوري أن "المنطقة بحاجة الى حوار حقيقي وشامل يفضي الى اتفاق تاريخي ينهي كل أشكال الصراع في المنطقة"، مبينا أن "الحوار ينبغي ان ينطلق من غير شروط مسبقة من أي طرف من أطرافه الا اذا كان شرط يوفر النية المخلصة في التوصل الى الحلول الحقيقية".

واقترح الجبوري، "عقد جلسة مشتركة تضم جميع دول الجوار بدون استثناء ومن بينها تركيا وايران والسعودية بهدف تحقيق الأمن والتعايش"، عادا أن "دول الجوار العراقي جديرة بالبداية بالحوار والمبادرة الى تحقيقه كونها معنية بشكل أساسي بما يجري في المنطقة من إشكالات"، مبديا "استعداد اتحاد البرلمانات الإسلامية لانجاح هذا الاجتماع وتحقيق تقدم ملموس".

حوار الشجعان

وطالب رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، الدول الاسلامية بالجلوس على طاولة حوار لمناقشة الازمة،داعيا الى" تجنيب الشباب شراك المتطرفين".

وقال "لقد وصلنا في عالمنا اليوم الى قاع الاختلافات والتقاطعات ونزفنا بما يكفي من الدماء والثروات واصبحت بلاد المسلمين محاصرة بالحروب والفشل التنموي والاجتماعي والتخبط السياسي ومع ذلك مازالت الشعوب الاسلامية حية ومتفاعلة وشابة وطموحة".

واضاف" اوجه رسالتي الثانية الى الدول الاسلامية واقول ان الزمن هو زمن تحديد المساحات وتقاسم المصالح والنفوذ ومهما استمر القتال والاقتتال بين الاخوة فانهم في النهاية سيجلسون على طاولة حوار وليكن حوار الشجعان الذين يفكرون بمصالح شعوبهم ومستقبلها للمئة عام القادمة وليس لربح جولة هنا او هناك".

ودعا الى ان يكون "حوارا الانسان مع الانسان والمسلم مع المسلم والقادة مع القادة عندها سيبدأ فجر جدد عسى ان يزح عنا هذه الظلمة ويسكن الاف الفقراء والمحرومين والمظلومين".

وقال الامين العام للمجلس الأعلى للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية الإيراني علي اكبر ولايتي، ان "العراق تعرض لدسائس ترمي إلى التفرقة، ومنذ سنتين واجه تحدي داعش، ولكن بمساعدة الشعب والحكومة والمكونات استطاع ان يجتاز مختلف الازمات".

وانطلقت في العاصمة بغداد، اليوم السبت، اعمال مؤتمر الصحوة الاسلامية بحضور رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وعدد من الشخصيات العراقية والاسلامية، وممثلين عن 26 دولة اسلامية.