رغم الاستطلاعات الأخيرة التي نشرت والحروب الطاحنة مع وسائل الإعلام، لم يرفع دونالد ترامب راية الاستسلام البيضاء، بل يصرّ على إمكانية فوزه في الثامن من نوفمبر المقبل.

إيلاف من نيويورك: يصر دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، على التمسك بحظوظه للفوز في السباق إلى البيت الأبيض في الثامن من نوفمبر المقبل، بل يذهب أبعد من ذلك حين يؤكد لأنصاره حتمية الانتصار وإعادة العظمة إلى أميركا.

ترامب، الذي يواجه عواصف من الحروب الإعلامية بشكل غير مسبوق في تاريخ الانتخابات، يرفض تصديق الاستطلاعات التي تنشرها وسائل الإعلام.&

وعوضًا من الإحباط، يتنقل من ولاية إلى أخرى، داعيًا أنصاره إلى عدم الاكتراث لما يقال، والتركيز فقط على صناديق الاقتراع، من دون أن يسقط عن ذهنه تكرار المخاوف من إمكانية حصول عملية تزوير تطال الانتخابات.

القلاع التاريخية
الاستطلاعات التي أعقبت المناظرات الرئاسية الأولى، والثانية والثالثة، والأحداث التي طفت إلى العلن، وتناولت المرشح الجمهوري، من قضية الضرائب إلى التسجيل الصوتي المسرّب، أظهرت تراجع منسوب تأييد الرجل.&

ووصلت الحال ببعض وسائل الإعلام إلى القول إن الجمهوريين باتوا اليوم مهددين بخسارة ولايات، لطالما كانت عصية على نظرائهم الديمقراطيين، ويضربون مثلًا في تكساس، معقل الحزب الجمهوري وأريزونا، علمًا بأن أكثر الاستطلاعات التي أعطت كلينتون حظوظًا في الولاية الأولى أظهرتها متخلفة بفارق يتراوح بين الأربع والسبع نقاط عن قطب العقارات الجمهوري.

المصير في هذه الولايات
ترامب يصم آذانه عن التحليلات التي تتحدث عن إمكانية خسارة الجمهوريين للولايات المحسوبة عليهم تقليديًا. وتؤكد اللقاءات الانتخابية، التي تقيّمها حملته، اعتقاده بأن مصير الانتخابات سيكون محصورًا بيد عدد من الولايات المتأرجحة، ولذلك يكرّس وقته متنقلًا بين أوهايو وفلوريدا ونورث كارولينا ونيفادا وإيوا وبنسلفانيا ونيوهامشير.

كيف يخاطب الأميركيين؟
خبرات الرجل التلفزيونية تساعده على معرفة&أهواء وتطلعات سكان الولايات. ففي بنسلفانيا، يتحدث عن مصانع الحديد التي أقفلت، والاتفاقيات التجارية التي عقدت، وكان مردودها سلبيًا على الأميركيين. يعد بإعادة الوظائف والمصانع. وإلى الشمال، حيث نيوهامشير، يصوّب ترامب أنظار سكانها إلى الحدود الجنوبية المفتوحة، التي تشكل برأيه المعبر الأساس لدخول المخدرات والهيرويين، التي تشكل أكبر مشاكل هذه الولاية.&

وفي فلوريدا ونورث كارولينا، يعيد الحديث عن بناء الجدار، وتحمل المكسيك نفقات بنائه. أما في أوهايو التي ترتفع حظوظه للفوز فيها فيتحدث عن الاقتصاد وفرص العمل والبطالة.

زار الولايات المتأرجحة أكثر من كلينتون
قبل حوالى الشهر، نشرت وسائل إعلام أميركية إحصاءات تضمنت عدد الزيارات التي قام بها كل من ترامب وكلينتون إلى الولايات المتأرجحة، فتبيّن أن المرشح الجمهوري زار هذه الولايات ضعفي عدد المرات التي زارتها كلينتون، فهل تعتقد الأخيرة أن أمر الانتخابات قد قضي لمصلحتها، وبالتالي فإن دخولها البيت الأبيض مسألة وقت لا أكثر؟، أم إن ترامب مقتنع بأن خلافة أوباما تستوجب الظفر بأوهايو وفلوريدا ونورث كارولينا وبنسلفانيا وإيوا ونيوهامشير، وليس مجرد الاكتفاء بالاستطلاعات التي تنشرها وسائل الإعلام.