واجه سجناء سياسيون إيرانيون في سجن جوهردشت إحراق السلطات لعنبرهم بالهتاف بالموت للمرشد الإيراني علي خامنئي ومدير السجن فيما شكا سجناء آخرون في سجن ايفين إلى الامم المتحدة أوضاعهم المزرية. وحذرت العفو الدولية من خطر فقدان السجينة السياسية زينب جلاليان لبصرها.

إيلاف من لندن: كشف (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية) اليوم في بيان تسلمته "إيلاف" عن تعرض سجن جوهر دشت بمدينة كرج غرب طهرران خلال اليومين الماضيين لحريق القاعة 12 في العنبر 4 حيث يقبع السجناء السياسيون نتيجة عملية لحام النوافذ لغرض غلقها على السجناء.&

وأراد السجناء الذين واجهوا ألسنة النار الملتهبة في القاعة والدخان الخروج من العنبر الا أنهم صادفوا الأبواب المغلقة عليهم ثم رفعوا شعار الموت للمرشد الأعلى علي خامنئي والموت لـ "مرداني" مدير السجن معبرين بذلك استنكارهم لمحاولة حرقهم. والتهم الحريق المقتنيات الشخصية للسجناء الذين بالكاد أعدوها شخصيا وتم نقل عدد من السجناء إلى مصحة السجن بسبب تدهور حالتهم الصحية.

وبدأ نظام طهران مؤخرا في سجن جوهردشت غلق جميع أبواب العنابر ليل نهار واغلاق المنافذ والشبابيك للزنازين والعنابر كافة بصفحات فولاذية من الداخل والخارج.&

ودعا (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية) عموم الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان لا سيما المفوض السامي لحقوق الإنسان والمقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان في إيران والمقررين الخاصين المعنيين بالتعذيب وحق الحياة إلى إيفاد لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في وضع السجون في إيران لاسيما وضع السجناء السياسيين.&

أوضاع مزرية

ومن جهتهم وجه السجناء السياسيون في سجن ايفين بضواحي طهران الشمالية الغربية رسالة إلى الممثلة الجديدة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الانسان في إيران "عاصمة جهانغير" معربين عن تقديرهم لجهود المقرر السابق احمد شهيد شارحين الظروف المضنية التي يعيشها السجناء في سجن ايفين.

وأشاروا إلى أنّ "السجناء السياسيون في سجن ايفين والقاعة 12 حيث القاعة الأمنية الوحيدة وهم محبوسون مع سجناء سياسيين قابعين في العنبر 8 والنساء وقاعة 350 يعرضون هذه الرسالة لتقديم صورة عن الظروف السائدة في السجن وأن تكون على ادراك لما تعاني منها هذه الشريحة المظلومة والمناضلة من معاناة كل ذنبها هو بيان الحقيقة وجريمتهم هو الوعي والوقوف بوجه الظلم والطلب وحرية أبناء شعبهم".

وأكدوا أن السجناء في العنبر 12 لا يتمتعون بحقوقهم الأولية وعدد كبير منهم رغم احتجازهم أكثر من عامين غير أن وضعهم غير محسوم بعد وهم محتجزون بطريقة غير قانونية.&

وأكدوا أن "كل السجناء السياسيين قضوا أياما طويلة في زنزانات انفرادية وعنابر أمن 209 في سجن وزارة استخبارات قوات الحرس بدون التمتع بحق الاتصال واللقاء بعوائلهم وتم استجوابهم في ظروف جسمية وروحية سيئة بتلقيهم الضرب أو التهديد باعتقال أفراد عوائلهم وأرغموا قسرا على الاعتراف مما تسبب في صدور أحكام ثقيلة عليهم بدون التمتع بأبسط حقوق المواطنة والانسانية وحتى يحرمون من الحصول على محامي الدفاع في الملف".&

وأوضحوا أنه "في عنبر النساء في سجن ايفين فان السجينات لا يحق لهن امتلاك هواتف وهن يعشن ظروفا سيئة ويجري اللقاء مع النساء السجينات السياسيات بحضور مأموري حماية الاستخبارات ما يسبب في خلق ضغوط نفسية مضاعفة.. وفي العنبر 12 في سجن ايفين مساحة الفناء للتمتع بالهواء الطلق لـ 70 شخصا تبلغ أقل من 40 متر مربع وفي هذه المساحة الضيقة هناك 3 آبار كبيرة للمجاري تفوح منها روائح كريهة وغازات خطيرة مما تسبب في تفشي أمراض متعددة بين السجناء الذين معظمهم مصابون بأمراض رئوية ومع الأسف فان مصحة السجن يمنع احالتهم إلى المستشفى أو في حال احالتهم بشكل طارئ مثل التشنج أو ضيق النفس وانسداد العروق القلبية يعاملهم المأمورون معاملة سيئة ويربطون أيدي السجناء السياسيين وأرجلهم بالسلاسل بالأسرة ولا يسمحون لعوائلهم بزيارتهم أو الاتصال معهم".&

وشدد السجناء على أن "الوضع الرديء لحصة الطعام للسجناء بات على شكل طعام مؤذ حيث يقضي السجناء أيامهم شبه جياع وأن رداءة الطعام تسببت في ظهور أمراض في جهاز الهضم لمعظم السجناء".&

وقالوا إن "الوضع الصحي للعنبر 12 سيء للغاية ونظرا إلى أن هذا العنبر هو سرداب ولا تصله أشعة الشمس فان حشرات من أمثال خنفساء وصراصير وكذلك القوارض بسبب وجود آبار المجاري في باحة الهواء الطلق قد فاقمت مشكلة الوضع الصحي السيئ في العنبر".&

كما بينوا ان "الوضع الصحي في مصحة سجن ايفين سيء للغاية لا يمكن وصفه ويقال للمرضى المصابين بالزكام ومن يعاني من الصداع والحمى عدم مراجعة مصحة السجن لعدم وجود طبيب متخصص وعجز في ميزانية السجن. ولا يحق للسجناء السياسيين والأمنيين مراسلة عوائلهم أو المراجع القضائية وحتى ليس بامكانهم ارسال رسائلهم الاحتجاجية على الاحكام الصادرة عليهم من قبل محاكم الثورة والاستئناف. وفي الختام فان السجناء السياسيين اذ يعربون عن شكرهم وتقديرهم لكم يطالبون بالنظر في وضعهم سائلين الله التوفيق والسعادة والنجاح اليومي لكل الهيئات والمؤسسات الدولية التي تعمل من أجل الحرية ورفع الظلم عن الشعب".

العفو الدولية تحذر من فقدان سجينة سياسية لبصرها

ومن جهتها حذرت منظمة العفو الدولية اليوم من خطر فقدان السجينة السياسية زينب جلاليان بصرها. وقالت المنظمة في بيان أن السجينة الكردية زينب جلالي وبعد إجراء محاكمة غيرعادلة للغاية صدرحكم عليها بالحبس المؤبد و تتعرض لخطر فقدان بصرها في السجن.&

وأشارت إلى أنّ مسؤولي النظام ينكرون انها تحتاج إلي طبيب اخصائي لمعالجة عيونها التي تزداد تدهورا وعملية جراحية فورية. الجدير بالذكرأن زينب جلاليان احتجزت بتهمة المحاربة اي معارضة النظام عام 2007 وأصدرت محكمة ما يسمى بالثورة قرارا ضدها بالاعدام الا أنه تخفف إلى حبس مؤبد.