ردت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية على قيام قنوات فضائية إسرائيلية بعمليات تغطية لمعركة تحرير الموصل وإجراء مقابلات وأحاديث صحافية مع عسكريي قوات البيشمركة بالقول إنها لم تمنح أي موافقة لأي قناة إسرائيلية للقيام بهذا العمل، مؤكدة ان سلطات اربيل هي التي رخصت لدخول مراسلين إسرائيليين إلى الإقليم.

وطالبت الهيئة سلطات اقليم كردستان في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه اليوم، بتوضيح ملابسات ادخال ومنح رخصة لقناة إسرائيلية بتغطية معارك تحرير مدينة الموصل. وأشارت في بيان صحافي اليوم إلى أن "مراسلة لإحدى وسائل الاعلام للكيان الاسرائيلي قد ظهرت وهي تنقل تقريراً عن معارك تحرير نينوى من مناطق في شمال العراق".

واشارت الهيئة الى انها "هيئة اتحادية، وان جميع اجراءاتها ملزمة وواجبة التطبيق في أي بقعة من أرض العراق، وبما فيها اجراءات منح تصاريح دخول الصحافيين والمراسلين الاجانب بعد استكمالها بالتعاون مع الجهات الامنية المعنية".

واكدت انها لم تتلقَ أي طلب من أي جهة كانت ولم تعط أي موافقة لادخال هذه المراسلة الى الاراضي العراقية، داعية الجهات الامنية في اقليم كردستان الى توضيح ملابسات ادخال هذه المراسلة الى اراضي الاقليم وكيفية حصولها على تصريح عمل دون إذن رسمي من الهيئة، بوصفها هيئة اتحادية ينبغي اخذ موافقتها المسبقة.

واضافت الهيئة انها ومن منطلق تعزيز الجهد الاعلامي المساند لنقل الصورة الحقيقية لانتصارات قواتنا الامنية البطلة في معركة تحرير نينوى كانت قد اتخذت استعداداتها الكاملة لتسهيل وتسريع اجراءات منح تصاريح المراسلين والصحافيين الأجانب.

وشددت على أنها لن تسمح بأي "خرق لأي جهة اعلامية تدخل الاراضي العراقية دون الحصول على تصريح مسبق منها وفق اجراءات اصولية ولن يكون من بينها وسيلة اعلامية لكيان غاصب لطالما كانت وسائله الاعلامية داعمة للاعلام الارهابي، ومحرضة على العنف والكراهية، وتسببت بنشر الفوضى في المنطقة، ولن نسمح ان تكون أي بقعة من ارض العراق منطلقًا لتحريضها".&

وكانت تقارير اشارت خلال اليومين الماضيين الى ان مراسلي القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، ومنها القناتان الثانية والعاشرة، سافروا إلى العراق خلال الأيام الأخيرة، وهم يقومون حاليًا بتغطية المعارك.

ورأى خبراء أن المهنية تقتضي من أية قناة تلفزيونية الحرص على إرسال مندوبين لتغطية المعارك، لكن إسرائيل لها هدف آخر وهو السعي إلى التطبيع مع محيطه العربي.

وأظهرت مقاطع فيديو مراسلي تلك المحطات الإسرائيلية وهم يرافقون قوات البيشمركة الكردية في جبهات المعارك التي تهدف إلى إخراج مسلحي تنظيم داعش المتشدد من آخر معاقله في العراق.

وتحدث مقاتلو البيشمركة الكردية لمراسلة القناة الثانية ولمراسل القناة العاشرة الإسرائيليتين، وقالوا إن هذه المعركة بالنسبة لهم ليست من أجل تحرير الموصل من قبضة داعش وإنما تعتبر جزءًا من حرب نحو تحقيق حلمهم بإقامة دولة كردية مستقلة.

وقال مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية مؤاف فيردي "لقد تواجدت في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة الكردية في مدينة الموصل المعقل الأكبر لتنظيم داعش في العراق التي دخلتها عبر مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق وأثناء تغطيتي لمعركة تحرير الموصل من سيطرة داعش لمست حب الأكراد لإسرائيل"، بحسب ادعائه.

ونالت معركة تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش، اهتمامًا سياسيًا وإعلاميًا واسعًا، إذ تعتبر هذه المعركة فاصلة في إنهاء وجود التنظيم في العراق وبداية نهايته في سوريا، كما تعد الأضخم منذ الحرب الأميركية في العراق عام 2003 والتي أدت إلى إسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين.

وقد وفر إقليم كردستان التسهيلات اللازمة لمختلف الطواقم الإعلامية التي تبث تقاريرها من عاصمة الإقليم أربيل القريبة من الموصل أو من جبهات المعارك.

&وأعرب مغردون عراقيون وعرب عن غضبهم من وجود الإعلام الإسرائيلي في الموصل لتغطية المعركة رافضين أي وجود لإسرائيل في العراق بشكل عام، وإن كان هذا الوجود يتمثل في فريق إعلامي ينقل حدثًا لفترة زمنية محددة.

وكان ظهور فيديو لليهودي الفرنسي، برنارد هنري ليفي، وسط مسلحين من البيشمركة على مشارف الموصل، قد أثار ايضًا جدلًا واسعًا في وسائل الإعلام العراقية. واعتبر ظهور ليفي الذي يطلق عليه عراب الثورات العربية مؤشرًا على التدخل المباشر للفرنسيين والإسرائيليين في هذه المعركة، فقد كان ليفي من أكبر دعاة التدخل الفرنسي في العراق.

وكان ليفي قد أنتج فيلمًا عنوانه "بيشمركة"، وعرضه في مهرجان كان الدولي في مايو &الماضي،&وشرح فيه رؤيته للحرب في العراق، إذ ألمح إلى أن قوات البشمركة تعد أفضل خيار يمكن للعالم الغربي أن يراهن عليها. وأثار الفيلم، لدى عرضه في كان جدلًا حادًا في الأوساط السينمائية الفرنسية، بعدما اعتبره سينمائيون محاولة مكشوفة لتوظيف السينما في التأثير على الرأي العام الفرنسي.

يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل يومها التاسع على التوالي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش، وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي صباح الاثنين الماضي انطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل التي يحتلها التنظيم منذ يونيو عام 2014.