ينقل مراسل صحيفة التايمز في الموصل تحول تكتيكات العمليات الانتحارية التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية على البيشمركة الأكراد إلى مادة للدعابة وكيف أنهم تعودوا على هذه التكتيكات وأصبحوا يقابلونها بالنكات.

"أحد رجالي فقد إصبعه" يقول أحد الضباط، ثم يضيف "إبحثوا بين أشلاء الانتحاري عن إصبع نلصقه له مكان المفقود"، ويضحك الرجال المنتشون بالانتصارات التي حققوها على تنظيم الدولة بعد حصار بلدة بعشيقة.

وقد تكون هذه النكات أيضا رد فعل لأجواء البؤس التي تخلفها العمليات الانتحارية التي يشنها أفراد من تنظيم الدولة على أفراد البيشمركة وعناصر الجيش العراقي التي تشارك في معركة تحرير الموصل للأسبوع الثاني على التوالي.

"لا نستطيع إلا أن نضحك. أصبحت هذه الأجواء مألوفة لنا"، يقول الضابط بعد نوبة الضحك.

يبدو مقاتلو البيشمركة كأنهم استعادوا ثقتهم بتدمير مركبات الانتحاريين قبل وصولها إليهم.

كانت هناك خسائر فادحة حين تمكنت إحدى المركبات الانتحارية من الوصول إلى وسطهم الخميس الماضي.

أدى هذا إلى انتقاد قلة غارات التحالف، وكان سلاح الجو البريطاني المسؤول عن شن تلك الغارات في منطقة بعشيقة.

وقال الضابط الكردي إنه يرى أن خللا في تحديد الأهداف كان السبب وراء قلة عمليات القصف، مما سمح لانتحاريي تنظيم الدولة بشن عمليات متلاحقة.

ولكن الضابط أكد أن الإشكال قد حل أخيرا، وأن قوات التحالف شنت مئة غارة خلال الأيام الثلاثة الماضية.

ويقول المراسل إنه بالرغم من التنسيق بين غارات التحالف وعمليات البيشمركة إلا أن هذه الجبهة مكشوفة في الصحراء، مما يجعل الأهداف عرضة أكثر للإصابة، ويعاني المقاتلون من الأحوال الجوية الصحراوية ايضا، خاصة مع هطول خفيف للمطر وما يثيره من غبار.

ما هو مصير لاجئي كاليه؟

كان يعيش في معسكر كاليه بين 6 آلاف و 8 آلاف لاجئ

في صحيفة الغارديان تكتب أنجليك كريسافي عن ما ينتظر لاجئي معسكر كاليه على الحدود الفرنسية البريطانية بعد هدم معسكرهم.

"قبل ساعات الفجر، حزم يوسف، وهو سوداني في الخامسة والثلاثين، أغطيته الصوفية، وودع المعسكر. كان يأمل أن يتخفى في شاحنة ويتسلل إلى الأراضي البريطانية، لكن هذا الأمل تبخر الآن".

لم يشأ يوسف أن يبقى في المعسكر لانتظار فرق الهدم .

كان ما بين 6 آلاف إلى 8 آلاف لاجئ يقيمون هنا، ويعيشون حياة بائسة، وقال مصطفى إن فرصة تقديم طلب لجوء في فرنسا جعلته يتنفس الصعداء.

"كل ما كنت أعرفه عن فرنسا أنها تصنع العطور، وتسمى بلاد الحب. أنا الآن ذاهب في رحلة البحث عن الحب".

كحال بقية سكان المعسكر، لم يكن مصطفى يخمن أين سينتهي به الأمر.

وقف الجميع في أربعة صفوف، استعدادا لتوزيعهم على مراكز اللجوء.

"أريد أن أندمج في المجتمع الفرنسي"، يقول مصطفى، ويعبر عن ثقته بأن فرنسا سوف تمنحه الأمان، ويقول "الناس يسيئون فهمنا، نحن لسنا لاجئين اقتصاديين، نحن هربنا من العنف في بلادنا".

مدارس سرية "لمتطرفين صغار في بريطانيا"

وفي صحيفة التايمز تكتب هيلين رمبيلو عن مشروع بريطاني جديد لمكافحة التطرف.

كانت البداية أن الطالب علي ذا الثلاثة عشر ربيعا ، من أصول باكستانية ، رسم بندقية في دفتره، ورآه المدرس.

حين سأله عن سبب رسمه للبندقية قال إنه يريد ان يلتحق بتنظيم الدولة الإسلامية.

استدعت إدارة المدرسة والدة علي وأبلغتها بالموضوع، فقالت إنها ستتحدث إليه وتطلب منه أن لا يفعل ذلك مرة أخرى، لكن كانت للمدرسة تصورات أخرى.

هناك برنامج تابع لوزراة الداخلية البريطانية يهدف إلى إعادة تأهيل الطلاب الذين يظهرون ميولا متطرفة، سواء كان التطرف دينيا أو "نازيا".

أحيل علي إلى هذا البرنامج.

يتضح من التقرير المنشور في صحيفة التايمز أن علي كان يعيش وسط ظروف عائلية صعبة، حيث كان والده يعتدي على والدته بالضرب أمام أولادها.

كذلك كان يتعرض للابتزاز والترويع من فتى أكبر منه في المدرسة.

كل هذا جعله يفكر بحاجته للقوة والانتقام، وهكذا بدأت الأفكار المتطرفة تتسلل إلى شخصيته، وبدأ يقضي أوقاتا على الإنترنت.

بعد فترة زمنية من انضواء علي في هذا البرنامج، أصبح تفكيره إيجابيا، بعد أن نجح البرنامج في تحريره من الخوف، في البيت والمدرسة، ووضعه في أوساط اجتماعية نمت ثقته بنفسه وبمستقبل أفضل، بعيدا عن الأفكار المتطرفة.

يتضح من التقرير أن هذا البرنامج يعمل في أكثر من بلدية في بريطانيا، بتمويل من وزارة الداخلية، وبمشاركة أخصائيين اجتماعيين ونشطاء، وينجح في تحويل مسار الفتيان الذين يبدون مؤشرات أولية للتطرف.