قال أبو زهير الشامي القائد العام لغرفة عمليات دمشق وريفها، التابعة للجيش الحر، في لقاء مع "إيلاف"، إن ما يجري في حلب من عنف وقتل يندرج في إطار ما يحدث في سوريا عمومًا وفي ريف دمشق خصوصًا من تغيير ديموغرافي وتهجير ممنهج.

إيلاف من لندن: قال الشامي لـ"إيلاف": "إذا كان السوريون المعنيون القائمون على الثورة السورية يهمّهم انتصار الشعب السوري في ثورتهم لإسقاط النظام المجرم وطرد الروسي والإيراني وميليشيات حزب الله وباقي الميليشيات العراقية وغيرها وتحرير كل الأراضي السورية، عليهم أن يدركوا الحالة الثورية، التي آلت إليها في المحاور كافة، وأهمها دمشق وريفها".

شماعة داعش
واعتبر أن "ما يجري اليوم في حلب من هجوم شرس من قبل ميليشيات النظام وحلفائه على أهالينا هو جرائم حرب لا تغتفر، وستزداد ضراوة، نظرًا إلى ما يتم الحشد له من حلفاء النظام كافة، بعد دراسات جهنمية، ومخطط لها، في الحين الذي تكون فيه حلب تحت وطاة القصف المكثف الإجرامي، وتكون فيه دمشق تحت وطأة التهجير القسري".

وحذر الشامي قائلًا: "يتم تجميع كل الثوار والمدنيين من المناطق الدمشقية، وتفريغهم من مدنهم بعائلاتهم إلى إدلب، وتتشتت المسؤولية عن دمائهم بعد ضربهم بصنوف الأسلحة، وتوجيه التهمة إلى داعش".

وتوقع أنه حينها "سينتهي دور بشار الأسد وزمرته، وسيتم الاستغناء عنه دوليًا، بعد القضاء على الجيش الحر ومواليه والمدنيين في المناطق التي ثارت ضد النظام، ليتم تنصيب "أسد آخر"، وإعادة استنساخ ولاية الفقيه في سوريا".

تحت الضغط
وشدد على أن هذا "التهجير الديموغرافي الممنهج لا يتم بفعل قوة النظام أو تفوقه العسكري، بل على العكس، فلو كان منتصرًا لما لجأ إلى التفاوض والاتفاق وأسلوب المصالحات".

وأوضح أنه يتم نتيجة المفاوضات أن يخضع لها بعض القيادات في مناطق ريف دمشق، من دون أن يقصد من بين هؤلاء القيادات "من أسماهم المجاهدين".

ووجّه الشامي رسالة إلى كل من يتخاذل قائلًا: "تخاذلكم يعني إعطاء المزيد من التنازلات والذل والعار، وهذا لن يفيدكم، وقريبًا ستكون الباصات الخضراء بانتظاركم، ولكن إلى أين ستذهبون، ومن سيستضيفكم. وماذا سيقول عنكم التاريخ؟".
&أما في ما يخص غرفة عمليات دمشق وريفها، فأشار إلى أن "هدفنا الإنتصار في هذه الثورة وإسقاط النظام وإحقاق دولة العدالة والقانون".

أجندة محلية
ولفت إلى أنه "لا نملك أية أجندة خارجية، ولا نخضع لأي منها، أجندتنا سورية سورية، ومن الشعب وإلى الشعب". ورأى أنه لذلك "تم تحييد فصائل غرفة عمليات دمشق وريفها، وتم إقصاؤها إعلاميًا، "لأننا نحن فقط من يملك لوجستية إسقاط النظام والقضاء عليه في عمق حاضناته الشعبية ومراكزه الحيوية، لوجودنا في ثغور العاصمة دمشق والخطوط الأولى لريفها. لهذا السبب تم إقصاؤنا عن الدعم من كل الجهات، بما فيها أبسط حقوقنا، المتمثلة في الإعلام، لما نملك من مواقع أكثر من مهمة، لإدارة المعارك مع النظام وقلب الموازنة خلال ساعات" على حد تعبيره.

وتداول نشطاء الثورة أنباء عن تحضيراتٍ في أحياء القابون وبرزة ومدينة التل لتسوية مماثلة للتسوية التي طالت بعض المدن المحيطة بدمشق، ورحيل الثوار إلى إدلب في الشمال السوري، أي على غرار ما حدث في مدينة قدسيا والهامة وداريا والمعضمية وغيرها.

قوائم تهجير
وسرت شائعات بين الأهالي هناك وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بأن المنطقة باتت على قائمة التهجير الممنهج الذي تشهده العاصمة دمشق وريفها، وأن التهجير وصل إليها بالفعل، وباتت قوات النظام تمارس ضغوطها لإعادة سيطرتها الكاملة.

هذا زار وفدٌ وزاريٌ من حكومة النظام، أمس الاثنين، مدينة داريا، بداعي إعادة إعمار المدينة، التي هجّر النظام جميع سكانها بعدما دمّر معظمها.

وقالت وكالة أنباء النظام "سانا " إن جولة الوزراء في داريا جاءت "في إطار التوجهات الحكومية للبدء بإطلاق عملية إعادة تأهيل البنى التحتية والمنشآت العامة والشبكات في مدينة داريا".

ضمّ الوفد كلًا من وزراء الأشغال العامة والإسكان والصحة والإدارة المحلية والبيئة ومحافظي دمشق وريفها في حكومة النظام، حيث عقدوا اجتماعًا في مبنى المركز الثقافي في داريا مع مديري المؤسسات الخدمية في المحافظتين.

ربط العاصمة بريفها
وأشارت الوكالة إلى أن الاجتماع "تمت خلاله دراسة المخطط التنظيمي الجديد لوصل ريف دمشق بالمدينة وربطهما وظيفيًا واستثماريًا، وتسهيل عملية الانتقال بينهما، والاتفاق على تشكيل فريق عمل واحد من المحافظتين لإعداد الدراسة للدخول حيز التنفيذ".

ويعتبر المشروع الإيراني المزمع البدء به في الأطراف الغربية لدمشق من أبرز ملامح هذا المخطط التنظيمي، وكان الأسد وضع حجر الأساس للمشروع، الذي أطلق عليه اسم "تنظيم 66" في منطقة بساتين خلف الرازي على أطراف حي المزة الشهير في سوريا. وخلال الأعوام الماضية أجبرت قوات النظام الآلاف من سكان المنطقة على ترك منازلهم التي هدمتها قوات النظام في وقتٍ لاحقِ.

وقال حينها وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس حسين عرنوس إن الوزارة ستتعاون مع جميع الجهات المعنية في ما أسماه أعمال تأهيل المدينة، وتشارك في وضع المخططات التنظيمية لمدينة دمشق وريفها، بما يسهم في خلق محيط حيوي لمدينة دمشق.

مشروع إيران
وكانت صحف مقربة من النظام قد أعلنت أن حكومة عماد خميس رصدت 20 مليار ليرة سورية قرضًا مُقدّمًا من المصرف التجاري السوري؛ لتمويل إنشاء مشروع عقاري في بساتين الرازي في العاصمة دمشق، وذلك عقَّب زيارة من مسؤولي النظام، إلى مكان المشروع.

ويعتبر الناشطون والجيش الحر أن هذا المشروع هو أحد أبرز مخططات التغيير الديموغرافي، التي تعمل إيران على تنفيذها داخل المدينة، وأنها تطوّق قلب العاصمة، ولا سيما أن أهلها الأصليين قد تعرّضوا في العام الماضي إلى مضايقات كبيرة، لإجبارهم على ترك منازلهم، والخروج منها تحت عناوين مختلفة، منها المصالحات، التي لم تكن فيها أية تسوية عادلة للمدنيين أو ضمانات لمصالحهم أو وعود مكتوبة لإعادتهم إلى بيوتهم.
&& &
&