نيروبي: نفذت حركة الشباب الاسلامية الصومالية الثلاثاء هجومين استهدف الأول بشاحنة مفخخة معسكرا للقوة الافريقية في الصومال، وادى الثاني الى مقتل 12 شخصا، هم احد عشر رجلا، وامرأة واحدة في فندق صغير في مانديرا في شمال شرق كينيا.

في الصومال، قال مصدر امني وشهود عيان ان عناصر من حركة الشباب هاجموا بشاحنة مفخخة موقعا لقوة الاتحاد الافريقي (اميصوم) في بلدويني في وسط البلاد. وقال المسؤول الامني المحلي عبد الله ابراهيم في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "وقع هجوم انتحاري استهدف المعسكر الجيبوتي في غرب بلدويني".

اضاف "لا نملك المزيد من التفاصيل في الوقت الحاضر، لكن المعلومات التي بحوزتنا تفيد أن انتحاريًا استهدف المعسكر بسيارة محشوة بالمتفجرات". وتبنت حركة الشباب الهجوم على الموقع الالكتروني التابع لإذاعتها "راديو الاندلس". وجاء الهجوم بعد تفجير استهدف فندقا صغيرا في شمال شرق كينيا.

فحوالى الساعة الثالثة (00,30 ت غ) من الثلاثاء، انفجرت "قنبلة يدوية الصنع" في فندق بيشارو الصغير في مانديرا. وقال الحاكم المكلف الامن في المنطقة الشمالية الشرقية محمود صالح ان "جزءا من المبنى انهار، مما ادى الى مقتل 12 شخصا على الاقل".

اضاف ان "رجال امن في دورية هرعوا فورا الى المكان، وطوّقوا المنطقة، وبدأوا عمليات الانقاذ"، موضحا انه "تم اجلاء كل نزلاء الفندق، وخرج ستة احياء من تحت الانقاض حتى الآن".

وتبنت حركة الشباب الاسلامية الهجوم على اذاعتها "راديو الاندلس" مؤكدة مقتل 15 شخصا. وقالت الحركة في تبنيها للهجوم انه نفد بهدف طرد "الكفار" من شمال شرق كينيا، حيث تعيش غالبية من اتنية صومالي المسلمة.

ولشمال شرق كينيا حدود طويلة مع الصومال التي تشهد منذ نحو ثلاثة اشهر تزايدا في الهجمات التي تنسب الى الشباب. وهو ثاني هجوم في مانديرا خلال اقل من شهر.

فصلنا عن العالم
وفي مؤتمر صحافي بث مباشرة الثلاثاء، دان حاكم منطقة مانديرا الذي كان محاطا بعدد كبير من زملائه في المناطق الاخرى، "عملا شنيعا قام به عناصر حركة الشباب الجبناء". واشار علي روبا الى استراتيجية حركة الشباب في هذه المنطقة الكينية، موضحا أنها تهدف الى عزلها عن المناطق الاخرى في البلاد.

وقال ان "هذا الهجوم يستهدف عزل المنطقة اقتصاديا، وفرض عقوبات اقتصادية على سكانها ومحاولة فصلها عن بقية انحاء البلاد". واضاف ان "عددا كبيرا من البرامج المفيدة لسكان مانديرا ألغيت بسبب الفوضى الأمنية"، بما في ذلك برامج المنظمات غير الحكومية.

وتسعى حركة الشباب الاسلامية التي بايعت تنظيم القاعدة، الى اسقاط الحكومة الصومالية المدعومة من المجموعة الدولية ومن قوة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميصوم). ومنذ تدخلها العسكري في جنوب الصومال في 2011 للتصدي لحركة الشباب الاسلامية، كانت كينيا هدفا لعدد كبير من الاعتداءات الدامية.

ففي سبتمبر 2013، قتلت مجموعة من حركة الشباب الاسلامية 67 شخصا في هجوم على مركز "ويستغيت" التجاري في نيروبي. وقتل حوالى مئة شخص في 2014 في سلسلة من الهجمات على قرى في الساحل الكيني، كما قتلت مجموعة من الشباب 148 شخصا في هجوم على جامعة غاريسا (شرق) في ابريل 2015.

اضافة الى تهديد حركة الشباب، من المتوقع ان تؤجج الانتخابات العامة المقررة في اغسطس 2017 التوتر في كينيا، بما في ذلك في شمال شرق البلاد. وقالت مصادر امنية عدة لوكالة فرانس برس ان التوتر السياسي حاد في منطقة مانديرا قبل انتخاب الحاكم الجديد.

واعتبر مسؤول امني كبير طلب عدم الكشف عن هويته ان "بعض السياسيين قد يعملون على تأزيم الوضع أكثر، للدفع الى اعلان حال الطوارئ في المنطقة ومنع اجراء الانتخابات فيها عام 2017".

وكشف الحاكم محمود صالح، ان "عناصر التحقيق الاولية تحمل على الاعتقاد بتورط مجرمين محليين" في هجوم الثلاثاء. وقال ان "حدودنا مع الصومال مغلقة خلال الليل، ومن المستحيل أن يعبر مهاجمون هذه الحدود من دون ان يتم رصدهم".