إيلاف من لندن: اعتقلت القوات الامنية اليوم ابن خال الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين والسائق الشخصي لنجله قصي بتهمة المشاركة في الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على مدينة كركوك الشمالية الجمعة الماضي، فيما اكدت الامم المتحدة قلقها من عمليات عقاب جماعي لعرب المدينة.

واكد قائد شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك (255 كلم شمال شرق بغداد) العميد سرحد قادر اليوم اعتقال أحد أقرباء الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بتهمة المشاركة مع تنظيم داعش في الهجمات التي شهدتها المحافظة الجمعة الماضي.&وأضاف في تصريح صحافي اطلعت عليه "إيلاف" ان القوات الأمنية اعتقلت المدعو "نزار حمود عبد الغني" ابن خال صدام حسين في حدود قضاء داقوق جنوب كركوك.&

وأشار إلى أن عبد الغني اعتقل داخل صهريج مخصص لنقل الماء وضبطت بحوزته 4 بنادق وذخيرة& وعدد من القنابل والمتفجرات، موضحا ان المعتقل هو أحد المشاركين في الهجمات التي طالت مقار ومباني حكومية الجمعة الماضي في كركوك.&وقال المعتقل كان يعمل سابقاً ضابطاً في جهاز الأمن الخاص وأشقاؤه يعملون حالياً مع تنظيم داعش جنوب غرب كركوك. مبينا ان عبد الغني كان يعمل سائقاً لدى قصي نجل صدام حسين. &

وكان محافظ كركوك نجم الدين كريم اعلن الأحد الماضي مقتل 60 عنصراً من تنظيم داعش خلال الاشتباكات التي اندلعت فجر الجمعة الماضي&بين مسلحي التنظيم والقوات الأمنية الكردية والبيشمركة جنوب غربي المدينة.

وشّن مسلحون من تنظيم داعش بينهم انتحاريون وقناصون هجمات على مديرية شرطة كركوك ومركز شرطة العدالة ومركز شرطة حي دوميز ومحطة كهرباء الدبس.&وقال مصدر امني ان قوات مشتركة من الآسايش والبيشمركة وشرطة كركوك اعتقلت عدداً من المطلوبين خلال عملية دهم وتفتيش نفذتها في منطقتي آشتي والامام الهو في قضاء داقوق جنوب&كركوك كان بينهم قريب صدام..

&عقاب جماعي لعرب المدينة!

وعقب الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على كركوك مستخدما حوالي 100 مقاتل معظمهم من الانتحاريين والقناصة فقد اثارت جهات محلية ودولية مخاوف من امكانية استغلال الحادث لتهجير عرب المدينة التي يطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991.&

وقال ائتلاف العربية برئاسة نائب رئيس الوزراء العراقي السابق صالح المطلك ان قوات الأسايش (الأمن) والبيشمركة الكردية من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني طالبت سكانًا عربًا في بعض أحياء كركوك العربية والمتداخلة بمغادرة مناطقهم، واشار إلى&أن قوات الاسايش تقوم بمطالبة سكان بعض الأحياء العربية والمتداخلة وخاصة في قوتابي وواحد حزيران بالرحيل منها وتهددهم بإخراجهم بالقوة من مناطقهم.

وشدد الائتلاف في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه على ان ممارسات الأسايش والبيشمركة هذه ضد الساكنين من القومية العربية امر مرفوض وغير مقبول.. وقال "نعتقد أن هذه التصرفات تدفع باتجاه الفرقة والصدام بين مكونات هذه المحافظة في حين يجب أن ينبري الجميع نحو التكاتف والتعاون من اجل تفويت الفرصة على أعداء العراق من النيل من وحدة الشعب العراقي".

ودعا الائتلاف مسعود بارزاني الى "التدخل العاجل لانهاء هذا الامر قبل استفحاله لان استمرار هذا الوضع سيضيع تلاحم ابناء هذه المحافظة".. كما طالب محافظ كركوك نجم الدين كريم القيادي في&الاتحاد الوطني بزعامة طالباني باتخاذ موقف واضح مما يجري ضد العرب في هذه المحافظة وان يتحمل مسؤولياته الدستورية والأخلاقية تجاه ابناء هذه المحافظة وان يحافظ على الصورة التي عرف بها من حيث التعامل بتوازن مع جميع المكونات.

ومن جهتها عبرت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد اليوم من إجبار السلطات الكردية 250 عائلة نازحة من العرب السنة على مغادرة كركوك بعد هجوم داعش على المدينة الخاضعة لسيطرة الأكراد ووصفت الخطوة بأنها "عقاب جماعي".

ترحيل الأكراد

وقالت ليز جراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق خلال مقابلة مع رويترز إن هذا الإجراء جاء قبل أيام من نزوح جماعي متوقع في مدينة الموصل في&شمال العراق حيث تشن القوات العراقية هجوما ضد داعش بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ومن جهته طالب المجلس العربي في محافظة كركوك مجلس المحافظة بعقد جلسة طارئة لمناقشة قضية هدم منازل في قريتين عربيتين شمال غرب&كركوك.

وقال المجلس في بيان إنه يهنئ الأجهزة الأمنية وأبناء كركوك من "أبطال العشائر والمدنيين الذين شاركوا في ملحمة الدفاع عن المحافظة"، مناشدا الحكومة المحلية وإدارة كركوك والأجهزة الأمنية "مراعاة الجانب الإنساني في التعامل مع تداعيات الهجوم الإرهابي بمهنية وعدم اللجوء إلى أسلوب العقوبة الجماعية".

ومدينة كركوك هي مركز محافظة كركوك وخامس اكبر مدينة في العراق& من حيث عدد السكان البالغ حوالي مليون نسمة وتعتبر إحدى أهم المدن التي تمتلك حقول النفط ويعود تاريخها الى 5 آلاف سنة.

وبسبب تصاعد الصراع المسلح بين الحكومة العراقية والحركات المسلحة الكردية في أواخر سبعينات القرن الماضي ونتيجة التهديدات التي كانت تطلقها الحركات الكردية القومية المتعصبة بالاستيلاء على كركوك وتأسيس "دولة كردستان الكبرى" والتي تطالب بكل اراضي شمال العراق فقد بدأت عمليات ترحيل للاكراد منها مارسها النظام السابق في عام 1979 حيث شملت حوالي 11 الف عائلة كردية. &

لكن القوات الكردية استغلت الفوضى التي حصلت بعد سقوط النظام السابق وانهيار الدولة بفرض سيطرة البيشمركة على محافظة كركوك والقيام بحملات شعواء لمحاربة العسكريين والموظفين والعمال العرب بحجة محاربة حزب البعث ودفعهم لترك المدينة هم وعوائلهم. وفي الوقت نفسه قامت بجلب اكراد ومنحهم وثائق مزورة على أنهم من سكان كركوك والقيام بتشكيل حزام سكني أمني حول المحافظة من خلال توزيع 100 ألف قطعة سكنية على عائلات كردية وتكوين أحياء كردية جديدة تحيط بالاحياء التركمانية والعربية من كل ناحية.&