إيلاف من الكويت:&أكد الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي، أن استعدادات الوزارة جارية لتغطية الانتخابات البرلمانية بالشكل الملائم، وكذلك اجراءاتها في كل انتخابات بمنح المرشحين فرصة لتقديم برامجهم الانتخابية على تلفزيون الكويت.

رصد التجاوزات

وقال الشيخ سلمان الحمود في تصريح للصحافيين الاثنين إن لدى الوزارة لجنة مختصة للتأكد من النزاهة والشفافية في التغطيات الإعلامية، بما يضمن المبادئ العامة للديمقراطية من خلال إعطاء كل ذي حق حقه، وبما يتوافق مع القوانين السارية في البلاد، معلنًا عن تشكيل لجنة مسؤوليتها رصد أو متابعة أي تجاوزات على حقوق المرشحين أو على المصلحة العامة، "فمسؤولية وزارة الاعلام في هذا الصدد تتمثل في تحريك المسؤولية القانونية من خلال تقديم الشكوى إلى النيابة العامة في حال رصد أي تجاوز، ولوزارة الإعلام دوران اساسيان في الانتخابات التشريعية هما تغطية عملية الاقتراع ومتابعتها حتى إعلان النتائج النهائية، والتثقيف والتوعية بأهمية إدلاء جميع الناخبين بأصواتهم، مشيرًا إلى قيام الوزارة باختيار شعار (صوتي لوطني) لحملتها في تغطية الانتخابات المقبلة، ما يعكس ما يجول في خواطر الجميع بأن الكويت أولًا.

كما اعرب عن أمله في أن تنجح الانتخابات في خروج سلطة تشريعيه تكمل من خلال دورها التشريعي والرقابي دولة المؤسسات في البلاد بجانب السلطة التنفيذية والقضائية لخدمة الكويت. ودعا الصحافيين إلى أن يكونوا بخبراتهم واماناتهم قدوة في دعم هذا العرس الديمقراطي بالشكل الصحيح، خصوصًا في وجود الإعلام الإلكتروني، "الذي يؤدي دورًا مهمًا في نشر أدبيات الديمقراطية الحقيقية".

&

&

الشباب صوت مرجح

في سياق متصل، طرح حمد السلامة في "القبس" الكويتية مسألة قدرة الشباب على التأثير في رسم خريطة مجلس الأمة المرتقب، وتحديد ملامح عناصره الجديدة، قائلًا إن للمجاميع الشبابية دورًا لا يُخفى في كل انتخابات برلمانية كويتية، ومساهمتها في فوز بعض المرشحين ولو بنسب بسيطة، "إلا أن مراقبين يشيرون إلى أن هذه المجاميع تطمح حاليًا إلى أن يكون لها اليد الطولى في إيصال مرشحين بعينهم إلى قاعة عبدالله السالم في الانتخابات المقبلة، ولا سيما في ظل زيارات الشباب لمنازل عدد من النواب المقاطعين للتأثير فيهم للعدول عن قرارهم بالمقاطعة واعلان ترشحهم".

يضيف سلامة: "يعتمد الشباب في مجاميعهم على استراتيجيات عديدة مهمة وملهمة، ابرزها قدرتهم الفذة على التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي وتوجيهها للعب أدوار كبيرة في تغيير الآراء والحضّ على المشاركة، بضخ اعلانات مؤثرة عن المرشحين وإبراز إنجازاتهم ومواقفهم، أو بالمبالغة في إظهار (هاشتاغات) شبابية تطالب المقاطعين بالترشح بذريعة أن (حال البلد مايل)، ولا بد من عودتهم.. او بإعتماد اسلوب الملامة، وتوجيه اللوم إلى بعض النواب على قرارات اتخذت في مجلسهم المنحل وتحميلهم وزرها وتحسيسهم بالذنب لينكمشوا ويفسحوا المجال لآخرين تتبناهم هذه المجاميع وتضخّم انجازاتهم حتى لو كانت ضئيلة!"

تبعية قبلية

ورأى سلامة أن أغلبية المرشحين تسعى إلى استقطاب الشباب للاستفادة من قدراتهم حيث أبان هؤلاء عن أساليب حديثة يتم تعليمها للمفاتيح الانتخابية والاستعانة بها في استدراج الناخبين وكسب ودّهم والظفر بأصواتهم، ومن ابرز الأساليب تبني مشاكل الشباب، مثل الرغبة في التوظيف الحكومي والقروض والسكن، إلى توظيف بعض المرشحين طلابًا في المعاهد والجامعات لكسب الاصوات الشبابية، والتدخل لإعادة قيود طلبة مفصولين ومنحهم درجات تقفز بهم الى النجاح.

ويلاحظ سلامة أن الفئة الشبابية في بعض الدوائر طغى عليها العنصر القبلي لدى اختيارهم ممثليهم، "حيث يصوت كثير منهم للمرشح الذي يتبع قبيلتهم، من دون النظر الى كفاءته وقوة أفكاره وجديته لتنفيذها".&

يضيف: "يرى مراقبون ان توعية الشباب بأهمية التصويت للأفضل واختيار المرشحين الاكفأ بعيدًا عن أي نزعة قبلية أو تعصب طائفي، واحدة من القضايا الأساسية التي يجب الانتباه إليها والسير في اتجاه تحقيقها، الى جانب تشجيعهم على اختيار مرشحين شباب يدافعون عن مطالبهم ويحققونها".

لا تغري الناخبين

وكتب أحمد الجارالله مفتتحًا جريدة "السياسة" الكويتية قائلًا إن الوعود الزائفة والشعارات الرنانة ما عادت تغري الناخبين أو تستدر عطفهم على متباك يتقن فن التهريج السياسي ليصل إلى البرلمان على حسابهم.

أضاف: "هذه الحقيقة على المبطلين المرشحين للانتخابات أن يدركوها جيدًا ويقلعوا عن معزوفتهم السابقة، فلا الذي اتخذ على عاتقه رد الجنسيات لمن سحبت منهم ستنطلي حيلته، ولا المرعد المزبد أنه سيعيد الدعم للبنزين سيلغي ما كتب، حتى من لم يجد غير التستر بعباءة الدين ليعد الناس بالجنة وهو يمسد لحيته سيصل إلى مبتغاه، فالجميع بات متيقنًا أن همهم الأول والأخير رشوة الناخبين من المال العام".

ورأى الجارالله أن من اعتبروا انفسهم في الماضي أغلبية، "فيما هم حقيقة أكذبية، فاتهم أننا أصبحنا في زمن مختلف عما كان عليه قبل تعديل نظام التصويت، فالصوت الواحد الذي عارضوه بداية وحاولوا بشتى الطرق فرض إرادتهم لنقضه، تكرس كأساس للمعادلة الجديدة في الانتخابات ورأينا كيف في الدورتين الماضيتين تغيرت المخرجات جذريًا، اذ ظهر كل مرشح بحجمه التمثيلي الحقيقي، لذلك إذا كانوا لا يزالون يفكرون أنهم أغلبية أو سيكونون في المجلس العتيد كفة مرجحة فهم مخطئون".

لن يكونوا

وبحسب الجارالله، أثبتت ردات الفعل الشعبية في الأيام الماضية أن ذاكرة الكويتيين تحفظ جيدًا كل ما فعله هؤلاء أثناء نيابتهم من تعطيل التشريع، وإقرار قوانين تثقل كاهل الدولة وتهدد الملاءة المالية، وتشل المؤسسات، "بدءًا من التأمينات وليس انتهاءً بالاستثمارات، إضافة إلى منع اقرار المشاريع التنموية إذا لم تكن لهم فيها حصة الاسد، وصولًا إلى جعل العلاج بالخارج بوابة تمصلح اين منها مغارة علي بابا والاربعين حرامي، وكل ذلك كان مقرونًا بمهاتراتهم ومزاعمهم بشأن حماية المال العام، وإدخالهم إلى الثقافة الكويتية كل أنواع الفتن والنعرات، قبلية كانت أو طائفية".

أضاف: "اليوم، كل هذا لن يكون موجودًا في الانتخابات المقبلة، لأن نظام التصويت الحالي حد كثيرًا، إذا لم يكن قضى على الرشاوى الانتخابية والتبادل وشراء الولاءات، كما أن المزاج الشعبي تغير جراء ما لمسه الناس في السنوات الثلاث الماضية من استقرار سياسي افسح في المجال للبحث في شؤونهم ورسم مستقبلهم، ومعالجة قضاياهم بعقلانية".

وختم في "السياسة" قائلًا إن ما يحاول ترويجه تجار الشعارات الزائفة لن ينطلي الا على قلة لا تزال تصدقهم، فيما الأغلبية الساحقة من الناخبين تدرك أن تلك الأكذبية لا تمتلك مفاتيح خزائن الارض، ولا مفاتيح الجنة، فالكويتيون يدركون أنه إذا تيسر لهؤلاء النجاح فلن يختلفوا عما كانوا عليه في السابق، مذكرًا بأن هؤلاء لم يكونوا رجال المرحلة الماضية ليصبحوا صناع المستقبل.