إيلاف من لندن: حذرت منظمة الامم المتحدة اليوم من تعرض مدينة الموصل العراقية الشمالية والمناطق المحيطة بها الى إبادة بيئية تمثل كارثة حقيقية تجعل ظروف المعيشة في المنطقة شبه مستحيلة ما سيتسبب في زيادة غير مسبوقة بنسبة النازحين واللاجئين عالمياً موضحة ان تنظيم داعش اضرم النار في 19 بئرا نفطيا وفي معامل للكبريت، فيما اكد الرئيس معصوم ان الشعب العراقي بدأ يستعيد ثقته بقواته المسلحة منوها الى ان العالم ينتظر النصر الذي ستنجزه ضد الارهاب.

واشارت الامم المتحدة في تقرير لها الخميس حول الاثار البيئية الخطيرة للعمليات العسكرية التي تشهدها مناطق الشمال العراقية حاليا وتسلمت “إيلاف" نسخة منه الى انه مع بدء العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش في 17 من الشهر الحالي يواجه المدنيين كوارث صحية خطيرة من اختناق وأمراض الجهاز التنفسي نتيجةً لأعمال العنف والحرائق الهائلة.

تعرض المواطنين للأبخرة السامة

&واوضح ان التنظيم أضرم النيران في 19 بئرا نفطيا في ناحية القيارة التابعة للموصل، مما أدى الى تعرض المواطنيين للأبخرة السامه التي تتسبب في مشاكل صحية خطيرة مثل تهيجات الجلد وضيق التنفس& نتجةً لحرق الملوثات. &
واكدت تعرض أكثر من 1000 شخص أواخر& الأسبوع الماضي في نواحي منطقة القيارة وإجحالة ومخمور للاختناق نتيجة لإستمرار الانبعاثات السامة من حقول النفط والكبريت بالمنطقة بعد احتراق مصنع المشارق للكبريت حيث أدت الإشتعالات والحرائق الى تكوين سحب من الغازات السامة للكبريت تمتد على مدى عشرات الكيلومترات مما استدعى التدخل الفوري لمديرية الصحة ومنظمة الصحة العالمية لتوفير الرعاية اللازمة للمتضررين.
وقد تدخلت الأمم المتحدة للبيئة من خلال وحدة البيئة المشتركة التي تعمل مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وسهلت عمل خبراء المواد الخطرة، الذين قدموا المشورة الفنية حول كيفية التعامل مع الحريق المندلع في 23 من الشهر الحالي ومحطة المياه التي تضررت جرّاء القتال، مما ادى إلى تسرب غاز الكلور واصابة نحو 100 مدني استدعت حالتهم العلاج الطبي.

عراقيون قرب الموصل تحت دخان حرائق النفط والكبريت التي اشعلها داعش

&

السكان في ظروف بيئية كارثية
وقد أعرب اريك سولهايم المدير التنفيذي للأمم المتحدة لشؤون البيئه عن أسفه قائلاً "إن الانتهاكات المستمرة التي ما زالت تتعرض لها العراق على مدى العقود الماضية من عملية تجفيف الأهوار وتلوث الأرض والمزروعات الى انهيار النظم البيئية تدعو للحزن والأسف البالغ". وقال "هذه الابادة البيئية الجارية هي بمثابة كارثة حقيقية تجعل ظروف المعيشة في المنطقة شبه مستحيلة مما سيتسبب في زيادة غير مسبوقة في& نسبة النازحين واللاجئين عالمياً ولهذا السبب اصبح ادراج البيئة على سلّم الاولويات خلال النزاعات والاستجابة للأزمات البيئية التي تؤثر على البيئة وصحة الانسان، حاجة عالمية ملّحة".&&&&
واضافت الامم المتحدة ان التقليل من شأن الضرر الذي يلحق بالبيئة في النزاعات المسلحة، يمثّل أولوية للأمم المتحدة للبيئة حيث تعمل المنظمة بشكل وثيق مع الشركاء في العراق مثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة الصحة العالمية، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث وبرنامج التطبيقات الساتلية العملياتية التابع لمعهد الأمم المتحدة (اليونيتار)، الذي قدم دعما لوضع خرائط من شأنها تحديد أعمدة الدخان& أثناء الهجوم وذلك لتقليل آثار المخاطر الكيميائية على الأشخاص.

حماية البيئة خلال النزاعات المسلحة
وقالت ان الأحداث الجارية تؤكد ان الحاجة لتقييم الآثار الصحية البيئية ملّحة وجزء من العمل الإنساني والاستجابة للأزمات،& وهو من ابرز المواضيع التي تستمر الامم المتحدة للبيئة العمل عليها – وهي تعمل عل تنظيم منتدى البيئة والطوارئ 2017 الذي سيعقد في نيروبي، خلال يونيو المقبل.
وطالبت الامم المتحدة الدول الأعضاء والجهات الفاعلة غير الحكومية الى اتخاذ جميع التدابير اللازمة، في اسرع وقت ممكن، امتثالاً للقانون الدولي القائم على حماية البيئة خلال النزاعات المسلحة، وهذه مسؤولية برزت جلياً في عدد من قرارات الامم المتحدة والأمم المتحدة للبيئة. واوضحت ان الجمعية العامة في قرارها "حماية البيئة في اوقات النزاعات المسلحة" تحثّ الدول &على تطبيق القانون الدولي لحماية البيئة خلال النزاعات المسلحة، اضافة الى الاهمية البالغة لقرار الجمعية العامة المتعلق "بالاحتفال باليوم الدولي لحماية البيئة من الاستغلال في الحروب والنزاعات المسلحة".
&وفي الآونة الأخيرة اعتمدت جمعية الأمم المتحدة للبيئة قرار "حماية البيئة في المناطق المتضررة بسبب النزاعات المسلحة" مسلطة الضوء على دور الأمم المتحدة للبيئة لدعم الدول الأعضاء في التصدي لهذه التحديات.

وقال الرئيس العراقي فؤاد معصوم ان الشعب العراقي بدأ يستعيد ثقته بقواته المسلحة منوها الى ان العالم ينتظر النصر الذي ستنجزه ضد الارهاب.

سير المعارك ضد الإرهاب

جاء ذلك خلال زيارة قام بها معصوم اليوم لقيادة العمليات المشتركة في بغداد حيث استمع خلال اجتماع مع القادة العسكريين إلى عرض توضيحي مفصل حول سير المعارك ضد الارهاب سيما العمليات العسكرية الجارية الآن لتحرير مدينة الموصل بمشاركة جميع تشكيلات القوات المسلحة فضلاً عن قوات البيشمركة والحشد الشعبي وأبناء العشائر.
وفي مؤتمر صحافي بعد الاجتماع اكد معصوم أن الشعب العراقي بدأ يستعيد ثقته بالقوات العراقية الذي ستحققه والدليل على ذلك التوجه السياسي نحو إعادة العمل بالخدمة الإلزامية لأن الجيش رغم انتماءاته يبقى هو جيشاً لكل العراقيين وهو الذي يحمي العراق في الوقت الحاضر ومستقبلاً .. مضيفاً أن الانجازات التي حققها أبناء الجيش هي انجازات عظيمة.
وبخصوص تحرير محافظة نينوى أشار الرئيس معصوم إلى أن أنظار العالم كله متوجهة نحو نينوى وتنتظر النصر المؤزر على يد القوات العراقية .. مثمناً تضحيات وجهود أبناء القوات المسلحة بكافة تشكيلاتها وصنوفها وهي تسطر أروع الملاحم البطولية ضد المجاميع الإرهابية.

تفاؤل بقدرة الجيش

واكد أن "حماية أرواح المدنين واحتضان الناجين من جحيم داعش الإرهابي لها الأولوية لدينا ولدى قواتنا المسلحة". وعبر عن تفاؤله في ما يتعلق بقدرة الجيش وأداءه المتميز في تحقيق النصر النهائي على الإرهابيين مباركاً جهود قادة ومنتسبي كل التشكيلات المشاركة في هذه الحرب المصيرية.
وتعتبر محافظة نينوى (405 كام شمال بغداد) وعاصمتها الموصل ثاني اكبر محافظة في العراق مساحة بعد الأنبار والتي تبلغ (37323) كيلومترا مربعا وتشكل تسعة بالمئة من مساحة العراق وتتكون من (32) بلدة .. عشر منها كبيرة و(22) صغيرة مترامية الأطراف فيما يبلغ عدد سكانها قبل هجوم سيطرة داعش على المدينة حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون مواطن.& &

يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل يومها الحادي عشر على التوالي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي صباح الاثنين الماضي انطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل التي يحتلها التنظيم منذ يونيو عام 2014 .