قال محللون إن تقدم قوات الشرعية في اليمن باتجاه صعدة خطوة استراتيجية، لأن تحرير صعدة يوازي في أهميته تحرير صنعاء نفسها، فعزل صعدة يساهم في وقف تصدير الفوضى والميليشيات باتجاه المحافظات وصنعاء، وبالتالي حدوث انهيارات في صفوف المتمردين.

إيلاف من صنعاء: تمكنت قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية بعد اشتباكات مع ميليشيا الحوثي من السيطرة على ثمانية مواقع عسكرية لها حدود مباشرة مع محافظة صعدة، كان آخرها السيطرة على منفذ البقع البري، الذي يعد أحد أهم المنافذ الحدودية البرية لليمن مع السعودية، حيث يبعد عن مدينة صعدة نحو 150 كلم، بينما يبعد عن مدينة نجران السعودية بنحو 100 كلم.

المقاومة تتقدم نحو صعدة

تمثل المناطق المحررة أهمية استراتيجية في استعادة صعدة نظرًا إلى موقعها الجغرافي، إذ يشكل قيام قوات الشرعية بتحريرها ضربة موجعة للحوثيين والمخلوع علي صالح، وللذين كانوا يراهنون على التواجد على الحدود الجنوبية للسعودية، بغية تهديد أمنها وابتزازها سياسيًا، كما تمثل للحوثيين صمام أمان للحفاظ على معقلهم الرئيس في محافظة صعدة.

محور صعدة - صنعاء
أوضح المحلل السياسي نجيب غلاب، رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات، أن لهذا التقدم دلالة رمزية ومعنوية باعتبار صعدة معقل الحوثيين، فضلًا عن أن التقدم نابع من مبررات عسكرية وسياسية، منها تحرير المناطق التي يلاقي فيها الانقلاب الحوثي رفضًا شعبيًا، مشيرًا في حديثه لـ"إيلاف" إلى أنه متغير جوهري في المعركة.

قال: "التركيز على محافظة صعدة تأخر، لأن فتح جبهات في صعدة مسألة مهمة، باعتبارها المركز الأساس لتصدير الميليشيات، وبالتالي استدراجهم لاستنزافهم تمهيدًا لتحرير جبهات أخرى في الشمال".

قوات الشرعية تواصل التقدم نحو صعدة

أوضح غلاب، أن أهمية تحرير صعدة توازي أهمية تحرير صنعاء نفسها، "فهذا يشكل قوة ضغط حقيقية على الميليشيات الموجودة في الجبهات المتعددة وبالتالي ستسحب جزءًا من قوتها للاستماتة في الدفاع عن صعدة، ما سيضعف الجبهات المحيطة بصنعاء التي تعتبر المعقل الجغرافي &والسياسي والعسكري للانقلابيين، مضيفًا أن معركة صعدة – صنعاء تحتاج تنسيقًا وإعدادًا جيدًا من خلال زحف قوة عسكرية صلبة ومنتظمة، وإعداد مقاتلين ينتمون إلى مختلف المحافظات والقبائل، ممن يؤمنون بعدالة هذه الحرب، وبحق العودة إلى منازلهم وأراضيهم المصادرة".

معركة مهمة
قال الباحث السياسي طه توكل إن أهمية السيطرة على المنافذ والمواقع العسكرية تنبع من كونها المرتكز والقاعدة الأساس لإمداد جبهات صعدة، فضلًا عن مساهمتها في فتح جبهات في مناطق أخرى على حدود صعدة.&

وأشار في حديثه لـ "إيلاف" إلى أن للضغط على الميليشيات داخل صعدة علاقة باتجاهين: "اتجاه تحرير صنعاء واتجاه حماية حدود المملكة العربية السعودية، نظرًا إلى تعرّض بعض مناطقها للأعمال العدائية الحوثية، التي خلفت تداعيات مادية وبشرية، كما تكتسي معركة صعدة أهميتها من أهمية نتائجها التي ستكون منعطفًا مهمًا لقوات الشرعية، لو تمكنت من السيطرة على صعدة، فإنها ستكون المتحكمة بباقي المديريات".

مدينة صعدة

أضاف طه أن أهمية معركة صعدة تتمثل في استعداد أبناء المنطقة الذين عانوا من سطوة جماعة الحوثي لسنوات طوال للمشاركة، "فسقوط &صعدة يمكن استثماره معنويًا لتحقيق الانتصارات، وبأقل الخسائر البشرية والمادية، إذ ستحدث انهيارات كبيرة في صفوف ميليشيا الحوثيين، وستنتفض القبائل المعارضة ضدهم، والانهيارات بدأت تظهر في صفوفهم، وهذا بدا جليًا في حديث عبد الملك الحوثي أخيرًا حين دعا أنصاره الذين فرّوا من الجبهات إلى العودة والخروج من منازلهم والرجوع إلى القتال".


&