حلب: صعدت فصائل المعارضة السورية الخميس هجومها الذي بدأته قبل اسبوع على الاحياء الغربية من مدينة حلب، وأطلقت عشرات القذائف التي قتل جراءها 12 مدنيا، وذلك عشية هدنة من عشر ساعات أعلنتها موسكو من جانب واحد.

على جبهة اخرى، اعلنت قوات سوريا الديموقراطية، التحالف الكردي العربي المدعوم من واشنطن، انها ستقود معركة طرد تنظيم الدولة الاسلامية من الرقة، معقله في سوريا، من دون مشاركة تركيا.

وتدور منذ 28 تشرين الاول/اكتوبر اشتباكات عند اطراف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب (شمال) اثر هجوم شنته فصائل مقاتلة بينها مجموعات اسلامية و"جهادية" (جبهة فتح الشام، جبهة النصرة سابقا قبل اعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، وحركة احرار الشام).

وتراجعت حدة المعارك خلال الايام الماضية لتتصاعد مجددا صباح الخميس مع اطلاق الفصائل "مرحلة جديدة" من الهجوم الهادف الى فك حصار تفرضه قوات النظام منذ اكثر من ثلاثة اشهر على الاحياء الشرقية.

وأفاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية ان الهدوء عمّ طوال االليل لتعود اصوات الاشتباكات الى المدينة صباح الخميس.

وكالعادة، مهدت الفصائل المعارضة لهجومها الجديد بإطلاق عشرات القذائف على الاحياء الغربية، ما اسفر عن سقوط "12 شهيدا وأكثر من 200 جريح"، وفق ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن مقتل "14 مدنيا، بينهم أربعة اطفال".

ومنذ بدء هجومها قبل اسبوع، اطلقت الفصائل مئات القذائف والصواريخ على الاحياء الغربية ما أسفر حتى الآن عن مقتل حوالى 64 مدنيا، وفق حصيلة للمرصد السوري.

"حرب شوارع"

وتدور المعارك الاكثر عنفا الخميس عند اطراف حي حلب الجديدة حيث فتحت الفصائل جبهة جديدة.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس "فجرت الفصائل ثلاث سيارات مفخخة عند اطراف الاحياء الغربية في محاولة للتقدم مجددا".

وذكر عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي المشاركة في الهجوم ياسر اليوسف لفرانس برس ان "الهجوم بدأ بمفخختين على تجمعات وميليشيات الاسد في حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة".

واضاف "حرب الشوارع مستمرة ومستعرة".

ويسعى مقاتلو المعارضة الى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي للاحياء الشرقية، ما يمكنهم من فتح طريق الى المناطق الخاضعة لسيطرتهم في ريف حلب الغربي.

وحلب مقسمة منذ العام 2012 بين احياء شرقية يعيش فيها اكثر من 250 الف شخص واحياء غربية يعيش فيها حوالى مليون و200 الف شخص.&

وتعد هذه المدينة الجبهة الابرز في النزاع السوري والاكثر تضررا منذ العام 2011.

وتأتي التطورات العسكرية الاخيرة عشية هدنة اعلن عنها الجيش الروسي من جانب واحد في حلب لمدة عشر ساعات تبدأ عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (7,00 ت غ).

وكانت روسيا أعلنت الشهر الماضي ايضا عن "هدنة انسانية" من طرف واحد استمرت ثلاثة ايام وانتهت في 22 &اكتوبر من دون ان تحقق هدفها باجلاء جرحى او مدنيين او مقاتلين راغبين بالخروج من الاحياء الشرقية.

وعلق الجيش الروسي منذ تلك الهدنة غاراته على الاحياء الشرقية للمدينة، ولا تتركز حاليا سوى على مناطق الاشتباك في غرب حلب.

تحرير الرقة

وبعيدا عن جبهة حلب، اعلنت قوات سوريا الديموقراطية، وابرز مكوناتها وحدات حماية الشعب الكردية، انها ستقود عملية تحرير مدينة الرقة.

وقال المتحدث باسم هذه القوات طلال سلو في مؤتمر صحافي في مدينة الحسكة (شمال شرق) "سنشهد حملة بقيادة قوات سوريا الديموقراطية لمدينة الرقة المحتلة من تنظيم داعش الارهابي، الا ان الوقت لم يحدد بعد".

واكد سلو ردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول مشاركة تركيا في العملية، "تم حسم الموضوع مع التحالف بشكل نهائي (...) لا مشاركة لتركيا".

واعلنت انقرة التي تعتبر وحدات حماية الشعب منظمة "ارهابية"، مرارا نيتها المشاركة في عملية تحرير الرقة دون مشاركة الاكراد.

وفي 27 اكتوبر، اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان قواته التي تقاتل التنظيم الجهادي والاكراد على حد سواء في محافظة حلب (شمال) بالقرب من الحدود التركية، ستتجه الى الرقة، رافضا مشاركة الاكراد في العملية.

وتعتبر قوات سوريا الديموقراطية التواجد التركي في محافظة حلب "احتلالا" للاراضي السورية.

ومنذ تشكيلها قبل حوالى عام، نجحت قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، بدعم من التحالف الدولي في طرد تنظيم الدولة الاسلامية من مناطق عدة في سوريا.

وكانت مدينة الرقة السورية اولى المدن الكبرى التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، وتعد الوجهة الاساسية للمقاتلين الاجانب الذين ينضمون الى صفوف تنظيم الدولة الاسلامية بعد عبورهم الحدود مع تركيا.

ومنذ بدء الهجوم على الموصل حيث معقل تنظيم الدولة الاسلامية الاكبر في العراق، أعلن مسؤولون في التحالف الدولي ان الوجهة المقبلة للحرب على الجهاديين ستكون الرقة.