إيلاف من الكويت: كان لعدد من المرشحين لانتخابات مجلس الأمة 2016 في الكويت، المزمع اجراؤها في 26 نوفمبر الجاري، نصيب من زلات اللسان والهفوات أمام الاعلام والتجمعات الانتخابية في دوائرهم جراء مشاعر الخجل والحرج او الحماس الزائد، دفعت عددًا من المرشحين الى طلب إلغاء تصريحاتهم والبدء من جديد، فيما اعتذر آخرون عن عدم الادلاء بأي تصريح خشية الوقوع في الخطأ.

الزلة الباقية

بحسب وكالة الأنباء الكويتية، لم ينجُ بعض المرشحين حتى أمام قواعدهم الانتخابية من زلات لسان لم يتردد بعض مواقع التواصل الاجتماعي في إثارتها أمام الرأي العام، فسارعوا إلى توضيح سوء الفهم خشية إنهاء حلم الوصول الى البرلمان. ويخشى كثيرون &هيبة الوقوف أمام الكاميرا أو الجمهور والحديث معه، خشيةً من زلة لسان ربما تفقدهم هدفًا عزيزًا يطمحون للوصول اليه.

هذا الخوف فطري بامتياز، ويظهر في تلعثم بعضهم عند مواجهة تجمع أو احتفالية لها هيبتها الخاصة، ما يتسبب في إلقاء خطاب ركيك ربما يلحق الضرر بحياتهم الاجتماعية أو السياسية. وثمة كثير من الامثال العربية القديمة التي تحذر من الزلات والهفوات، ومنها "لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك "، وفي رواية اخرى &"إن خنته خانك"، وكذلك "إحفظ لسانك واحترز من لفظه، فالمرء يسلم باللسان ويعطب".

يبقى الانسان معرضًا لزلة اللسان في أثناء حديثه مع الآخرين بقصد أو من دون قصد، فتبقى الزلة منسوبة الى صاحبها على مر الأيام، فزلة القدم أسلم من زلة اللسان. ويجمع متخصصون على أن زلات اللسان واردة، تعود إلى الحماسة الزائدة أو إلقاء خطاب ركيك من الناحيتين اللغوية والاملائية، لم يتم الإعداد له مسبقًا، إلى جانب غياب الوعي السياسي والثقافي عند بعض المرشحين.

إننا في حال جيدة!

قالت ليلى شحرور، المختصة في علم النفس الاجتماعي والاعلامي، للوكالة إن الخطابة وفن إمساك الميكروفون من أكثر الاشياء التي تثير الخوف عند الانسان، "بسبب تدفق هرمون الأدرينالين الذي يعمل على زيادة ضربات القلب وخطف ما يسمى الدماغ الانفعالي او التحليلي، ما يسبب عجز اللسان عن النطق في أثناء الخطابات أو حين الإجابة عن الاسئلة الموجهة".

اضافت شحرور، الخبيرة أيضًا في لغة الجسد وعلم السلوكيات: "أكثر من يواجه هذه الحالات المرشحون إلى الانتخابات البرلمانية أو الحقائب الوزارية، ويتعرضون لشلل موقت لأي تفكير منطقي كان قد وضعه المرشح للنقاط الرئيسية لموضوعه".

ودعت شحرور المرشحين في حال تعرضوا لمثل هذه المواقف المحرجة الى الاعتماد على الحركات والايماءات والاشارات لتلقين الدماغ بـ "إننا في حال جيدة"، وذلك من خلال استخدام الحركات لطرد الخوف والقلق والتوتر، وتعزيز الايجابيات في دماغ الانسان.

أضافت: "على المرشحين اتخاذ عدد من الخطوات التحضيرية لتجنب مثل هذه المواقف والهفوات التي ربما لا تحمد عقباها، ومنها التمرن على التنفس العميق خمس مرات يوميًا، والمشي بثقة بعد الاستيقاظ من النوم، ومد الاكتاف والتواصل بصريا مع الجمهور من دون انقطاع"، مؤكدةً أن لغة الجسد توصل الرسالة التي يرغب المرشح في إيصالها بنسبة 93 في المئة، فيما يعتمد الجمهور فقط على سبعة في المئة، أي رسالته الشفهية.

وشددت شحرور على ضرورة امتلاك المرشح ثقة عالية بالنفس والاسترخاء في أثناء إلقاء الخطاب لإعطاء الجمهور شعورًا بأن الذي يقف أمامهم إيجابي وقادر على الإنجاز، محذرةً من أن "الإيماء بالحركات أكثر من اللازم وتشابك اليدين يعطيان انطباعًا للمتلقي بأن المرشح عنيف ربما يسقط في مطب عدم القبول من الآخر".