لم تحظَ كلمة البغدادي، الذي نصب نفسه خليفة لداعش، والتي ألقاها عبر شريط صوتي سرّب الخميس، باهتمام يذكر في وسائل الإعلام الغربية، وخصوصًا الأميركية، كما كانت إطلالات بن لادن الصوتية والمرئية تستقطب الصحافة الغربية تغطية وتحليلًا.

إيلاف من واشنطن: كان البغدادي حضّ مقاتلي تنظيمه "داعش" على الصمود في معركة الموصل، وهدّد السعودية وتركيا في خطبته، التي تعتبر الثانية، منذ إعلانه "خليفة للمسلمين" قبل عامين.

صورة مجتزأة
من الواضح أن خليفة "داعش"، يفتقد للكاريزما التي كان يملكها "شيخه" الراحل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، والتي كانت تحرص وسائل الإعلام الغربية على نقل خطبه، وتمضي ساعات في تحليلها.

كانت كلمة بن لادن قبل يومين من الاقتراع في 2004 سببًا بارزًا في إعادة انتخاب جورج دبليو بوش، وفقًا لتقارير عدة. وأشارت وسائل إعلام أميركا، التي يهددها البغدادي ومناصروه بالويل والدمار إلى كلمة زعيم "داعش" بشكل مختصر. فمثلًا قناة "سي إن ​إن" أبرزت تهديده للسعودية، وتجاهلت توعده أميركا.

لا شك أن زعيم داعش، الذي لحقت به إصابة بالغة، نتيجة ضربة جوية أميركية استهدفته في العام الماضي، وفقًا لتقارير غربية، يرى "دولته" تنهار أمام عينيه، خصوصًا في ظل الهجوم على الموصل، أكبر مدينة يسيطر عليها التنظيم المتطرف.

بداية التقهقر
السؤال الذي طرحه كثيرون: "لم لم يملك زعيم داعش الشجاعة الكافية ليظهر بوجهه، ويلقي خطبته، خصوصًا أنه "خليفة المسلمين"، كما يسمّي نفسه، ويسميه مناصروه، وهو الذي قرر في رمضان 2014، بعد أيام من تسميته خليفة، أن يخرج إلى العالم ويلقي خطبة الجمعة في مسجد في الموصل، بل إنه حضر حفلة في العام الماضي لتكريم حفظة القرآن في مدينة عراقية.

الأكيد أن البغدادي يعلم بقرب نهاية "أسطورته"، وهو ليس في الموصل ليقود معركة جنوده، وربما سيكون الخطاب الذي ألقاه قبل يومين هو إعلان نهاية "دولة الخلافة" التي أسسها.

والأكيد أيضًا أن "دولة داعش" فقدت وهجها، إلى درجة أنها لجأت إلى إجبار المسنين على تنفيذ عملية انتحارية. فمثلًا، خلال العام الأخير نفذ ثلاثة على الأقل تتراوح أعمارهم بين الستين والثمانين عمليات انتحارية في العراق، هم سوريان ومغربي، وفقًا لمقاطع فيديو نشرها التنظيم المتطرف.