إيلاف من بغداد: فيما افتتحت وزارة المخابرات الايرانية جامعة للعلوم المخابراتية في اقليم الاحواز العربي، الذي تحتله ايران، فقد وصف مسؤول احوازي هذا الاجراء بأنه يأتي لمواجهة تصاعد الحراك الشعبي ضد النظام .. بينما انهى 30 الف عنصر في الحرس الثوري وقوات البسيج مناورات عسكرية في الاقليم للتدريب على مواجهة الاحتجاجات الشعبية وكيفية قمعها.

وجاء تعليق المسؤول الاحوازي ردًا على اعلان مدير دائرة المخابرات في شمال اقليم الاحواز العربي، الذي تحتله ايران منذ تسعة عقود، حسين باقرزاده، عن افتتاح فرع لجامعة المخابرات والأمن في مدينة الأحواز العاصمة، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في جامعة تشمران الحكومية . واوضح أن الجامعة بدأت بإستقبال الطلاب الراغبين بإكمال دراسة الماجيستر في فرع إدارة المخابرات فقط.

وأضاف باقرزاده أنه ستتم خلال الفترة المقبلة إضافة فروع أخرى مثل هندسة التقنيات المخابراتية والإرهاب البيولوجي وعلم الإجرام وأنظمة الاتصالات في المخابرات مؤكدًا أن اختيار مثل هذه الفروع جاء ليتناسب مع ما يتطلبه الوضع الأمني والسياسي في اقليم الأحواز.

واعترف باقرزاده بصعوبة الأوضاع الأمنية في الأحواز مشيرًا إلى أنه في السابق كانت الجهات أو الشخصيات المعادية في حركات التحرر الأحوازية والمقاومين معدودة ومعروفة وينحصر نشاطها في مناطق جغرافية معينة لكن المخابرات تواجه حاليًا جبهة واسعة وعريضة امتد نشاطها إلى جميع الأصعدة السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية وحتى دوليًا، في إشارة واضحة إلى حركات التحرر الوطني الأحوازية ونشاطها في الداخل والخارج.

وتابع باقرزاده أنه نتيجة هذه الأوضاع بات لزاماً على الجهات الأمنية والمخابراتية أن تتدخل في الشؤون السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية بشكل أقوى وأكثر تأثيرًا من ذي قبل، مضيفًا أن هذه الرؤية هي أحد أهم الأسباب التي دفعت دائرة المخابرات في الأحواز إلى افتتاح فرع لجامعة المخابرات والأمن في مدينة الأحواز لكي تتم مواجهة هذه التهديدات، يقصد تصاعد الوعي الوطني والثوري لدى الأحوازيين بأساليب أكاديمية وعلمية.

واعتبر باقرزاده أن الجامعات تعد من أهم الأدوات الفعالة والموثرة في ما يتعلق بالحرب الناعمة، موضحًا أن دائرة المخابرات في الأحواز تعمل على تنسيق وجهات النظر مع الخبراء وأساتذة الجامعات لتطوير التعاون العلمي بين الطرفين من أجل مواجهة التحديات على جميع المستويات.

وابلغ مسؤول في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز "إيلاف" الاحد أن تصاعد الوعي الوطني والثوري لدى شرائح واسعة من الشعب العربي الأحوازي أصبح هاجسًا يقلق المؤسسات الأمنية والمخابراتية الايرانية، مما جعل هذه المؤسسات أن لا تألو جهدًا إلا استخدمته في مواجهة هذه النهضة الوطنية.

وأضاف أن اعتراف باقرزادة، وهو المسؤول الأمني الأول في الأحواز، والحاكم الحقيقي في الأحواز، بأن السلطات أصبحت أمام جبهة واسعة وعريضة من الأحوازيين الرافضين لوجودها غير الشرعي على أرضهم، وكذلك اعترافه بوجود تحديات كبيرة تواجهها على جميع مستويات الحياة في الأحواز تشير إلى عمق الأزمة التي وصلت إليها هذه السلطات في الأحواز أولا، وقوة أعمال المقاومة الوطنية الأحوازية في نشاطها الميداني والسياسي في الداخل والخارج وتأثيرها على الأوضاع الأمنية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية في الأحواز ثانيًا.

تجدر الإشارة إلى أن جامعة المخابرات والأمن تسمى أيضًا جامعة الإمام الباقر ومقرها الأصلي في مدينة طهران العاصمة الدولة، وهي تخضع لاشراف وإدارة وزارة المخابرات فقط. وتأسست هذه الجامعة في عام 1986 حيث كانت في البداية عبارة عن كلية حتى أصبحت جامعة في عام 2016 بموجب قانون تطوير مؤسسات التعليم العالي.

كما أن المجلس الأعلى للثورة الثقافية الايراني، وهي أعلى مؤسسة في مجال التعليم والثقافة أصدر قانونًا يجيز لوزارة المخابرات التأكد والتحقق من أهلية الطلاب الذين يرغبون بإكمال تعليمهم في مرحلتي الماجيستر والدكتوراه في الجامعات الخاصة والحكومية، حيث يسمح هذا القانون لوزارة المخابرات أن تمنع دخول أي طالب حتى وإن نجح في الفحص الابتدائي لدخول الجامعات إذا كانت أفكاره لاتنسجم مع مبادئ ومنهج النظام الحاكم.

مناورات عسكرية&

ومن جهتها، انهت قوات الحرس الثوري ومليشيا البسيج التابعة لها خلال اليومين الماضيين مناورات عسكرية ضخمة بمشاركة 30 الف مقاتل في مدن الأحواز العاصمة أرجان والصالحية تحت شعار "إلى بيت المقدس".

وقال العقيد نعمت الله باقري، مسؤول العلميات العسكرية في الفرقة السابعة للحرس الثوري (فرقة ولي عصر)، المتمركزة في شمال الأحواز، إن هذه المناورات هي الخامسة من نوعها في غضون الثلاث سنوات الأخيرة.

وعن عدد وماهية القوات المشاركة، اوضح باقري أن 30 ألف مقاتل من قوات الحرس الثوري وكتائب بيت المقدس، الكوثر، الإمام الحسين والإمام علي وهي تشكيلات عسكرية تابعة لمليشيا البسيج قد شاركت في هذه المناورات. &

وأضاف باقري، أن الحرس الثوري أنشأ ثلاث مناطق عسكرية لإدارة العمليات في هذه المناورات، وهي قيادة عمليات "عاشوراء"، حيث تتمركز في الأحواز العاصمة وتتكون قواتها من جنود الحرس الثوري ومنتسبي مليشيا البسيج في أقضية الأحواز العاصمة، كوت عبدالله، ملاثاني، المحمرة، عبادان، الفلاحية، الحميدية، الخفاجية، الحويزة وجحر السبع.

وتابع باقري، أن المنطقة الثانية هي قيادة عمليات "محرم"، حيث تتمركز في قضاء الصالحية شمال الأحواز العاصمة وتتكون قواتها من جنود الحرس الثوري ومنتسبي مليشيا البسيج في أقضية القنيطرة، الصالحية، السوس، العقلية، شِعب سليمان، عنبر وسوسن.

وأوضح باقري، أن المنطقة الثالثة هي قيادة عمليات "نينوا"، حيث تتمركز في قضاء أرجان شرق الأحواز وتتكون قواتها من جنود الحرس الثوري ومنتسبي مليشيا البسيج في أقضية أرجان، معشور، خور موسى، رأس البحر، أنشان، رامز، الخلفية، العميدية وعروة.

وعن أهداف المناورات، كشف العقيد باقري، أنها تأتي للحفاظ على ما اسماه الانسجام والتنسيق بين الحرس الثوري ومليشيا البسيج وكذلك رفع الجاهزية والروح القتالية لدى منتسبي مليشيا البسيج، بالإضافة إلى تنفيذ الخطط العسكرية على الأرض والقيام بأعمال تكتيكية تتناسب مع واقع الأرض وطبيعة البيئة في الأحواز.

وعن طبيعة المناورات، قال باقري، إنها تنوعت بين عمليات لمواجهة الكمائن المعادية، وكذلك نصب الكمائن للقوات المعادية، بالإضافة إلى تنفيذ المداهمات الليلية، حرب الشوارع، اقتحام المناطق السكنية ومكافحة الشغب، كما تضمنت المناورات عمليات الإنقاذ ودعم خطوط الإمداد العسكري خلال الحروب.

وبدأت المناورات بمشاركة ثلاثين كتيبة من كتائب بيت المقدس التابعة لملشيا البسيج في مدينة أرجان شرق الأحواز العاصمة،&وكذلك كتائب الكوثر التابعة لمليشيا البسيج في حوض الكرخة بمدينة الصالحية شمال الأحواز العاصمة،&فيما نفذت تشكيلات من كتائب بيت المقدس وكتائب الكوثر مع كتائب الإمام الحسين وكتائب الإمام علي مناورات ضخمة مرحلتها الختامية في معسكر رستم بور شرق الأحواز العاصمة .

وأشرف العميد محمد رضا نقدي القائد العام لمليشيا البسيج على المناورات التي جرت في الأحواز، وذلك بموازاة تنفيذ مثل هذه المناورات في 13 إقليمًا آخر في ايران، مما يظهر الأهمية الاستراتيجية والحيوية للأحواز في ظل الأحداث التي تعيشها المنطقة وخشية الدولة الفارسية من امتدادها إلى الداخل جغرافيا إيران.

وتأتي هذه المناورات بعد ما نفذت التشكيلات الأمنية والاستخباراتية في كتائب الإمام الحسين وكتائب الإمام علي مع كتائب الكوثر القادمة من القنيطرة تدريبات عسكرية في معسكر رستم بور شرق الأحواز العاصمة يومي 27 و28 أكتوبر الماضي، حيث تركزت التدريبات على مواجهة الاحتجاجات الشعبية وكيفية قمعها.

وعن توقيت هذه المناورات، اوضح المسؤول في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، خلال حديثه مع "إيلاف"، أن السلطات الايرانية بدأت تدرك خطر تصاعد عمليات المقاومة الوطنية الأحوازية على الرغم من أنها كانت في السابق تقلل من أهميتها، لكن هذه المناورات تؤكد بالدليل الواضح تأثير وقوة عمليات المقاومة الوطنية.

وأضاف أن هذه السلطات تسعى من خلال هذه المناورات إلى طمأنة المستوطنين الفرس في الأحواز بأن الأوضاع الأمنية مستقرة، وذلك بعد تزايد حالة الهجرة العكسية من قبل المستوطنين إلى مناطقهم الأصلية في العمق الفارسي. وأوضح أن هذه المناورات هدفت أيضًا إلى مواجهة خطر الاحتجاجات الشعبية في ظل حالة الغليان الشعبي في الأحواز نتيجة الممارسات التعسفية من قبل سلطات الاحتلال إذ كان آخرها قتل الطفلة الأحوازية رغد عباس الساري بعد إطلاق نار عشوائي من قبل مخابرات الاحتلال في الأحواز العاصمة يوم 24 أكتوبر الماضي.