إيلاف من مراكش: أكدت باتريسيا اسبينوزا، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أن &100 دولة صادقت حتى الآن على اتفاقية باريس للحد من تدهور المناخ. واعتبرت ذلك إنجازا كبيرا، مشيرة إلى أن السرعة القياسية التي تمت بها مصادقة دول العالم ، والتي سمحت للاتفاقية بالدخول حيز التنفيد تعتبر باعثا على الأمل.

وأشارت إسبينوزا، التي كانت تتحدث خلال لقاء صحافي مشترك مع وزير الخارجية المغربي ورئيس كوب 22 صلاح الدين مزوار مساء اليوم الأحد بمراكش، إلى أن إشكالية تمويل التحولات الاقتصادية الجارية في العالم نحو اقتصاد أقل إضرارا بالمناخ والبيئة ستحتل موقعا أساسيا ضمن أشغال مؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية كوب 22 ، الذي سينطلق صباح غد الإثنين بمراكش. وأوضحت أن لجنة خاصة ستقدم تقارير ومبادرات في هذا الشأن. وعبرت عن أملها في تسريع تعئبة المساعدات التي تقرر منحها في هذا المجال للبلدان النامية، والمحددة في مبلغ 100 مليار دولار.

من جانبه ، قال صلاح الدين مزوار وزير الخارجية المغربي &ورئيس مؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية، ان "القطاع المالي العالمي مستعد لدخول مغامرة تمويل المناخ. ولمسنا وعيا متزايدا وانخراطا مسؤولا من طرف الجميع. فالصناعيين ورجال المال والأعمال، مثلما هو الحال بالنسبة للحكومات، أصبحوا جميعا يدركون &أن التحول الجاري في اتجاه الانتقال إلى اقتصاد نظيف أمر لا رجعة فيه". وأشار مزوار إلى أن هذا التحول يشكل فرصة بالنسبة لقطاع الأعمال والاستثمار، مضيفا أن التوقعات تشير إلى الحاجة لنحو 1.1 تريليون دولار سنويا من الاستثمارات ارتباطا بأهداف حماية البيئة وتخفيض حرارة الأرض.

وتنطلق غذا الاثنين في مراكش أشغال مؤتمر الأطراف حول تغير المناخ بمشاركة23.5 ألف شخص اعتمدتهم الأمم المتحدة في الفضاء الأزرق المخصص للمفاوضات الرسمية، بالإضافة إلى 30 ألف شخص في الفضاء الأخضر الذي تديره السلطات المغربية ، والذي سيستضيف الأشغال الموازية على هامش المؤتمر.

وقال مزوار "صحيح أن دور الحكومات رئيسي، لكن لا يجب أن نغفل أن تنفيد التزامات الدول في إطار اتفاقية باريس لتخفيض الانبعاثات المضرة بالمناخ سينفذها بنسبة 80 في المائة القطاع الخاص والجماعات المحلية( البلديات) . الحكومات ستوفر الدعم والحوافز لكن القوى الاقتصادية والاجتماعية هي التي سيعول عليها في قيادة التغيير".

وترتقب مراكش تنظيم قمة عالمية حول المناخ يوم 15 نوفمبر. وأكد مزوار أن 43 رئيس دولة و32 رئيس حكومة قد أكدوا حتى الآن مشاركتهم، مضيفا "ما زلنا حتى الآن نتلقى التأكيدات من رؤساء الدول والحكومات". كما ستعقد قمة ثانية يوم 16 نوفمبر مخصصة لرؤساء الدول والحكومات الإفريقية. وقال مزوار "لا يمكن أن لا نعطي الكلمة لإفريقيا، خصوصا وأن المؤتمر ينعقد في المغرب على أرض إفريقية.

مع العلم أن البلدان الإفريقية من أكثر البلدان تضررا من تغير المناخ". وأشار مزوار الى أن إفريقيا تواجه تحديات بيئية كبرى نظرا لمتطلبات توسعها العمراني ونموها القوي والارتفاع المتزايد لاستهلاكها للطاقة. وأوضح أن هذه التحديات يمكن أن تتحول إلى فرص للاستثمار في المستقبل من خلال ربطها بأهداف الحد من تدهور البيئة وتردي أوضاع المناخ.