إيلاف من لندن: ترتكز السياسات الانتخابية للمرشحين للرئاسة الأميركية على ضمان الفوز في الولايات المؤيدة تاريخيا لحزبيهما، والتي تسمى عادة بـ "الولايات الآمنة"، لكن هناك ولايات تسمى "الولايات المتأرجحة" أو ما تعرف بـ(Swing states) باعتبار أنها ولايات غير محددة الطابع أو الميول، والتي تعتبر في غاية الأهمية ومسرح التنافس الحقيقي بين المرشحين.

وهذه الولايات الأميركية في العادة لا تحتوي على أغلبية سياسية جمهورية كانت أو ديموقراطية، الأمر الذي يجعل مواقفها متغيرة من دورة انتخابية إلى أخرى. لذلك تتجه أنظار الحملات الانتخابية إلى تلك الولايات لمحاولة استمالتها والفوز بها في الانتخابات.

وتلعب هذه الولايات دوراً حاسماً في تحديد الفائز بكرسي رئاسة الولايات المتحدة. وتشير التقارير إلى أن 10 ولايات "تعتبر متأرجحة" ستشهد منافسة محتدمة من سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة، وقد فاز باراك أوباما في كل هذه الولايات في انتخابات 2008. 

الولايات العشر 

وهذه الولايات هي: 

* ولاية فلوريدا (جنوب شرق – 29 صوتاً)، وهي كبرى الولايات المتنازع عليها، وغالبا ما يكون الفوز فيها عاملاً حاسماً. وشهدت الولاية معركة بين جورج بوش وآل غور في عام 2000 على فارق 537 صوتاً. وسكان الولاية من فئات متنوعة بينهم عدد كبير من المتقاعدين الذين يميلون اكثر نحو الجمهوريين بالاضافة الى عدد كبير من الناخبين من اصل كوبي الذين يفضلون الجمهوريين وبورتوريكي يفضلون الديمقراطيين.

* ولاية بنسلفانيا (شرق – 20 صوتاً)، وهي ولاية منقسمة بين وسطها الريفي المؤيد للجمهوريين والمدينتين الكبريين فيلادلفيا وبيتسبرغ حيث السود والعمال صوتوا بشكل كبير لصالح اوباما في 2008.

* ولاية أوهايو (شمال – 18 صوتاً)، وهي ولاية غالباً ما تعتبر مجسماً مصغراً للولايات المتحدة بمدنها الكبرى ومجمعاتها الصناعية ومناطقها الريفية حيث الزراعة واستخراج الغاز الصخري يشكلان محرك الصناعة. فاز جورج بوش بأصوات هذه الولاية عامي 2004 و2008 قبل ان تنتقل الى المعسكر الديمقراطي.

* ولاية كارولينا الشمالية (جنوب شرق – 15 صوتاً)، وهي ولاية محافظة من الجنوب، فاز فيها اوباما في عام 2008 بـ13 ألف صوت من أصل 4,2 ملايين بفضل اصوات مدن كبرى مثل شارلوت وراليه. باقي الولاية ريفي ومحافظ جدا. انها اكثر ولاية يمكن ان تنتقل الى المعسكر الجمهوري، الا ان اوباما ضاعف جهوده لتعبئة الناخبين من اجل الاقتراع المبكر.

* ولاية فيرجينيا (شرق – 13 صوتاً)، وهي ولاية هامة بالنسبة لأوباما، فقد كان انتصار اوباما في عام 2008 في هذه الولاية المحافظة. 

* ولاية وسكونسن (شمال – 10 أصوات)، وهي ولاية مضمونة للجمهوريين.

* ولاية كولورادو (غرب – 9 أصوات)، هذه الولاية الجبلية تميل عادة الى الجمهوريين إلا أن رومني لديه فرص في كسبها لصفه.

* ولاية أيوا (وسط شمال – ستة أصوات)، كانت هذه الولاية انطلاقة ترشيح اوباما في عام 2008 بعد انتصاره في الانتخابات التمهيدية ضد هيلاري كلينتون. 

* ولاية نيفادا (غرب – ستة أصوات)، يمكن ان يساعد عدد السكان ذي الغالبية من اصل لاتيني أوباما الذي يقول انه يسجل تقدما بين الناخبين المبكرين، الا ان الولاية فيها مجموعة صغيرة من المورمون تؤيد رومني.

* ولاية نيوهامشير (شمال شرق – أربعة أصوات)، ولاية صغيرة من شمال شرق البلاد لم تصوت سوى مرتين لصالح مرشح ديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الست الأخيرة، ومن المرجح أن تميل ناحية رومني.

ست ولايات 

لكن شبكة (سي إن إن) تقول إن الولايات المتأرجحة تتكون من كل من أريزونا التي تملك 11 صوتا انتخابيا وفلوريدا التي تملك 29 صوتا انتخابيا ونيفادا بأصواتها الانتخابية الستة وولاية نبراسكا ذات الصوت الواحد ونيوهامشير بأربعة أصوات بالإضافة إلى كارولاينا الشمالية التي تمتلك 15 صوتا انتخابيا.

ويشار إلى أن نظام الانتخابات في الولايات المتحدة غير مباشر، إذ يصوت الناخبون ليس لصالح مرشح معين، بل لصالح المندوبين الذين يتناسب عددهم في الولايات كلها مع عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى 3 مندوبين من قطاع كولومبيا. وبذلك تضم الهيئة الانتخابية 538 مندوبا. 

270 مندوبًا

ولحسم المعركة لصالحه، يحتاج المرشح إلى نيل تأييد 270 مندوبا منهم على الأقل. وفي جميع الولايات، باستثناء نبراسكا ومين، يحصل الفائز على كل شيء، إذ يتم احتساب أصوات جميع مندوبي الولاية لصالح المرشح الذي نال الأغلبية.

وحسب تقييمات صحيفة (وول ستريت جورنال)، من المرجح أن تحصل كلينتون على 183 صوتا في الولايات الداعمة للديمقراطيين، و30 صوتا من الولايات التي تعد فرصهم فيها قوية، و65 صوتا من الولايات التي "تميل" لدعم مرشح الحزب الديمقراطي، وإجمالا عدد تلك الأصوات 278.

أما ترامب، وفي محفظته، كما يعتقد، 86 صوتا من الولايات التي تدعم الجمهوريين تقليديا، و71 صوتا من الولايات التي يُعتقد أن مواقع الحزب الجمهوري قوية فيها، و58 صوتا من الولايات التي "تميل" لدعم مرشح الحزب الجمهوري، ومجمله 215 صوتا. لكن هناك 45 صوتا آخر، قد يحصل عليها أي من المرشحين.