اتهم رئيس الوزراء العراقي حيدرالعبادي الأتراك بمحاولة ترحيل مشاكلهم الداخلية إلى بلده من خلال اشعال حرب اقليمية موضحًا أن بلاده تنسق أمنيا مع سوريا وأكد أنّ لدى حكومته خططًا لإدارة نينوى بعد داعش لتكون الأوضاع فيها أفضل من السابق وأشار إلى أنّه ستتم معاقبة أي إعتداء على المدنيين العرب في كركوك أو غيرها.

إيلاف من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي عقب ترؤسه الاجتماع الاسبوعي لحكومته وتابعته "إيلاف" وجود تنسيق أمني مع الحكومة السورية لضبط الحدود بين البلدين مبينا ان من مصلحة العراق التعامل مع الحكومة السورية وليس مع مجموعات المسلحين.

وأشار إلى أنّ الحكومتتين العراقية والسورية لا تسيطران على حدودهما لان داعش في العراق موجود على جزء من الحدود وفي سوريا داعش يسيطر على قسم والمجموعات المسلحة الاخرى تسيطر على اجزاء اخرى والعراق ينفذ الآن عمليات مسلحة سيسيطر بعدها قريبا على حدوده والامل بسوريا ايضا السيطرة على حدودها. وشدد على ان الحكومة العراقية تسعى للتنسيق أمنيا مع نظيرتها السورية وليس مع الجماعات المسلحة.

واليوم قال العقيد وليد الدليمي، الضابط العسكري في عمليات الجيش العراقي في الأنبار إن تنظيم داعش أغلق الحدود العراقية السورية لمنع هروب عناصره وعائلاتهم من العراق إلى سوريا. وأوضح أن التنظيم اتخذ هذا الإجراء لمنع هروب عناصره العراقيين وعائلاتهم من مدن عدة إلى سوريا.

وأشار إلى أنّ التنظيم استثنى من هذا الإجراء عناصره الأجانب والعرب وسمح لهم ولعائلاتهم بالعبور من العراق إلى سوريا.

تركيا ترحّل مشاكلها الداخلية إلى العراق

وحول إرسال تركيا تعزيزات عسكرية قبل ايام إلى الحدود العراقية أشار العبادي إلى أنّ هناك تصعيدًا تركيًا تجاه بلاده وصفه بغير المبرر.. مشيرا إلى أنّ الاتراك يسعون إلى ترحيل مشاكلهم الداخلية إلى العراق.

وأضاف العبادي أن اي مبرر للتدخل التركي في العراق غير موجود والاتراك يريدون القاء مشاكلهم الداخلية على العراق لافتاً إلى وجود تحريض وتصعيد تركي وادعاءات لا صحة لها من الاساس. 

وأشار إلى أنّ بلاده لا تريد حربا مع تركيا وهي أبعد ما تكون عن تفكيرها. وأكد أنّ جميع ادعاءات الاكراد غير صحيحة حول مذابح ستجري في تلعفر وانهم يدربون متطوعين للقتال لتحرير الموصل لكن الامر كله لا يتعدى الا محاولة لترحيل مشاكل تركيا الداخلية إلى الخارج. 

وحذر من مخاطر التوجهات التركية لإشعال حرب اقليمية في المنطقة والتي اذا وقعت ستلحق اضرارا كبيرة في الجيش التركي وتفتت تركيا وتمزقها.. مشددا على ان تركيا ستندم اذا اقدمت على هذه الخطوة الرعناء بحسب وصفه.

وفي وقت سابق اليوم أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده ليست لديها خطة لسحب قواتها العسكرية من معسكر بعشيقة شمال الموصل. وأشار إلى أنّهم يدرون ان تركيا ستتخذ الخطوات اللازمة دون أي تردد في حال حصول أي تهديد ضد تركيا أو التركمان في العراق.

خطط لادارة نينوى بعد داعش لتكون أفضل من السابق

وقال العبادي إن لدى حكومته خططا لادارة محافظة نينوى وعاصمتها الموصل بعد تحريرها من سيطرة تنظيم داعش لتكون الاوضاع فيها افضل من السابق. وأشار إلى أنّ القوات العراقية تحقق انتصارات هناك اكسبتها احترام العالم.. موضحا ان جميع القوات المشاركة بعمليات نينوى ستعود إلى مناطقها الاصلية بعد انجاز عملية تحريرها من داعش الذي سيطر عليها في يونيو عام 2014. 

واضاف ان هذه الخطط امنية وخدمية وامنية لرعاية اهل المحافظة.. ودان رفض ذهاب بعض الاطراف إلى تركيا لدعوتها للتدخل في معركة الموصل بذريعة حماية السنة.. وتساءل قائلا: اين كان هؤلاء عندما سيطر تنظيم داعش على الموصل قبل اكثر من عامين وارتكب جرائم ضد السنة؟

يذكر أن مرحلة ما بعد داعش في نينوى بدأت تشغل القادة العراقيين حيث دعا ائتلاف الوطنية بزعامة نائب الرئيس العراقي اياد علاوي إلى اعلان حال الطوارئ وتعيين حاكم للمحافظة موقتا لحين استتباب الاوضاع فيها.. بينما طالب زعيم تحالف متحدون نائب الرئيس العراقي اسامة النجيفي إلى مرابطة قوات من التحالف في مدينة الموصل لفترة انتقالية في مرحلة ما بعد داعش لتحقيق الأمن والاستقرار ومنع اي عمليات انتقام أو تصفية حسابات خارج القانون وسلطة الدولة.

ممارسات داعش ضد المدنيين

وأشار إلى أنّ داعش يحاول استغلال ابقاء المواطنين في مناطق سكناهم خلال العمليات العسكرية لارتكاب جرائم ضد المدنيين موضحا ان التنظيم عاجز عن مواجهة القوات العراقية لذلك يلجأ إلى اساليب الجبناء في ممارساته. وأكد وجود تعاون كبير بين جميع القوات المشاركة في عمليات تحرير الموصل.. حيث ان هناك حوالي 60 الف مقاتل من عناصر الجيش والشرطة والبيشمركة والحشد الشعبي وحرس نينوى.

وقال إن عناصر داعش يسعون لمواجهة القوات العراقية من على اسطح المنازل لإرغامها على اصابة المدنيين لكنها حريصة على حياة وأمن المدنيين الذين يسعى التنظيم للاحتماء بهم. وأكد اكتشاف مائة جثة لمدنيين قطع داعش رؤوسهم في مدينة حمام العليل حيث تقوم لجنة محققين حاليا بتوثيق هذه الجريمة ومعرفة هويات الضحايا.

معاقبة مرتكبي الاساءات لعرب كركوك 

وقال العبادي ان تنيظيم داعش حاول ارباك الاوضاع الامنية في محافظة كركوك لدى هجومه عليها مؤخرا حيث ارتكب اعمالا ارهابية ضد المواطنين. وعن عمليات اعتداء البيشمركة الكردية على عرب كركوك وحرق دورهم وطردهم من مناطقهم عقب ذلك الهجوم شدد العبادي على انه ستتم معاقبة كل من يرتكب اعمالا غير منضبطة سواء في كركوك او غيرها.

وأكد العبادي انه ليست هناك لدى حكومته اي مشكلة في مساعدة النازحين منوها إلى أنّ الجهات المختصة بدأت بايصال الحصة التموينية والوقود إلى بعض المناطق المحررة من الموصل. وشدد على رفض اي عمليات للانتقام من المدنيين على جرائم يرتكبها داعش.

وقد اتهم ائتلاف العربية بزعامة نائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك اليوم قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني بإحراق قرية قوشقاية التابعة لقضاء الدبس غرب محافظة كركوك وطرد اهلها منها.

تأمين الطريق الدولي بين بغداد وعمان

وأشار العبادي إلى أنّ مجلس الوزراء ناقش في جلسته الاسبوعية اليوم عروض شركات لتأمين الطريق الدولي الرابط بين بغداد وعمان من اجل اعادة تسيير الرحلات التجارية بين العراق والاردن. واوضح ان هذه الحماية لن تكون محاربة وانما لمراقبة وازالة اي عبوات ناسفة تزرع على الطريق اضافة إلى أنّ هذا سيوفر على القوات العراقية جهدا اضافيا كان مفترضا ان تقوم به.

واوضح انه تم التوجيه بتشكيل لجنة لتقديم دراسة سريعة بشأن عروض الشركات لتأمين الطريق الدولي الرابط بين بغداد والحدود الاردنية وتوسعة المشروع ليشمل خدمات الطريق إلى مدينة البصرة الجنوبية وهو مشروع حيوي ومهم جدا كما قال.

وفي ما يخص العجز في الموازنة العامة للعام المقبل والبالغ 18 مليار دولار اوضح العبادي ان العراق يسعى لإيجاد حلول لتقليص الفارق بين انخفاض الواردات وارتفاع النفقات. 

يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل يومها الثالث والعشرين على التوالي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي فجر السابع عشر من الشهر الحالي انطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل التي يحتلها التنظيم منذ يونيو عام 2014.