نصر المجالي: بعد معركة تابعها العالم منذ ديسمبر العام 2015 وكانت ساحاتها موقع الاتصال الاجتماعي (تويتر) بين رجلي الأعمال السعودي والأميركي، بادر الأمير الوليد بن طلال لتهنئة "غريمه" الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بالفوز.

وغرّد الأمير الوليد بن طلال على صفحته في تويتر مخاطباً ترامب: "الرئيس المنتخب دونالد ترامب.. مهما كانت خلافات الماضي بيننا فقد قالت أميركا كلمتها. أطيب التهاني وتمنياتي لكم بالتوفيق خلال فترة رئاستكم".

وكانت تهنئة الأمير الوليد باللغة الإنكليزية وفيها كتب يقول: "President elect @realDonaldTrump whatever the past differences, America has spoken, congratulations & best wishes for your presidency".&

وإلى اللحظة لم يصدر عن مكتب الرئيس الأميركي المنتخب ترامب أو الحملة الانتخابية أي رد فعل على تهنئة الأمير الوليد بن طلال.

معركة ديسمبر&

وكانت المعركة اشتعلت بين الملياردير ورجل الأعمال السعودي في ديسمبر الماضي، حين وصف الأمير الوليد ترامب بأنه "عار" وطالب بانسحابه من السباق الرئاسي بعدما أثار تعهده بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة موجات غضب في الشرق الأوسط.

وفي اليوم التالي رد ترامب فكتب ما نصه: "إن الأمير البليد الأمير الوليد يريد أن يسيطر على الساسة الأميركيين بأموال أبيه. لن تتمكن من ذلك بعد انتخابي".

ثم رد الوليد بن طلال مباشرة قائلاً إنه أنقذ المرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب من الإفلاس مرتين، واصفا إياه بـ"الرجل السيئ والناكر للمعروف".

صورة مزيفة

ولم يتوقف ترامب عند هذا الحد، بل إنه غامر بنشر صورة أكدت كل وسائل الإعلام أنها "مزيفة ومفبركة ـ فوتوشوب" يوم 28 يناير 2016، قال المرشح الجمهوري حينها إنها للأمير الوليد وشقيقته رفقة شقيقته وصحافية أميركية تدعى ميغان كيللي.

وكتب ترامب على (تويتر) إن أغلب الناس لا يعلمون أن الأمير السعودي الوليد بن طلال هو أحد ملاك محطة فوكس نيوز الأميركية وقال: "ها هو الدليل أمامكم، هذه صورة للأمير وشقيقته مع المذيعة ميغان كللي، إذا لم تصدقوني فابحثوا عن ما أقوله عبر محرك البحث".

لكن الأمير الوليد بن طلال لم يصمت طويلا أمام اتهامات ترامب، ورد سريعا على حسابه في "تويتر" متهكما بقوله "تعتمد على صور مزيفة".&

اتهامات مفتلعة&

كما سارعت مواقع أميركية في حينه إلى انتقاد دونالد ترامب بتزوير الصور وخلق اتهامات مفتعلة لا أصل لها، لكل من الأمير الوليد بن طلال ومذيعة محطة فوكس الإخبارية، واعتبروها محاولة منه للتغطية على رغبته في الامتناع عن حضور المناظرة بين جميع المرشحين الجمهوريين على المحطة المذكورة أمس الخميس.

وكان موقع (سنوبس) نشر الصورة الحقيقة للصحافية الأميركية ميغان كيللي والتي غيرها ترامب مستخدما تطبيق "الفوتوشوب" وألصق صورة الأمير الوليد بن طلال بصورة المذيعة ميغان.

كما كان موقع (بوليتيفاكت) اشار إلى أن ترامب حاول اختلاق قصة مفادها أن هناك مؤامرة مدبرة ضده عن طريق نشر صورة ملفقة تجمع بين الأمير الوليد وشقيقته ومذيعة محطة فوكس الأميركية عبر حسابه في "تويتر" مع كتابة تعليق مثير.

وكتبت المواقع الأميركية أن ترامب أقدم على هذه الخطوة بعد إعلانه عدم المشاركة في المناظرة بين المرشحين الجمهوريين أمس الخميس نظرا لوجود ميغان ضمن الفريق الصحافي الذي سيطرح الأسئلة.

فنادق ترامب

وفي إطار معركتهما، كان الأمير بن طلال قال في حوار سابق مع جريدة (حرييت) التركية مؤخرا إنه اشترى الفنادق التي يملكها ترامب بعد أن استحوذت عليها البنوك وبدأت تطالبه بدفع الديون التي أخذها منها في وقت سابق.

وأكد الأمير السعودي أن اليخت الذي استعمله للقدوم إلى شواطئ أنطاليا جنوب غرب تركيا هو اليخت&نفسه الذي اشتراه سابقا من دونالد ترامب حينما كان معرضا للإفلاس.