إيلاف من الرياض: تفاعل الكثير من السعوديين مع دعوة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، بضرورة تطبيق التجنيد الإجباري للشباب، حيث لقي وسم #تجنيد_الشباب_إجباريا إقبالا كبيرا من المغردين الذين أعربوا عن تأييدهم لدعوة المفتي، معتبرين أنها جاءت في الوقت المناسب، خاصة مع ما يعانيه الشباب من أوقات فراغ فضلا عن التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة العربية.

وكان الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ، قد دعا إلى تدريب الشباب وتجنيدهم ليكونوا مستعدين للدفاع عن دينهم وأوطانهم، وذلك في معرض إشادته بالتمرين الخليجي المشترك "أمن الخليج1"، الذي أقيم بالبحرين، حيث قال المفتى " علينا أخذ أسباب القوة بتدريب الشباب والتجنيد الإجباري لهم حتى يكونوا قادرين إذا واجههم أي عدو".

وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها المفتى لتطبيق التجنيد الإلزامي، حيث سبق ودعا في أبريل 2015 بذلك ، وذلك عقب أسابيع من انطلاق عمليات التحالف العربي في اليمن، كما تشهد السعودية بين الفينة والأخرى دعوات من قبل مثقفين وإعلاميين لتطبيق التجنيد الإلزامي على الشباب، فيما تنشط أحيانا في موقع التواصل الاجتماعي إشاعات لقرارات عن قرب إصدار قانون يلزم الشبان بالتجنيد

قوات امنية

 

مؤيدون للتجنيد

الكثير من المؤيدين لفكرة التجنيد الإلزامي، أكدوا انه بات ضرورة مُلِحّة في العصر الراهن، سيما مع ما تشهده المنطقة من حروب و أزمات من سوريا إلى اليمن الى العراق، وقال الباحث السياسي خالد العيدان، إن المستجدات في المنطقة تستدعي دراسة قضية التجنيد الإلزامي بشكل جدي ، واتخاذ خطوات فعلية حياله ، مشيرا في حديثه لـ"إيلاف" إن تنامي الصراعات في المنطقة تحتاج إلى استحداث ثقافة التجنيد في حياة الشباب السعودي.

وقال العيدان ، انه بعيدا عن الحروب والنزاعات أو وضع الشباب في محل الجاهزية لآي طارئ، فان التجنيد سوف يساهم في منح هؤلاء الشباب القدرة العسكرية و اللياقة البدنية و الإحساس بالمسؤولية ، ما يجعلهم أكثر تحملاً لضغوط الحياة ، مبينا إن التجنيد سيعمل على إعادة تأهيل الشباب المترهل على الجدية والانضباط والوعي ويحد الكثير من الظواهر السالبة، وبالتالي هناك حوجة ماسة لتطبيق هذا القرار.

الجيش السعودي

لماذا تتكرر دعوات التجنيد

الرافضون لفكرة التجنيد الإلزامي ، قالوا إن المرجع في تحديد هذا المطلب هي وزارة الدفاع ، باعتبارها الأعرف بتقدير الموقف، مستبعدين صدور قرار للتجنيد، حيث قال المحلل العسكري ، عادل صالح ، إن هناك إقبال كبير من المواطنين على الالتحاق بالقطاع العسكري، وهي أعداد تفوق الاحتياج بكثير ، مشيرا في حديثه لـ"ايلاف" إن الحروب الحديثة التي لم تعد تعتمد على الكم بقدر ما أصبحت تعتمد على الكيف و على التقنيات الحديثة والأسلحة المتطورة والمعارك الذكية والحواسيب، مضيفا "جميع الدول المتقدمة مثل أميركا و أوروبا، ألغت قانون التجنيد الإلزامي، في حين مازال يطبق في بعض دول العالم الثالث في إفريقيا وأميركا اللاتينية".

وحول أسباب تكرار دعوات تطبيق التجنيد الإجباري، قال صالح انه الظواهر السلبية المنتشرة بين بعض الشباب، قد تكون هي السبب، مثل عدم المسؤولية ، الفراغ ، البطالة وغيرها ، حيث يعتقد البعض إن التجنيد هو حل سحري و سوف ينتشل الشباب من هذه الحالة وهذا خير صحيح، لان هذه المشاكل تحتاج لحلول مدنية وليست عسكرية ، وأضاف " الحل يبدأ من البيت بالتربي ثم المدرسة بالتعليم الممتاز، ثم بعد التعليم بالإعلام، ولا يصح إلقاء مشاكل القطاعات الأخرى على التجنيد" ، الشعوب الأكثر انضباطا في العالم مثل سويسرا وسنغافورة، هي دول لا يوجد بها جيوش و إنما تعليم.

وقال صالح انه يمكن إيجاد شيء وسط ما بين التجنيد الإلزامي والتربية والتعليم وذلك لمكافحة الممارسات الخاطئة بين الشباب ، و أضاف " أنا اقترح تفعيل الكشافة في المدارس ، وتدريب الطلاب على الضبط والالتزام، مؤكدا إن إلزام طلاب المدارس بالانخراط في الكشافة سوف يساعدهم بشكل كبير على تعديل حياتهم وزيادة وعيهم و مسؤوليتهم وتنمية ثقافة العمل لديهم".

تجدر الإشارة، إن مفهوم التجنيد الإلزامي أو الخدمة الوطنية ، غالبا ما يستقر حول إلزام الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-35 بالتدريبات العسكرية بعد إكمال سنوات دراستهم ومن ثم انخراطهم بالخدمة في المؤسسات العسكرية، لمدة زمنية معينة تختلف حسب المؤهل العلمي لكل فرد، فيما تنص بعض قوانين التجنيد الإلزامي على استدعاء المجندين في حالة إعلان التعبئة العامة، أو في حالة الحرب أو إعلان الأحكام العرفية.