«إيلاف» من لندن: أبعد العبادي الحشد الشعبي من المشاركة في معركة تحرير قضاء تلعفر غرب الموصل ذي الغالبية التركمانية مؤكدا عدم وجود اي توجه لتعيين حاكم عسكري للموصل بعد تحريرها.. فيما شهدت بغداد اليوم مباحثات عسكرية عراقية - تشيكية حول دعم القوات العراقية في حربها ضد تنظيم داعش وتزويدها بالطائرات.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي في بغداد عقب الاجتماع الاسبوعي إن القوات التي ستحرّر قضاء تلعفر هي الجيش والشرطة وتنتزعها من قبضة تنظيم داعش من دون ذكر الحشد الشعبي الذي يطوق القضاء معبّرا عن الامل في عودة سكان تلعفر الى بيوتهم بأسرع وقت.

 وتثار مخاوف من إثارة المزيد من الانقسامات الطائفية في العراق في حال تولّى الحشد المكون من فصائل ومتطوعين شيعة اقتحام البلدة.

واشار العبادي الى ان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب أكد خلال اتصال هاتفي بينهما زيادة الدعم للعراق في مواجهة الارهاب داعيا المسؤول العراقي الى زيارة الولايات المتحدة عقب توليه الرئاسة الاميركية رسميا مطلع العام المقبل.

واشار الى ان قرار دمج الانتخابات البرلمانية والمحلية ليس قرارا حكومياً في اشارة الى القوى السياسية التي رغبت في هذا الدمج، واكد تأييده إجراء الانتخابات العامة في موعدها المقرر في ابريل عام 2017.

الحرص على المدنيين
وحول معركة تحرير مدينة الموصل التي انطلقت في 17 من الشهر الماضي قال العبادي "اننا حريصون على المدنيين في الموصل وان الانتصارات لم تكن لتتحقق لولا مساعدة اهاليها". . مشددا بالقول ان العراق الان " اقوى من اي وقت مضى".
وأضاف انه وجه وزارات النفط والكهرباء والصناعة لدعم القطاع الكهربائي في المناطق المحررة ووزارة التجارة لتوفير المواد الغذائية للمناطق المحررة . واوضح ان اسباب تراجع انتاج الطاقة الكهربائية في الموصل سببه قلة الاطلاقات المائية من تركيا. وناقش اليوم التحديات التي تواجه البلد والانتصارات المتحققة بتحرير مطار تلعفر وبعض القرى اضافة الى مناقشة مستقبل نينوى والتأكيد انه لا خوف على نينوى ومستقبلها وسيعاد الاستقرار لها والتأكيد على عدم وجود اي توجه لتعيين حاكم عسكري.

واضاف العبادي انه مع تشريع قانون الحشد الشعبي مشددا على حاجة العراق الى مصالحة مجتمعية .

وكانت تركيا هددت مطلع الاسبوع الحالي بالتدخل في حال مارس الحشد الشعبي انتهاكات في القضاء بينما دعت الجبهة التركمانية العراقية الى تجنيب القضاء اي صراع طائفي . 

وفي وقت سيطرت فيه تشكيلات الحشد الشعبي الشيعية على مطار القضاء وتحكم الان حصارها على المدينة تمهيدا لاقتحامها وانتزاع السيطرة عليها من تنظيم داعش فقد دعا رئيس الجبهة التركمانية العراقية ارشد الصالحي الى احترام الاتفاق الذي حصل لممثلي قضاء تلعفر من الشيعة والسنة التركمان بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي الاسبوع الماضي في تجنيب المدينة اي صراع طائفي .

كما أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أن "تركيا لن تظل مكتوفة الأيدي في حال تدخلت ميليشيات الحشد الشعبي في الحملة العسكرية الرامية إلى تحرير مدينة الموصل العراقية من تنظيم داعش".

واشار الى ان الموقف التركي منذ بداية عملية تحرير الموصل يرى أن "دخول الميليشيات الشيعية (المدعومة من ايران) وحدها إلى تلعفر يدفع بسكان المدينة إلى الاحتماء بتنظيم داعش لأنّ دخولها سيؤدي إلى صراع طائفي وهذا ما يريده التنظيم".

 وتقع تلعفر على بعد حوالى 60 كيلومترا غربي الموصل على الطريق الرئيس إلى سوريا والاستيلاء عليها يزعج أيضا تركيا القلقة من مشاركة فصائل شيعية في الحرب السورية.

العبادي مجتمعا مع شخصيات قضاء تلعفر القريب من الموصل غربا

مباحثات عسكرية عراقية - تشيكية

وكانت قد شهدت بغداد اليوم مباحثات عسكرية عراقية تشيكية حول دعم القوات العراقية في حربها ضد تنظيم داعش وتزويدها بالطائرات.

وبحث رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عثمان الغانمي مع وزير الدفاع التشيكي مارتن ستربنسكي آفاق التعاون المشترك في المجال العسكري كما ناقشا الخطط المستقبلية الخاصة بالتدريب والتسليح والتجهيز لمكافحة الإرهاب ومسك الأرض إضافة إلى عملية ضبط الحدود مع دول الجوار والانفتاح عليها لضمان الحدود الدولية المشتركة".
من جانبه أشاد وزير الدفاع التشيكي "بتطور العلاقات بين البلدين في جميع المجالات حيث قدم التهاني لرئيس الأركان بالانتصارات المتحققة، قائلاً: "أنا كرجل من قلب أوروبا أود أن أقدم إعجابي وتقديري لما تقومون به، إذ يتابع شعبنا التشيكي باهتمام ما تقومون به من انتصارات عظيمة على داعش"..مؤكداً مواصلة الدعم الذي تقدمه التشيك للقوات الأمنية العراقية" كما نقل عنه بيان صحافي لوزارة الدفاع العراقية اطلعت على نصه "إيلاف".
وكان الوزير التشيكي الذي وصل الى بغداد امس في زيارة تستغرق عدة أيام قد اجرى قبل ذلك مباحثات مع الفريق الركن أنور حمه أمين قائد القوة الجوية العراقية تناولت طبيعة العلاقات العراقية التشيكية في نواحي التدريب وتطوير الخبرات الفنية خصوصاً في مجال القوة الجوية وما يخص طائرات L159 التشيكية الى العراق.

والشهر الماضي أعلنت الحكومة التشيكية موافقتها على إرسال فريق جديد من العسكريين التابعين لها إلى العراق للمشاركة في معركة استعادة الموصل من داعش . واوضح الفريق الجديد الذي يضم نحو 20 عسكريا سيرسل الى قاعدة تابعة للقوات الأميركية قرب الموصل في محافظة نينوى والتي أنشئت مؤخرا لدعم التحالف الدولي الذي يحارب الارهاب في العراق.

وقال رئيس الحكومة التشيكية "بوهوسلاف سوبوتكا" في تصريحات صحافية إن "الحكومة وافقت على إرسال فريق من عسكريين إضافيين للعراق، معتبرا أن هذه المبادرة تشكل جزءاً من جهود التحالف الدولي لمساعدة العراق في حربه ضد الارهاب. وأكد "استعداد بلده إرسال المزيد من المستشارين للعراق خلال العام 2017 المقبل راهناً ذلك بمدى حاجة الجيش في العراق للقوات التشيكية .
وفي مارس من العام الماضي أعلن وزير الدفاع التشيكي مارتن ستروبنيكي موافقة بلاده على بيع 15 مقاتلة من طراز" إل159" للعراق بعد فشل محاولة سابقة لبيع مخزون فائض لبغداد. وقال الوزير للصحافيين إن وزارته ستحصل على 750 مليون كرون تشيكي أي ما يعادل 29.89 مليون دولار نتيجة الصفقة العراقية.

وتفاوضت شركة إيرو المنتجة للطائرة على صفقة البيع للعراق في أبريل عام 2014 وستقوم بدور الوسيط في الصفقة. ووقعت الحكومة التشيكية في يوليو عام 2014 عقدا لبيع 14 طائرة من طراز "إل159" لشركة دراكين إنترناشيونال الأميركية.

 ولدى الجيش التشيكي فائض من مقاتلات "إل159" التي تقل سرعتها عن سرعة الصوت وتصنعها شركة إيرو فودوتشودي التشيكية وتستخدم للتدريب أو كطائرة قتالية خفيفة. وتوصلت هذه الشركة التشيكية للتصنيع العسكري بعد سنتين من المفاوضات مع الحكومة العراقية الى اتفاق حول صفقة بيع أربع طائرات فائضة لجيش جمهورية التشيك ذات مقعدين للتدريب طراز L-159T1 مع 24 طائرة حديثة الصنع طراز L-159B.

وطائرة L- 159 يمكن تزويدها بصواريخ جو- جو، وجو- أرض و80% من هذه المقاتلات مصدرها أجنبي لاسيما أميركي.