شهدت البيانات الوزارية في العهود السابقة كباشًا سياسيًا وفبركة مصطلحات في اللغة العربية تضمنت في بعض الأحيان الأمر ونقيضه، خصوصًا في ما يتعلق بحزب الله، فما هو وضع البيان الوزاري المنتظر بعد تشكيل الحكومة اللبنانيّة؟

بيروت: لا يزال لبنان ينتظر مرحلة تشكيل الحكومة وبعد انتهاء مرحلة التأليف، سوف تعمد الحكومة على صياغة بيانها الوزاري، فتشكّل لجنة لصوغ مشروع البيان الوزاري، تعطيه مهمّة إعداد مسودة البيان بكل جوانبه، ويبقى الشق السياسي الأصعب في ظل التباينات والمقاربات المتناقضة لدور حزب الله أو "المقاومة" في الدفاع عن لبنان في وجه الأعداء، ولا سبيل حينها أمام اللجنة الوزارية سوى الإستعانة بمعجم السياسة اللبنانية المليء بالمفردات وصياغاتها المناسبة لإحتياجات المرحلة، والتي قد تتضمن في بعض الأحيان الأمر ونقيضه.

مهمة غير صعبة

هذه المهمّة لن تكون صعبة، بحسب النائب خضر حبيب الذي اعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن صياغة البيان الوزاري بعد تشكيل الحكومة لن تشهد أي كباش سياسي، بما أن هناك سابقة حكومة تمام سلام، حيث تم الإتفاق على البيان الوزاري حينها من مختلف الأطياف السياسية، ولن يكون هناك خلاف في ما خص البيان الوزاري المستقبلي للحكومة المقبلة.

مصطلحات جديدة

وردًا على سؤال هل سيتم اللجوء إلى صياغة على "مزاج" حزب الله في البيان الوزاري مع فبركة مصطلحات جديدة في اللغة العربية؟ يلفت حبيب إلى أن البيان الوزاري قد يكون نسخة طبق الأصل تقريبًا عن بيان وزارة حكومة تمام سلام بما يرضي جميع الأطراف بمن فيهم حزب الله.

"بما أن هذه الحكومة هي حكومة وحدة وطنية، هناك عهد جديد، وهو أمام انطلاقة كبيرة ومسؤوليات كبيرة أيضًا، فموضوع البيان الوزاري لن يكون عقبة بوجه العهد الجديد، والوضع اللبناني بحاجة ماسة إلى انعاش الاقتصاد فيه، ويجب على المؤسسات أن تأخذ دورها، فموضوع البيان الوزاري لن يتوقف عنده المعنيون من أجل حصول كباش سياسي حوله، لأن هناك أموراً أخرى أكثر أهمية بحاجة للنظر إليها من قبل العهد الجديد، والناس متعطشون لتحريك الوضع الإقتصادي والمعيشي".

جوانب اقتصادية

ماذا عن الجوانب الإقتصادية في البيان الوزاري؟ يلفت حبيب إلى أن في الجوانب الأخرى المتعلقة بالسياسات الإقتصادية والإجتماعية والبيئية والصحية وغيرها فلا يجب، بحسب حبيب، أن تكون فضفاضة وواعدة أكثر مما يلزم، حتى لا يُحبط المواطن، بخاصة أن عمر الحكومة قصير، و"البيان المختصر هو الذي يحظى بثقة المواطن، لأن العناوين الطموحة غير قابلة للتصديق، ولا بد من رؤية اقتصادية لإخراج لبنان من التخبط الاقتصادي والواقع السيئ الذي يعيشه المواطن".

خطاب القسم

هل تتماهى مسودة البيان مع خطاب القسم لرئيس الجمهورية ميشال عون إلى حد كبير، وكذلك مع الخطاب الذي ألقاه الحريري لمناسبة تبنيه ترشيح العماد عون في بيت الوسط؟ يلفت حبيب إلى أن البيان الوزاري سيكون من روح خطاب القسم وسيأخذ منه في الكثير من النواحي.

ما مدى تطبيق البيانات الوزارية على مدى العهود السابقة؟ يؤكد حبيب أن الأمور إذا كانت طبيعية والوضع السياسي طبيعي بإمكان الحكومات تطبيق بياناتها الوزارية بحذافيرها، لكن إذا كان الوضع غير طبيعي في لبنان، فبالتأكيد لا يمكن تطبيق بنود البيانات الوزارية، والأمر برّمته يتعلق بموضوع التنسيق السياسي في البلد، والتعاون بين الفرقاء السياسيين، وعلى ضوء ذلك يمكن تسهيل مهمة العهد الجديد وتطبيق البيانات الوزارية، وإذا أراد البعض وضع العصي في الدواليب، فبالتأكيد لا يمكن تطبيق أي بند من بنود البيان الوزاري.

وردًا على سؤال، هل أصبحنا أمام تشكيل قريب للحكومة في لبنان؟ يجيب حبيب أن الجميع متفائل، والحكومة اللبنانية ستبصر النور قريبًا في لبنان،&في موعد&أقصاه بداية الأسبوع المقبل.
&