«إيلاف» من بيروت:&تدين قرية Cerezales del Condado الاسبانية الهادئة بالكثير لانطونيو فرنانديز، الملياردير مؤسس مصنع بيرة كورونا الذي توفي في 31 أغسطس عن 98 عامًا. ففي الواقع، حالف الحظ تلك القرية الصغيرة في كاستيل-ليون لكونها مسقط رأس الرجل الذي استلم إدارة مصنع الجعة المكسيكي المصنّع لكورونا إذ لم ينس جذوره يومًا.&

شأن عائلي

لكن للأسف، خبر تركه مليون دولار لكل مقيم في القرية ليس صحيحًا، علمًا أنّه نُشر في صحيفة ديلي ميل يوم الخميس ونقلته عنها بسرعة وسائل إعلام أخرى مثل «ذا ديلي تلغراف» وموقع «اندبندنت» ومجلة «تايم»، حتى انّه ذكر في برنامج «توداي» على الـ«بي بي سي».

أثار هذا الاهتمام العالمي حيرة القرويين. وقالت لوسيا لايخوس Lucia Alaejos من مركز Fundación Cerezales Antonino y Cinia الثقافي الذي أقيم في القرية بفضل دعم مؤسس كورونا: «لسوء الحظ، هذا ليس صحيحًا. يبدو أن أحدهم أساء فهم ما حصل وبدأ الخبر ينتشر ويكبر أكثر فأكثر، إلى أن خرج عن السيطرة».

وأكدت أن فرنانديز كان من عائلة مؤلفة من 13 طفلًا ولم ينجب أولادًا، فترك جزءًا من ثروته الضخمة إلى أبناء إخوته وأخواته الذين يزورون القرية كل صيف ويمضون بضعة أشهر فيها، وهذا رائع لأنّه يحافظ على حيوية المكان، لكنّ القرويين لن يحصلوا على أي حصة مباشرة من الإرث. ويقال إن الإرث الكامل الذي تركه فرنانديز لأقربائه في إسبانيا يبلغ حوالى 210 ملايين دولار، وهذه مسألة تخصّ العائلة».

لم ينس جذوره

لكنّ لوسيا صرّحت أيضًا بأنّ القرية تدين بالكثير إلى ذاك الرجل الذي هاجر إلى المكسيك في عام 1949 وعمل في مصنع البيرة الذي كانت تملكه أسرة زوجته، «فهو لم ينس جذوره، وكان يزور مسقط رأسه كل صيف، وبفضل كرمه، أصبحت البلدة أفضل بكثير من قرى أخرى في المنطقة». أما ماكسيمسنو سانشيز، صاحب الحانة الوحيدة في القرية، فقال للصحيفة المحلية دياريو دي ليون: «لا أعرف ما كنا سنفعل من دون انطونيو، فنحن لم نكن نملك المال».&

ووفقًا للصحيفة المحلية نفسها، ولد فرانديز في العام 1917 في ما وصفته بـ "الفقر"، وكان الطفل الحادي عشر في عائلة إسبانيّة مكوّنة من 13 ولدًا، وترك المدرسة وهو في الرابعة عشرة. وفي عام 1949، حصل على وظيفة في المكسيك في مستودع يملكه عمّ زوجته في شركة "غروبو موديلو"، فعمل بجهد وتبوّأ مراكز عالية، حتى تمّت ترقيته إلى منصب المدير التنفيذي في عام 1971. وينسب إليه الفضل في جعل "كورونا" البيرة الأكثر شعبية، ليس في المكسيك فحسب، بل أيضًا الظاهرة الأكثر تصديرًا إلى دول العالم بما فيها إسبانيا، حيث بيعت تحت اسم علامة "كورونيتا" التجارية. واستمرّ في هذا المنصب حتى عام 1997 وفي منصب رئيس مجلس الإدارة حتى العام 2005، واستلم ابن أخيه كارلوس فرنانديز غونزالس المنصبين من بعده.

في عام 2008، أسست القرية مركز Fundación Cerezales Antonino y Cinia الثقافي من الهبات التي كان يرسلها. وتجدر الإشارة إلى أن المركز سيقوم في الربيع المقبل بإنشاء مبنى جديد من تصميم المهندسين أليخاندرو زايرا بولو Alejandro Zaera Polo ومايدر لاغونو Maider Llaguno. وفسّرت لوسيا أنّه عندما كان على قيد الحياة، خصّص فرنانديز صندوقًا لتمويل أعمال المؤسسة الثقافية باستمرار، وأعربت عن امتنانهم الكبير له.

&

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرّف نقلًا عن " ذا لوكال". المادة الأصلية منشورة على الرابط الآتي:&

http://www.thelocal.es/20161125/corona-tycoon-did-not-leave-fortune-to-spanish-villagers

&