"إيلاف المغرب" من الرباط: بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، احتضنت العاصمة المغربية الرباط، مساء الثلاثاء، نشاطاً فنياً تضامنياً، حضره العديد من الشخصيات السياسية والفنية البارزة في البلاد، ومنهم رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، غير أن الأضواء كانت مسلطة على شخصٍ آخر من خارج البلاد. وهذه الشخصية، التي اجتذبت الأنظار في الأمسية الفنية كانت الفنانة اللبنانية الشهيرة، أميمة الخليل، التي حلّت ضيفة شرف على النشاط، وقدمت وصلةً فنية لجمهورها ومحبيها الذين احتشدوا في الرواق الفني لـ"باب الرواح" في الرباط.

"إيلاف المغرب" كانت حاضرة في التظاهرة التضامنية، واستطاعت أن تقتنص حواراً سريعاً مع "الخليل"، وتفاصيله في ما يلي: 

* في أي إطار تأتي زيارتك للمغرب؟
- حضرت استجابةً لدعوة من الفنان التشكيلي حسن زارو، ومجموعة العمل لدعم الشعب الفلسطيني، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للتضامن معه.

*كيف تشعرين بوجوك في المغرب؟
- أشعر بالمغرب بالحب والدلال الذي يغمرني به أهله.وفي الحقيقة أنا لا أعرف كيف أرد على هذا الحب والدلال، ولكنني أشعر بحبٍ كبير للمغرب الذي يتمتّع بغنى وتنوع ثقافي وفني كبير جداً.

*هل ستحافظين على توجهك الفني مستقبلاً؟
- طبعا، أنا سألتزم بالإنسان وبقضايا الناس التي تربيت عليها على يد الفنان مارسيل خليفة. فلقد وعيت على هذه القيم في بيت أهلي من فنانينا ووجداننا وذاكرتنا الجمعية، ولاحقا أكملت التزامي بهذه القيم مع فرقة الميادين، وأنا اليوم بهذا المحل لا يمكن أن أتنكر لمساري وسأظل صادقة مع نفسي حتى أنجح في الوصول إلى الناس.

* كيف تنظرين لواقع الحرب والدمار الذي يضرب العديد من الأقطار العربية في المشرق؟
- إنه واقع مؤلم وموجع للأسف، إلى درجة أن الإنسان في العديد من المرات لا يمكن أن يصدق حجم هذه الوحشية والإصرار على التدمير والفُرقة وإلغاء الآخر وعدم السماع إليه وتخوينه، ويصعب علي كثيراً تصديق ما يجري عندنا. تابعت: "في بعض الأحيان، أعزل نفسي حتى أقدر على الابتعاد عن هذا التشويش اليومي الذي يصعب العيش فيه. إن ما نعيشه هو واقع مر قد يُفقِد المرء عقله أو يدفعه للقيام بفعلٍ صدامي للتعبير عن تشنجه. ولهذا، فأنا أعزل نفسي وأظل أتمعن في الأشياء من داخلها، وألتمس الأعذار للناس الذين أراهم يخطئون، وأعتقد أن الإنسان مخلوق غريب ما زلت لا أعرف لماذا فيه هذا الكم الكبير من الأنانية والغيرة والحسد والوحشية، وأجهل لماذا نحن على هذه الحال".

* ما هي رسالة الفنان والمثقف في مثل هذه الظروف المعقدة برأيك؟
- هو لا بد أن يكون منخرطاً. فللفنان موقف، لكن خطابه ينبغي عادة أن يكون مهدئاً، فأنا أعمل بهذه القناعة. فالفنان على الصعيد الشخصي يبقى مواطناً له حقوق وعليه واجبات، يتابع ما يقع ويتأثر به. وهو حساس بشكلٍ كبير ازاء الأخطاء، كما أن إحساسه الكبير يمنعه من إلحاق الأذى بأي كان، ولا شك أن كل هذه الأمور يجب أن تنعكس بشكلٍ أو بآخر على فنه سواء كان مسرحاً أو تشكيلاً أو غناءً.

* ماذا عن رسالتك للجمهور العربي؟
- رسالتي للجميع هي أننا ولدنا لنستمتع بهذا الجمال ونستفيد منه وليس لتدميره كما نفعل اليوم. من جهتي، أحاول من موقعي كمغنية أن أكون نسمة لطيفة في كل إطلالة على الجمهور وعلى كل من يسمع أغنية بصوتي، كما أسعى لأكون واحدة من بين الذين يسعون لإحياء الشعور اللطيف في نفوس الناس أكثر من العنف، وأتمنى أن يكون هذا تأثيري.

* كيف ترين المشهد الفني في المغرب؟
- في الحقيقة أنتم في المغرب بعيدون عنا كثيراً ونحن بعيدون عنكم. وما ينتجه الفنانون المغاربة لا يصلنا بالقدر الكافي، إلا إذا بحثنا عنه. فنحن في المشرق لا يصلنا الفن المغربي إلا إذا غنى الفنانون المغاربة باللهجة المصرية أو غنوا مع أحد الفنانين المشهورين عندنا في المشرق. وهذا واقع أتمنى أن يتغيّر في يومٍ من الأيام. وأنا أبحث حالياً عما يمكن أن أستعمله ويكون قريباً من أنماطنا في المشرق، وسأرى ما إذا كنت سأوفَّق في هذه المهمة.

* هل يعني هذا أنك فتحت قنوات للتواصل مع الفنانين المغاربة؟
- مع فنانين وموسيقيين، لا ليس بعد للأسف، لكن أتمنى أن يحصل هذا. وأنا أسأل عن الأسماء وسأرى من يمكن أن أتعاون معه.

* ماذا يمكن أن تقولي لنا حول تجربة وموقع "إيلاف"؟
موقع إيلاف "حلو كثير"، وجميل أن تواكبوا الأنشطة الثقافية التي تنظم في المدن والدول العربية، وأتمنى أن تصروا على هذا النشاط وتكونوا دائماً موجودين وحاضرين، لأننا في حاجةٍ ماسة إلى خطاب ثقافي بالوطن العربي