إيلاف من الرباط: في حادث هو الأول من نوعه في المغرب، شهد مسجد يوسف بن تاشفين في فاس ، احتجاج العشرات من المصلين داخله بعد أذان صلاة الجمعة، وأجبروا إمام المسجد على النزول من منبر الخطبة، احتجاجا على قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، القاضي بإيقاف إمام المسجد، محمد أبياط.

الامام الموقوف احمد أبياط 

ونظم المصلون الغاضبون من قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وقفة احتجاجية داخل المسجد الذي لم تقم فيه صلاة الجمعة لهذا الأسبوع، بسبب الأحداث التي عرفها، وأظهرت فيديوهات تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، كيف انتفض المصلون ورددوا شعارات ضد القرار معلنين تشبثهم بالخطيب الموقوف.

ورفع المحتجون داخل المسجد، الذي ظل أبياط، يخطب فيه لسنوات قبل أن يصدر قرار توقيفه، شعارات منددة بالقرار ومطالبة بإلغائه وهتفوا بشعار "لا خطبة من دون أبياط".

 ويرى متتبعون أن الاحتجاج جاء نتيجة عدم تقبل المصلين قرار التوقيف، بعدما تعودوا على خطب أبياط "القوية" التي تناقش الواقع وقضايا المجتمع لسنوات.

كما هاجم المحتجون وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، ورفعوا شعارات ضده، كما حملوه مسؤولية ما اعتبروه "إقصاء الخطباء المعتدلين من المنابر"، كما اتهم الغاضبون من التوقيف الوزارة الوصية على الشأن الديني بالبلاد بالمساهمة في "دفع الشباب إلى أحضان التطرف"، عبر قرارات التوقيف التي أصدرتها في حق عدد من الخطباء المعتدلين.

احمد التوفيق وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية 

وعن الأسباب التي تقف وراء قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي أثار هذه الاحتجاجات، سجل عدد من النشطاء من أبناء مدينة فاس على مواقع التواصل الاجتماعي، أن التوقيف اتخذ بناء على خطبة محمد أبياط، التي اعتبر فيها أن الحرائق التي شهدتها إسرائيل، "عقاب من الله على محاولتها منع الأذان في القدس"، وهو ما صنفته الوزارة خلطا "للدين بالسياسة".

وتباينت ردود نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أيد جمهور واسع من رواد الشبكة الاحتجاجات واعتبروها خطوة مهمة لإيقاف ما سموه "تسلط وزارة الأوقاف" وإجبارها على إعادة أحد أبرز الخطباء المعتدلين بمدينة فاس، متهمين الوزير التوفيق بنهج سياسية "انتقامية ضد كل الخطباء الذين يحظون بمتابعة واحترام المواطنين".

من جهة أخرى، انتقد آخرون ما أقدم عليه المصلون من إنزال الإمام من منبر الخطبة والاحتجاج داخل المسجد، مسجلين على أن إقامة صلاة الجمعة أولى من الاحتجاج واشتراط عودة الإمام الموقوف، مبرزين أن حرمة المسجد انتهكت بعد الشعارات والأصوات التي علت فيه، من دون أن ينكروا حق المصلين في المطالبة بعودة الإمام والخطيب أبياط.

يذكر أن أبياط، أستاذ جامعي وعضو في المجلس العلمي المحلي لمدينة فاس، كما أنه يعد من رموز العمل الخيري والجمعوي في مدينة فاس، وسبق له أن أم الصلاة بالملك محمد السادس.

وينتظر أن تكون للحدث الذي شهده مسجد يوسف بن تاشفين، يوم الجمعة من احتجاج ضد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزيرها، تداعيات وفي المستقبل القريب، حيث تسود حالة من الترقب للمواقف التي ستتخذها الجهات الوصية على الشأن الديني بالبلاد، وهل ستتم الاستجابة لمطلب المصلين في مسجد يوسف بن تاشفين،ام أن التوقيف سيظل قائما رغم الاحتجاجات؟ سؤال سيظل معلقا إلى صلاة الجمعة المقبلة.