إيلاف من الرباط:&بعد الجدل الواسع الذي أثارته احتجاجات العشرات من المصلين بمسجد يوسف بن تاشفين بمدينة فاس المغربية، ضد قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القاضي بإيقاف خطيب المسجد، محمد أبياط، بسبب ما اعتبرته خلطًا للدين بالسياسة، بناء على خطبة اعتبر فيها أن الحرائق التي اندلعت في إسرائيل اخيرًا &"عقاب من الله على قرارها منع رفع الأذان بالقدس المحتلة"، بدأت تصدر العديد من الردود والتوضيحات في الموضوع.

الخطيب الموقوف يوضح

ولم يتأخر توضيح المعني الأول بالقضية، محمد أبياط، إذ خرج ببيان توضيحي في الموضوع، أكد فيه أنه تلقى اتصالات واستفسارات من عدد من المواطنين يستفسرون حول أسباب إيقافه، وقال &"اتصل بي ناس يستفسرون عن سبب توقيفي، فأحلتهم على الوزارة المعنية".

نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح أوس الرمال

وأضاف الخطيب الموقوف أنه عقب الاتهامات التي وجهت له من طرف العديد من الناس بـتعطيل صلاة الجمعة "وكلت أمري إلى الله"، وأوضح في البيان الذي تلقت &"إيلاف المغرب" نسخة منه، أن البعض الآخر "عبر عن أسفه من أجلي، فقلت له: لا يجدي أسفك من أجل فرد عابر في هذه الدنيا، ولكن تأسّف واحزن على الأمة وثوابتها".

وشدد أبياط، في توضيحه على أن كل تصريحاته يجب أن تُفهم في إطار الدفاع عن الأمة وثوابتها، معتبرًا أن "من حاول صرفها عن غير هذا القصد فهو خاطئ"، وزاد مبينًا "الجمهور الحي، فهو يُعبّر عن مواقفه ومشاعره بما يراه مؤثرًا، وبأسلوب حضاري، ولا سلطة لي على أحد"، الأمر الذي حاول من خلالة أبياط التأكيد على أن لا علاقة له بالاحتجاجات التي شهدها المسجد.

وحرص الإمام الموقوف، في بيانه على التذكير بالمدة الطويلة التي ظل خطيبًا فيها بالمسجد المذكور "ليعلم الناس أني تولّيت الخطابة بالمسجد المذكور منذ 1989، ولم تحدُث أي تظاهرة أو ضجة منذ ذلك الوقت، حتى وقعت بسبب توقيفي".

اتهامات وتوضيحات

من جهتها، دخلت حركة التوحيد والإصلاح الدعوية على الخط، وعبرت في بيان لفرعها بمدينة فاس، عن أسفها على "الأحداث المؤسفة التي عرفها مسجد يوسف بن تاشفين بمدينة فاس، والتي أدت إلى تعطيل فريضة صلاة الجمعة"، معلنة رفضها الشديد لما دعته تعطيل صلاة الجمعة "نؤكد للرأي العام المحلي والوطني إننا نرفض بشدة تعطيل صلاة الجمعة وتحويل بيت من بيوت الله إلى ساحة للاحتجاجات".

الخطيب الموقوف محمد أبياط

موقف حركة التوحيد والإصلاح التي توصف بالجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، جاء ردًا على تقارير إعلامية نشرتها بعض المواقع الإلكترونية، اتهمت فيها الحركة بالوقوف وراء الاحتجاجات التي شهدها مسجد يوسف بن تاشفين بفاس "نؤكد للجميع أنه لا علاقة لجمعيتنا من قريب أو بعيد بتلك الأحداث المؤسفة، ونسأله سبحانه وتعالى أن يقي بلدنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن".

توضيح التوحيد والإصلاح لم يقف عند هذا الحد، بل دفع نائب رئيس الحركة، أوس الرمال، للخروج بتصريح نشره الموقع الرسمي للجمعية الدعوية، جدد فيه التذكير بأنّ حركة التّوحيد والإصلاح "حركة مسؤولة تعتبر المساجد هي "بيوت الله " المخصّصة للعبادة، وترى فيها الفضاء الذي يجب أن يوفّر لكلّ مواطن مغربي الطّمأنينة والسّكينة والأجواء المواتية المساعدة على التّعبّد والتّقرّب إلى الله تعالى بعيدا عن كلّ المشوّشات والمنغّصات".

وأضاف الرمال، في التصريح ذاته، "واستمرارًا على نهج حركة التوحيد والإصلاح في النأي بالمساجد عن التنافس السياسي والصراع الحزبي، ومن ذلك القرارات والمواقف التي اتخذتها بخصوص عدم ترشيح الخطباء والوعاظ للانتخابات صيانة لدورهم الإرشادي والتوجيهي الجامع والشامل، نجدد الدعوة لـ"هيئات الحركة وأعضائها إلى الامتناع الكلي عن تنظيم وقفات أمام المساجد، سواء كان موضوعها متعلقًا بقضية محلية أو وطنية أو قضايا الأمة"، كما اعتبر أن تنظيم أمثال هذه الوقفات وغيرها من المسيرات والمهرجانات "أمر ممكن في فضاءات وأماكن أخرى في إطار القوانين الجاري بها العمل".

وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق

وأكد القيادي في "التوحيد والإصلاح "أن حركته تعتبر كلّ "زجّ بالمساجد في أي شكل من أشكال الاحتجاج تصرّفاً غير مسؤول لا يمكن أن يأتي إلاّ بنتائج سلبية على حرمة بيوت الله من جهة ، وعلى تديّن المواطنين بشكل عامّ، وتبقى المسؤولية في مثل هذه التّصرّفات على مرتكبيها ومقترفيها".

وأثار هذا الموقف على الحركة الدعوية موجة من الردود الغاضبة، في وسائل التواصل الاجتماعي، حتى من طرف شبابها، الذين اتهموها بـ"المهادنة والانبطاح والتزام الصمت إزاء سياسة منع وإيقاف الخطباء والعلماء المعتدلين التي تنفذها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية"، فيما اعتبر آخرون أن الحركة بتسجيلها هذا الموقف تؤكد "انخراطها وغرقها في السياسة والابتعاد عن وظيفة الدعوة والتربية".

&