نصر المجالي: بينما تتواصل تحذيرات طهران من مغبة إلغائه، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي تعهده باستمرار العمل ضد الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران ملتزمة بنصوص الاتفاق بشأن تخصيب اليورانيوم.

وعبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن موقف إدارة أوباما في الدفاع مجددًا عن الاتفاق الذي يحد من قدرات إيران النووية، وقال خلال مشاركته في وقت لاحق بمنتدى(سابان) إن بنود الاتفاق المتعلقة بالمراقبة توفر القدرة على اكتشاف أي زيادة ملحوظة في البرامج النووية الإيرانية. وأضاف أنه "في هذه الحالة تكون كل الخيارات الموجودة لدينا اليوم متاحة لنا حينئذ".

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إنه سوف يناقش مع دونالد ترامب الاتفاق، الذي وصفه بأنه سيئ، بعد توليه مهام منصبه رسميًا. وكان ترامب قد انتقد بشدة، خلال حملته الانتخابية، الاتفاق، واستشهد بقول نتنياهو بأنه خطر.

وقال ترامب حينها إن الاتفاق "كارثة وأسوأ اتفاق تفاوضي على الإطلاق". غير أنه نُقل أيضًا عنه قوله إنه سيكون من الصعب أن تتراجع أميركا عن اتفاق منصوص عليه في قرارات للأمم المتحدة.

احتجاج والتزام

وفي إطار ردات الفعل الإيرانية المتواصلة منذ تمديد الكونغرس للحظر، عبّر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي اكبر صالحي، عن احتجاج إيران الشديد ازاء تمديد الحظر في اطار ما يسمى بـ "قانون ايسا" (ISA) في الكونغرس الاميركي، مؤكدًا الحق في الرد على ذلك، داعيًا واشنطن للالتزام بالاتفاق النووي والحيلولة دون تنفيذ القانون المذكور.

والتقى صالحي مع وزير الطاقة الاميركي ارنست مونيز في فيينا على هامش &المؤتمر الدولي للامن النووي الذي يبدأ اعماله اليوم الاثنين ويستمر حتى التاسع من ديسمبر الجاري.

واشار صالحي خلال اللقاء الذي عقد يوم امس الاحد، الى التزام إيران الكامل بجميع تعهداتها بشأن الاتفاق النووي، وهو الامر الذي حظي بتأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وابلغ احتجاج إيران بالغ الشدة وقلقها الجاد ازاء تمديد القانون المسمى "ايسا" في الكونغرس الاميركي.

وأكد صالحي حق بلاده ابداء الرد اللازم بما يقتضي الحال، كما دعا الى التزام اميركا بتعهداتها في اطار الاتفاق النووي خاصة في الحيلولة دون تنفيذ قانون "ايسا".

من جانبه، اكد وزير الطاقة الاميركي خلال اللقاء انه سينقل احتجاج إيران للرئيس الاميركي واضاف، ان اميركا ملتزمة بالاتفاق النووي وان الرئيس الاميركي سيستخدم كما في السابق جميع صلاحياته للحيلولة دون تنفيذ كل تلك الاجزاء الواردة في القانون التي لا ينبغي تنفيذها وفقا للاتفاق النووي.

رد إيران

وفي طهران، اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بان الجمهورية الاسلامية الإيرانية سترد بما يقتضي على نكث اميركا للعهد ازاء الاتفاق النووي.

وفي رده على سؤال خلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي اليوم الاثنين، حول لقاء صالحي مع وزير الطاقة الاميركي وابلاغ احتجاج إيران له وما هي الضمانات لكي يمنع اوباما تطبيق تمديد الحظر ضد إيران، قال قاسمي، ان السيد صالحي طرح خلال اللقاء مواقف إيران، واعتقد ان مثل هذه اللقاءات طبيعية ولا اتصور انها جرت لسبب ما.

واضاف ان ما نشاهده في سلوك الاميركيين ليس غير طبيعي، فأميركا دولة اعتادت على نكث العهد واختلاق العقبات وممارسة الاساليب العنيفة وغير الواقعية خاصة في ما يتعلق بالجمهورية الاسلامية الإيرانية، وان لنا تجارب مرة على مدى العقود الماضية وفي تدخلاتها في شؤون البلاد قبل الثورة والقضايا التي وقعت على مدى الاعوام الـ 37 الماضية.

رد برلماني

ومن جهته، قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني، اليوم الاثنين، إن لجنة مراقبة تنفيذ الاتفاق النووي ستحدد خلال الايام القليلة القادمة رد إيران على تمديد الحظر.

وأشار علي لاريجاني، على هامش الملتقى الوطني لاسلوب الحياة، في معرض رده على سؤال حول الالية التي سيحددها المجلس للرد على تمديد الحظر الاميركي، الى ضرورة الانتباه الى الاجراءات التي ستتخذها الحكومة الإيرانية مقابل اي خرق او اهمال من جانب أميركا.

ونوه لاريجاني الى انه تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة في قانون الرد المناسب في تنفيذ الاتفاق النووي الذي صادق عليه مجلس الشورى، مضيفًا، ان قانون المجلس حدد ما هي الاجراءات التي يمكن للحكومة القيام بها في حال خرق الاتفاق النووي وتم التنويه الى هذا على سبيل المثال في الفقرتين 3 و7.

واضاف يجب ان يتم عقد اجتماع للجنة مراقبة تنفيذ الاتفاق النووي وسيتخذ القرار وفق المسار الذي يحدده الاميركيون لقانون العقوبات حيث سيتم تحديد كيفية الرد على تمديد العقوبات خلال الايام القليلة القادمة.