إيلاف من الرباط: بالموازاة مع التحولات المهمة التي عرفها المغرب، في العقدين الأخيرين، على الواجهات الاقتصادية والسياسية والحقوقية والاجتماعية، شهدت القارة الأفريقية، في السنوات الأخيرة، مجموعة من الإصلاحات كان لها الفضل في تحقيق قدر من الاستقرار والتداول السلمي على السلطة في عدد من الأقطار، كما أسهمت في رسم صورة مشرقة عن أفريقيا، بعيدًا عن الصور النمطية المرتبطة بالحروب والأمراض والمجاعات والانقلابات؛ وهو ما كان له الفضل في حدوث تطوّر على مستوى نسب النمو وتحسّن ملحوظ في بيئة الاستثمار بعدد من الدول الأفريقية.

ومواكبة للتطورات الحاصلة على مستوى العلاقات بين المغرب وقارته؛ صدر عن المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش كتاب جديد، تحت عنوان: "العلاقات المغربية – الأفريقية.. الرهان والتحديات"، تحت إشراف مختبر الدراسات الدولية حول إدارة الأزمات التابع لجامعة القاضي عياض في مراكش.

يتضمن المؤلف، باللغتين العربية والفرنسية، مجموعة من الأوراق العلمية التي قدمت ضمن أشغال اليوم الدراسي الذي نظمه المختبر، في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، بمراكش، بمشاركة أساتذة وباحثين، في تخصصات العلوم الاجتماعية والعلوم السياسية والعلاقات الدولية والتاريخ والقانون الدولي والاقتصاد.

يكتسي هذا المؤلف، حسب المشرفين على إنجازه، "أهمية كبرى"، بالنظر إلى كونه "يسلط الضوء على العلاقات المغربية الأفريقية من مختلف الزوايا"؛ وبالنظر، أيضًا، "إلى التطور الملحوظ الذي حصل على مستوى العلاقات المغربية الأفريقية، ضمن ما يعرف بالتعاون جنوب - جنوب على مختلف الواجهات، وما يتطلبه الأمر من مواكبة وتقييم أكاديميين".

يتناول المؤلف السياق التاريخي للعلاقات التي يرصدها، كما يقف على القواسم والمقومات المشتركة، على مستوى علاقة المغرب بأفريقيا، والتي تدعم هذه العلاقات وتعطيها بعدًا استراتيجيًا. كما يقف على بعض الإشكالات التي تواجه الجانبين، كما هو الشأن بالنسبة إلى قضايا الهجرة وعدد من التحديات الأمنية، حيث يرصد مساهمة المغرب في تدبير بعض الأزمات الأفريقية والمساهمة في تعزيز السلم والأمن في هذه القارة. كما يبرز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين والتطورات الحاصلة في هذا الشأن على امتداد العقود الأخيرة". 

فيما حاولت بعض المساهمات التطرق لمكانة المغرب الأفريقية، وتسليط الضوء على الإمكانات التي تزخر بها دول القارة، وذلك بما يعزّز العلاقات بين الجانبين، ضمن نموذج واعد للتعاون، في إطار جنوب جنوب، بعيدًا عن كل أشكال الهيمنة والاستغلال.