أعاد حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي انتخاب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زعيمة له، لتقوده في الانتخابات التي ستجرى في العام المقبل، إلا أن فوزها جاء بأقل نسبة من الأصوات في تاريخ مثل هذه الانتخابات. 

برلين: صوّت اعضاء الحزب بنسبة 89,5% على بقائها على رأس الحزب، في ثاني اسوأ نسبة من الاصوات تحصل عليها ميركل.

هكذا تكون ميركل خسرت سبع نقاط مقارنة مع اعادة انتخابها قبل سنتين على رأس الحزب، على خلفية الانتقادات الموجهة اليها بسبب سياسة استقبال المهاجرين عام 2015.

لم تعلق ميركل على نتيجة تصويت نحو الف من مندوبي الحزب، الذين عقدوا مؤتمرهم في اسن (غرب)، واكتفت بالقول "شكرا على الثقة".

المستشارة التي اعلنت في نهاية نوفمبر انها مرشحة لولاية رابعة على رأس الحكومة الالمانية واجهت انتقادات شديدة عامي 2015 و 2016 حتى من ضمن معسكرها بسبب قرارها فتح ابواب المانيا امام حوالى 900 الف طالب لجوء. وهذا القرار أثر على شعبية حزبها وقاعدته الناخبة التقليدية.

ومن اجل طمأنة قاعدة حزبها القت ميركل خطابًا حازمًا حول الهجرة ظهر الثلاثاء امام المندوبين، مشددة على قيم المانيا ورفض الشريعة، وداعية الى حظر النقاب في الادارات العامة والمدارس والجامعات او امام المحاكم.

حزم حيال الهجرة
الى ذلك اطلقت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الثلاثاء معركة الانتخابات التشريعية معتمدة لهجة صارمة حيال الهجرة لقطع الطريق امام اليمين الشعبوي وطيّ صفحة سياسة انتهجتها ازاء اللاجئين مطالبة بحظر الحجاب.

وامام نحو الف مندوب من حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي يعقد مؤتمره في ايسن (غرب) اكدت ميركل (62 عاما) ان "الوضع الذي كان سائدا اثناء صيف 2015 لا يمكن ولا يجب تكراره. كان هذا هدفنا وهدفي السياسي ولا يزال".

حظر الحجاب 
وفي خطابها الذي استمر 75 دقيقة كانت ميركل حازمة في دفاعها عن قيم المانيا واوروبا مؤكدة انها تريد حظر الحجاب. وكان وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير قدم مشروعا بهذا المعنى في اغسطس لحظر الحجاب في الدوائر العامة والمدارس والجامعات وامام المحاكم. وشددت على ان "القانون الالماني فوق الشريعة".

وبعد 11 عاما في الحكم، حطمت ميركل الرقم السياسي للبقاء في السلطة بين قادة الغرب، وباتت تستهدف تحطيم ارقام قياسية وطنية سجلها كونراد اديناور وهلموت كول اللذان توليا الحكم مدة 14 و16 عاما على التوالي.

التصدي للشعبوية 
وأكدت ميركل انها ستتصدى لتصاعد النزعة الشعبوية اثر فوز دونالد ترامب في الانتخابات الاميركية وبريكست وحذرت من "الحلول البسيطة" التي يقترحها اليمين الشعبوي والمتطرف.

وقالت المستشارة ان "الامور ليست سوداء او بيضاء" من دون ان تذكر مباشرة الصعود السريع لحزب اليمين الشعبوي "البديل لالمانيا" الذي حصل على 12 الى 13% من نوايا الاصوات. واضافت "علينا ان نشكك في الاجوبة السهلة لانها نادرا ما ساهمت في تقدم البلاد".

ولا يكف حزب "البديل لالمانيا" عن توجيه سهامه ضد المسلمين واللاجئين. وفي هذه الاجواء، حذرت ميركل مرة اخرى من ان الحملة المقبلة ستكون الاصعب منذ اعادة توحيد المانيا في 1990. وقالت "لن تكون حملة سهلة".

وحددت ميركل هدفا لها "دمج" قسم من ناخبي اليمين الشعبوي وحذرت من مخاطر فوز تحالف يضم الاشتراكيين-الديموقراطيين والخضر واليسار الراديكالي. وبعد تراجعه في استطلاعات الراي في نهاية السنة الماضية وبداية 2016 إثر ازمة الهجرة، تمكن الاتحاد المسيحي الديموقراطي من تحسين شعبيته التي ارتفعت كذلك بعد اعلان ميركل ترشحها الى 37% مقابل 22% للحزب الديموقراطي الاجتماعي، وفق معهد "امنيد".

ولكن ميركل تواجه انتقادات حادة داخل حزبها برزت خلال اللقاءات التحضيرية قبل المؤتمر. فقد انتقد البعض هيمنتها على الحزب، وقال احد المنتسبين الجمعة في لينا في شرق البلاد "ما تفعلينه هو عبادة الشخصية". وانتقد آخرون سياسة الباب المفتوح امام اللاجئين وقال لها احدهم في الاسبوع الماضي خلال اجتماع عام في كارلسروهي "ايتها المستشارة استقيلي".