القاهرة: أوقفت الشرطة المصرية الأربعاء لفترة وجيزة المحامية الحقوقية والناشطة البارزة عزة سليمان بعد قرابة أسبوعين من منعها من السفر وتجميد حسابها المصرفي، بحسب قريب لها ومسؤول أمني، قبل ان يتم اخلاء سبيلها بكفالة. 

وجرى توقيف سليمان التي أسست وتدير مؤسسة قضايا المرأة، وهي منظمة حقوقية غير حكومية في القاهرة، من منزلها قبل اقتيادها للتحقيق، بحسب قريب لها طلب عدم ذكر اسمه.

وقال المحامي محمود بلال الذي رافق سليمان، في تغريدات على تويتر ان الاتهامات الموجهة اليها هي "الحصول على أموال من الخارج بقصد الإضرار بالمصالح العليا للبلاد وتكوين كيان يمارس نشاط يشبه نشاط الجمعيات" اضافة الى اتهام ثالث هو "التهرب الضريبي". 

وقال في تغريدة لاحقًا انه تم "إخلاء سبيل عزة سليمان بكفالة 20 ألف جنيه" (حوالى 1100 دولار). وتجري السلطات المصرية حاليا تحقيقا في قضية تتعلق بنشطاء حقوقيين ومنظمات حقوقية اثارت قلق الأمم المتحدة.

وفي اطار هذه القضية تم تجميد اموال خمسة من المدافعين البارزين عن حقوق الانسان في مصر وثلاث منظمات اهلية في سبتمبر الفائت تتهمهم السلطات المصرية بتلقي تمويل أجنبي بشكل غير قانوني. ويأتي توقيف عزة سليمان بعد قربة أسبوعين من منعها من السفر الى الأردن وتجميد حسابها المصرفي وحساب شركة المحاماة الخاصة بها.

وقال المحامي جمال عيد أحد الحقوقيين الذي صدر قرار بمنعه من السفر وتجميد أمواله إن "هذا تطور جديد". وأضاف مشيرا إلى توقيف سليمان "اعتقد أنهم (السلطات) يصعدون الأمر. خطوة خطوة". وفي سبتمبر الفائت، اعربت الامم المتحدة عن "القلق الشديد" ازاء قرار محكمة مصرية تجميد أموال خمسة نشطاء حقوقيين معروفين وثلاث منظمات غير حكومية. 

والنشطاء الذين منعوا من التصرف في اموالهم هم حسام بهجت مؤسس "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، وجمال عيد وبهي الدين حسن، ومصطفى الحسن وعبد الحافظ طايل. اما المنظمات فهي مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان الذي اسسه بهي الدين حسن، ومركز هشام مبارك للقانون الذي اسسه مصطفى الحسن والمركز المصري للحق في التعليم.

وابدت الامم المتحدة القلق خصوصا لان قرار المحكمة "يفسح المجال امام ملاحقات جنائية اخرى ضد المتهمين الذين يمكن ان يحكم عليهم بالسجن المؤبد في حال ادانتهم وهو ما يوازي في القانون المصري السجن 25 عاما". ووصفت منظمة العفو الدولية في بيان الأربعاء توقيف سليمان بـ"التصعيد المقلق".

وقالت ناجية بونعيم نائب مدير الحملات في مكتب تونس الإقليمي لمنظمة العفو الدولية إن "توقيف عزة سليمان هو أحدث الأمثلة الفجة على اضطهاد السلطات المصرية بشكل منهجي للمدافعين عن حقوق الإنسان المستقلين".

وأضافت "نحن نعتقد أنه جرى توقيفها لعملها المشروع في مجال حقوق الإنسان" مطالبة "بالافراج الفوري وغير المشروط عنها".

وتخضع سليمان والنشطاء للتحقيق مجددا في هذه القضية بتهمة الحصول على تمويل اجنبي في قضية تعود الى العام 2011 وتسببت بازمة دبلوماسية بين واشنطن والقاهرة. وفي العام 2014، صدرت في هذه القضية احكام بالسجن وصلت الى خمس سنوات بحق 43 مصريا وأجنبيا.