شهدت بغداد اليوم مباحثات منفصلة عراقية أميركية وعراقية إيرانية حول التعاون العسكري وتطورات العمليات العسكرية الجارية في مدينة الموصل، حيث أكدت واشنطن وطهران دعم بغداد في معاركها الحالية ضد تنظيم داعش.. فيما بحث العبادي مع نظيره الدنماركي تعزيز التعاون الدولي ضد الإرهاب.

إيلاف: بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد الاحد مع وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر والوفد المرافق له سير عمليات "قادمون يا نينوى" لتحرير مدينة الموصل الشمالية من سيطرة تنظيم داعش "والانتصارات التي تحققها قواتنا البطلة في المعركة واعادة الاستقرار للمناطق المحررة وتدريب وتسليح القوات العراقية".. حيث اكد "ان معركة تحرير الموصل تجري بانسيابية كبيرة من جميع المحاور وقواتنا ملتزمة بالحفاظ على المدنيين وان النصر العسكري على عصابات داعش اصبح قريبا" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".

من جهته اشاد كارتر "الانتصارات المتحققة في الموصل مشيدًا بمهنية وشجاعة القوات العراقية من جيش وشرطة وحشد والتزامهم الكبير في المعركة".. مشددا على "دعم بلاده والمجتمع الدولي للعراق في حربه ضد الارهاب واستمرارهم في دعم اعادة الاستقرار للمناطق المحررة" كما اشار البيان.

العبادي مجتمعا مع كارتر

كما بحث كارتر في زيارته الاخيرة هذه الى العراق قبل تنصيب الادارة الاميركية الجديدة مع قادة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة تطورات معركة الموصل المستمرة منذ حوالى شهرين، واحتياجات القوات العراقية عسكريا وانسانيا للتقدم في هذه المعركة، وطرد عناصر تنظيم داعش من المدينة التي سيطروا عليها في العاشر من يونيو عام 2014.&

ومن المنتظر ان يتوجه كارتر بعد ذلك الى اربيل لمناقشة اخر تطورات معركة الموصل ومشاركة قوات البيشمركة في تحرير مساحات شاسعة من الاراضي من قبضة داعش مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني اضافة الى مناقشة المساعدات العسكرية التي تقدمها القوات الاميركية للقوات الكردية.

ويقدم حوالى 6 الاف عسكري على الاراضي العراقية دعمًا استخباريًا ولوجستيًا الى القوات العراقية ضد تنظيم داعش، فيما توفر الطائرات الاميركية غطاء جويا لمعاركها ضد التنظيم. &

تأتي الزيارة في وقت اشارت فيه مصادر عسكرية الى ان القوات العراقية تتقدم ببطء باتجاه تحرير مركز مدينة الموصل بسبب المقاومة الشرسة لمسلحي داعش واستخدامهم للمفخخات والقناصين، مشيرين الى ان المعارك في احياء المدينة بدأت تتحول الى حرب شوارع، وسط وجود اكثر من مليون مدني مازالوا في مساكنهم في المدينة. &&

وفي السابع من الشهر الحالي قال قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش إن الهجوم على التنظيم في الموصل قد يستغرق شهرين آخرين، وإنه حتى إذا هزم التنظيم هناك فسيظل يشكل خطراً على العراق والغرب. وقال اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند إن القوات العراقية حققت تقدماً كبيراً منذ أن اجتاح التنظيم شمال البلاد في 2014 وأعلن "دولة الخلافة" التي شملت أيضاً مناطق من سوريا. وأضاف تاونسند "أعتقد أنهم سيعملون على معركة الموصل لأسابيع عدة إضافية... ربما لشهرين إضافيين".

... ومباحثات عسكرية عراقية ايرانية
على الصعيد نفسه بحث رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عثمان الغانمي في بغداد اليوم مع نائب وزير الدفاع الإيراني والوفد المرافق له اخر التطورات العسكرية وتقدم القوات العراقية في الحرب ضد تنظيم داعش في عمليات "قادمون يانينوى".

وقد أكد رئيس أركان الجيش على علاقات الصداقة التي تربط العراق بايران في جميع المجالات وخاصة في الجوانب العسكرية قائلاً "إن إيران في مقدمة الدول الصديقة التي قدمت الاستشارة والمساعدة للعراق، وكان لها دور فاعل في تحقيق الانتصارات على عصابات داعش الإرهابية"، كما قال بيان لوزارة الدفاع العراقية تسلمت "إيلاف" نسخة منه.

من جانبه عبر نائب وزير الدفاع الإيراني عن ارتياحه للقاء الذي جمعه مع رئيس أركان الجيش والقادة العسكريين العراقيين من اجل "العمل معاً من اجل إزالة الخطر المتمثل في العصابات الإرهابية".. مؤكداً "التزام بلاده بتقديم جميع أنواع المساعدة والدعم للقوات الأمنية العراقية التي تخوض حرباً وبكل بسالة نيابة عن العالم اجمع".

يذكر ان ايران كانت في مقدمة البلدان التي دعمت العراق عسكريا لدى دخول داعش الى العراق واحتلال ثلث اراضيه دفاعا كما تقول عن امنها القومي كما قدمت اسلحة ومعدات الى القوات العراقية. وتوجد في العراق حاليًا العشرات من المستشارين العسكريين الايرانيين بقيادة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني، حيث يشرفون خاصة على العمليات العسكرية التي تنفذها تشكيلات الحشد الشعبي الشيعي التي ترتبط بايران عسكريا وعقائديا.&

يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل منذ 17 من شهر اكتوبر الماضي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش، وذلك بعد إعلان العبادي فجر ذلك اليوم &انطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل وهي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، وأكبر مدينة تقع حاليا في قبضة تنظيم داعش في العراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمال البلاد وغربها.&

وبدأت الحكومة العراقية في مايو الماضي في الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم مؤكدة أنها ستحرر ستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي 2016 لكن قادة عسكريين اشاروا أخيرًا الى ان معركتها قد تطول شهرين اخرين.

العبادي يبحث مع نظيره الدنماركي مواجهة الإرهاب
اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان العراق يخوض حربا مشرفة للقضاء على عصابات داعش الارهابية التي ستكون نهايتها في الموصل.

وقال خلال اجتماعه في بغداد الليلة الماضية مع رئيس وزراء الدنمارك لارس لوكا راسموسن ان "قواتنا تواصل انتصاراتها في جميع المعارك مع حرصها على امن المواطنين ومراعاة حقوق الانسان وان توجيهاتنا للقوات المسلحة توكد على ذلك، وقد بات واضحا ترحيب المواطنين في المناطق المحررة بالقوات العراقية".

واضاف العبادي ان القوات العراقية التي حررت الكثير من الاراضي في ديالى والانبار وصلاح الدين والموصل قادرة على اعلان القضاء النهائي على داعش الارهابية.. مثمنًا ما قدمته الدنمارك للعراق من مساعدات وجهود في المجال الانساني والعسكري وخصوصا في مجال التدريب في اطار الجهد الدولي، ودعاهم الى المزيد من التعاون في المجال الاقتصادي.&

رئيس اركان الجيش العراقي مجتمعا مع نائب وزير الدفاع الايراني

من جهته اكد راسموسن حرص بلاده على علاقات وطيدة بين العراق والدنمارك معربًا عن ارتياحه للانتصارات التي تحققها القوات العراقية في الموصل على داعش الذي ارتكب جرائم على مستوى العالم. وشدد بالقول "اننا مستمرون في دعم العراق وتقديم كل المساعدات الممكنة في مجال اعادة الاستقرار وعودة النازحين الى مناطقهم" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب اعلام العبادي اطلعت على نصه "إيلاف" اليوم.

يذكر ان الدنمارك كانت اعلنت في الثاني من الشهر الحالي أعلنت الدنمارك أنها لن تمدد مهمة 7 مقاتلات من طراز أف-16 شاركت لمدة 6 أشهر في عمليات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والمنوط به ضرب أهداف لتنظيم داعش في سوريا والعراق.

يأتي القرار الدنماركي بعد 3 أيام من إعلان وزارة الدفاع الأميركية أن خللاً في الاتصالات ونقصاً في المعلومات الاستخباراتية والأخطاء البشرية تسببت في مقتل 90 جندياً في الجيش السوري عوضاً من المتطرفين في غارة جوية للقوات الأميركية والأسترالية والبريطانية والدنماركية في أغسطس الماضي.

وقال وزير الخارجية الدنماركي أندرياس سمالسون "عوضًا من تمديد المهمة سنرسل 20 أو 21 جندياً إضافياً". وأوضح وزير الدفاع كلاوس هازورت فريديركسين من جهته أن القوات الجديدة ستضيف مهارات هندسية وإنشائية إلى العمليات وستدرب القوات العراقية ، وستشارك في عمليات إزالة الألغام.&

وكانت الدنمارك امدت التحالف بـ 7 مقاتلات أف-16 تشارك منها 4 في العمليات في أي وقت وطائرة نقل سي-130 جي و400 عسكري بينهم 60 جندياً من القوات الخاصة. &
&