مع انطلاق مناوراتها السنوية الرابعة التي تحمل اسم "محمد رسول الله (ص)"، قالت إيران إن احتمال حدوث مواجهة مباشرة بينها وأميركا مازال قائمًا في الخليج (الفارسي) وبحر عمان، كما هددت بمحو إسرائيل "التي هي الأزمة الحقيقية في المنطقة".

إيلاف: في كلمة أمام مؤتمر طهران للأمن في غرب آسيا، يوم الأحد، قال وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد حسين دهقان إن إيران مستعدة لأي احتمالات في ما يخص شن عدوان أميركي ـ "صهيوني" ضدها.

وحذر العميد دهقان من تداعيات شن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني عدوانًا ضد إيران، مؤكدًا أن "إحدى تداعيات هذه الحرب ستكون نهاية الكيان الصهيوني".

أضاف إن التقديرات الخاطئة لأعداء إيران والتصور بأن الإمكانيات المادية التي يمتلكونها تكون كفيلة بحسم المعركة هي التي قد تدفعهم إلى شن عدوان ضد إيران، لكن تداعيات حرب كهذه ستكون رهيبة وكارثية على المستويين الإقليمي والعالمي.

محو إسرائيل
وأكد دهقان أن "وقوع مثل هذه الحرب في المنطقة يعني محو الكيان الصهيوني"، وأضاف إن "الحرب في المنطقة تعني امتدادها في كل أنحاء المنطقة، ويكون ذلك مترافقًا مع دخول قوى دولية إلى المنطقة من خارجها. وبإمكان ذلك أن يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية، تفضي بالتالي إلى انهيار دول جنوب الخليج الفارسي؛ ذلك لأن احتمال وقوع المواجهة المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأميركا في الخليج (الفارسي) وبحر عمان مازال قائمًا. &

وأوضح العميد دهقان أن السياسات الإيرانية لا تقبل بأي تدخل أجنبي في شؤون المنطقة من خارجها، وخاصة في مجال تثبيت الأمن والاستقرار فيها، مؤكدًا أن عدم الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط بالأساس يعود إلى التدخلات الأجنبية من خارج المنطقة والوجود العسكري الأجنبي على أراضي بعض دولها.

وأكد أن إيران ستواصل دعم دول وشعوب المنطقة من أجل مكافحة الإرهاب، بهدف إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة من قبل حكومات وشعوب المنطقة نفسها، مشيرًا إلى أن دعم طهران للحكومة والشعب في سوريا والعراق يندرج في هذا الإطار.

كلام شمخاني
وفي المؤتمر نفسه، وصف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، "الكيان الصهيوني بالأزمة الحقيقية الوحيدة في المنطقة، وما سواه ليست سوى أزمات مختلقة".

وقال شمخاني، إن الأزمات المختلقة الجارية تابعة لأهداف وسياسات قوى دولية من خارج المنطقة بهدف التغطية على الأزمات الرئيسة وحرف الطاقات في مواجهة الكيان الصهيوني وإطلاق مسابقات تسليحية وسفك الدماء في مناطق العالم الإسلامي. أضاف، إن العمل على إرساء &توازن إقليمي عبر الارتقاء بالتضامن المتبادل على الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية بمثابة آلية للوصول إلى أوضاع تتسم بانخفاض التوتر.

العقيدة الأمنية
وتابع: إن العقيدة الأمنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على أسس القوة الناعمة، وفي القطاع الدفاعي ترتكز إلى استراتيجية الضربة الثانية من أجل تحقيق الردع التقليدي.

وأوضح شمخاني أنه وفق هذا الأساس فإن أيًا من بلدان الجوار وغرب آسيا سوى الكيان الصهيوني لا تصنّف ضمن قوى تهديد إيران. وحذر من أنّ مخاطر الطائفية واتساع نطاق النزاعات العرقية والدينية، والتي تتواءم مع التطرف، تمهد إلى مزيد من العنف وزعزعة الأمن.

واعتبر أن نموذج الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتكافأ فيها جميع الطوائف والأعراق والأديان في الحقوق والمدنية وتضطلع بمسؤولية استتباب الأمن والمحافظة عليه ووحدة أراضي البلاد تستطيع أن تشكل نموذجًا ناجحًا لسائر البلدان في المنطقة. وقال شمخاني إن الاستبداد الداخلي والنزعة السلطوية والاعتداء الخارجي، هي من العناصر الأساسية للأزمات في المنطقة.

الإرهاب
ووصف عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، الإرهاب، بمثابة أزمة عالمية مشتركة، والذي غرز مخالبه في غرب آسيا، موضحًا أن استخدام الإرهاب كأداة لتحقيق أهداف سياسية وإلصاق التهم بالدين الإسلامي الحنيف بهدف ترويج رهاب الإسلام وتأجيج النزاعات بين المسلمين صنع ظروفًا معقدة تصبّ في مصالح الكيان الصهيوني.

ونوه بضرورة الترويج لمبدأ السيادة الشعبية ومشاركة مختلف الشرائح الاجتماعية في تحديد المصير والتمهيد لإمكانية تداول السلطة في بلدان المنطقة، موضحًا أن فقدان الاستقلالية ووجود التغلغل الأجنبي في بعض بلدان المنطقة أدى إلى ظهور أزمات مختلقة تصب في تحقيق أهداف القوى من خارج المنطقة.

وشدد شمخاني في الأخير، على أن لا آلية عسكرية مستديمة لإيجاد حلول للأزمات الإقليمية، مؤكدًا على ضرورة عدم تفوق التوجهات العسكرية على آليات الحوار والتفاهم.

مناورات&
إلى ذلك، إنطلقت مناورات "محمد رسول الله (ص)" الرابعة الكبرى للقوة البرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة العامة في جنوب شرق البلاد. وبدأت هذه المناورات الكبرى بكلمة السر "يا رسول الله (ص)" من قبل قائد القوة البرية للجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري.

وقال المتحدث باسم المناورات العميد سيد كمال بيمبري في هذا الصدد، إن اليوم الأول للمناورات يتضمن نقل قوات الرد السريع من مختلف مناطق البلاد إلى منطقة العمليات في أسرع وقت ممكن عبر الجو والبر.

أضاف، أنه سيتم في المناورات تنفيذ عمليات التحرك والفاعلية والرقي بجهوزية الوحدات لمواجهة أي تهدبد وكذلك تمرين الخطط والتدريبات التخصصية.

وقال العميد بيمبري، إن من ضمن أهداف المناورات تقييم استعداد الوحدات المشاركة في مجال التحرك التكتيكي والتنقل السريع ونقل الخبرات وقدرات إدارة الحرب الحديثة للقادة الشباب في مختلف مستويات القيادة والأركان وخفض زمن إبداء رد الفعل من قبل القوات إزاء التهديدات واستخدام منظومات دفاعية جديدة.

وخلص بيمبري إلى القول إن المناورات تجري في محافظة سيستان وبلوشستان وعلى مساحة تصل إلى 220 ألف كيلومتر مربع بمشاركة مختلف وحدات القوة البرية والدعم من القوة الجوية ومقر "خاتم الأنبياء (ص)" للدفاع الجوي بقيادة مقر "الولاية" التابع للقوة البرية للجيش.

&
&