إيلاف من واشنطن: يواجه السودان كارثة بيئية خطيرة، تهدد بجعل البلاد غير قابلة للسكن بحلول عام 2060، وفقاً لخبراء.

فبسبب ظاهرة التغير المناخي، ارتفعت درجات الحراراة وضربت البلاد فيضانات مدمرة، وصارت التربة أقل خصوبة، وجفت الكثير من مصادر المياه، فيما تجتاح البلاد عواصف ترابية، تسمى محلياً باسم "الهبوب".

وكشفت دراسة أعدها معتصم نمر وإسماعيل الجزولي وهما يعملان في الحكومة السودانية، "أن درجات الحرارة وصلت في بعض مناطق البلاد إلى 47 درجة مئوية، وهو ما أدى إلى ارتفاع معدلات الجفاف إلى مستويات خطيرة، وهجرة الكثير من السكان من المناطق الريفية إلى المدن".

وقالت الدراسة التي نشرتها مؤخراً بالإنكليزية مؤسسة موارد العالم في واشنطن وأطلعت عليها "إيلاف"، "إن انخفاض معدلات هطول الأمطار خلال الستين سنة الماضية، أدى إلى مشكلات خطيرة أبرزها تفشي حالات من المجاعة".

وذكرت أن سلسلة الجفاف التي تعرض لها البلاد بين عامي 1977 و1988 "أدت إلى موت عدد كبير من المواطنين، ونفوق الكثير من الماشية"، لافتة إلى أن "الفيضانات المدمرة التي شهدتها البلاد خلال العقدين الماضيين أدى إلى تهجير عدد كبير من السكان".

وفي تقرير موسع نشرته محطة السي أن أن على موقعها بالإنجليزية الأسبوع الماضي، ذكرت أن العواصف الترابية تجتاح مدن سودانية "كجدار سميك ودفن بعض المنازل".

ولاحظ التقرير، "أنه نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار، أصبحت بعض أراضي وقرى السودان غير صالحة للسكن أو الزراعة"، مشيراً إلى أن الفياضانات هجرت 600 ألف شخص منذ 201، وفقاً لمركز رصد النزوح، لافتة إلى أن خبراء يعتقدون أن السودان لن يكون صالحاً للسكن بحلول عام 2060.

ونقلت عن ميشيل يوناتي وهي من كبار &المستشارين المتخصصين في الكوارث البيئية في مركز رصد النزوح قولها، "80 في المئة من سكان السودان يعتمدون على الأمطار لتوفير المياه، فيما يستخدم 70 في المئة من سكان الأرياف هذه المياه في الزراعة".

ولاحظت "أن السودان يواجه حالة طوارئ معقدة للغاية، فالجفاف تفاقم وأثر على حزام السافنا في المنطقة الشمالية من البلاد، ما أدى إلى تشريد قرى بأكملها".

ورأت أن "السودان من أكثر البلدان التي أثر التغير المناخي على أمنه الغذائي، &فالبلاد يحتل المرتبة 98 من أصل 113 في مؤشر الجوع العالمي، كما كانت واحدة من ضمن أكثر 15 دولة تعاني من انعدام الأمن الغذائي".

&ووفقا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، "فأن &1.9 مليون شخص في السودان قد يتأثرون بسبب انخفاض الإنتاج الزراعي والحيواني نظرا إلى ظواهر تغير الطقس هذا العام، فيما يتوقع أن يواجه 3.2 مليون شخص نقصا في المياه، ما سيزيد من تدهور الحال الصحية لهؤلاء، الهشة أصلاً".

&وقال &رئيس برنامج الأغذية العالمي في السودان، ماركو كافالكانتي لـ السي أن أن، "إن الوقت لم يفت بعد لتغيير مستقبل البلاد، إذا ما اتخذت الحكومة بعض التدابير المهمة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي".

وأشار في هذا الإطار إلى "أن الحكومة أعلنت في يوليو الماضي عن خطة التكيف المتجددة، التي حوت استراتيجيات تستهدف حماية الشعب السوداني، لا سيما المقيمين منهم في المجتمعات الريفية.
واضاف "انها اشارة ايجابية للغاية أن هناك التزاما سياسيا بمواجهة الظاهرة".

وتحوي الخطة استراتيجية لكل منطقة من البلاد، وتضمن استخدام وسائل ري أكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للمياه، إضافة إلى توسيع زراعة المحاصيل القادرة على مواجهة ارتفاع معدلات الحرارة، وتحسين ظروف تخزين المحاصيل الزارعية، وهو ما يضمن توفير الغذاء في السنوات التي تشهد فيها البلاد حالات من الجفاف.