فيما العالم يتابع الأحداث المأساوية التي تعيشها حلب وعمليات القتل التي تمارس ضد سكانها، اعتبرت إيران أنّ سيطرة قوات الأسد على المدينة بمثابة عيد ستحتفل به السبت المقبل للشكر.. فيما دعت زعيمة المعارضة الإيرانية رجوي المجتمع الدولي إلى اجراء عاجل يوقف الاعدامات الجماعية في المدينة.

إيلاف من لندن: رحب مسؤولو النظام الإيراني بسيطرة جيش الاسد على مدينة حلب ثاني اكبر مدن سوريا بعد العاصمة دمشق وتبادلوا التهاني بسقوطها وقال علي شيرازي ممثل المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي في رسالة إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري قاسم سليماني أنّ ما حدث في حلب "انتصار مشرف لامثيل له"... معتبرًا أنّه "أكبر عيدية عشية مولد النبي الشريف" الذي تحتفل به إيران السبت المثبل واصفًا عناصر الحرس التي تقاتل في حلب بـ"المدافعين عن الحرم" داعيًا إلى تأدية صلاة الشكر لهذا "ألانتصار".&

وقد وصف شيرازي القتال في حلب بانه دفاع عن الحرم (المكي) فيما تبعد مدينة حلب مئات الكيلومترات عن الحرم.

إعدام 1800 شخص واعتقال 600 امرأة

وتشير تقارير للمعارضة الإيرانية إلى أنّ الميليشيات التابعة للنظام الإيراني وعسكريي الأسد يواصلون منذ امس عمليات اعدام لمئات من المواطنين العزل في الشوارع ويقومون بحرق جثث الأطفال والنساء حيث ان بين المعدومين جميع الكوادر الطبية لمشفى الحياة في منطقة كلاسه في حلب.&

وبحسب مسؤولين في الطوارئ السورية للمعارضة فان المناطق المحاصرة شرق حلب قد امتلأت بالجثث كما أن عشرات من المدنيين مازالوا تحت الأنقاض وتسمع أصوات استغاثة بعض منهم فيما لا توجد امكانية لانقاذهم.. مؤكدين إعدام 1800 واعتقال أكثر من 600 امرأة وفقدان مئات آخرين خلال الأيام الماضية.&

وقد وصف محمد محدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ما يجري الآن في حلب ومشاركة الحرس الثوري الإيراني بعمليات الاعدام الجماعية التي ترتكب هناك بأنها أكبر جريمة بحق الإنسانية في القرن الواحد والعشرين تنفذ على يد خامنئي وقواته من الحرس وعملائه من المليشيات العراقية والافغانية واللبنانية في شوارع حلب.

وأضاف في تصريح لـ"إيلاف" أن "الصمت واللامبالاة من قبل المجتمع الدولي حيال هذه الجريمة بحق الإنسانية التي ترتكتب أمام عدسات التلفزة عار للتاريخ المعاصر. وان تغاضي المجتمع الدولي للجريمة المستمرة ضد الإنسانية يثير الإشمئزاز".

وأشار إلى أنّ العنصر الرئيسي للأزمة في المنطقة ولمذبحة الشعب السوري وحلب هو النظام الإيراني وقوة القدس ومن دون قطع دابر هذا النظام في سوريا والعراق وفي سائر دول المنطقة لن يكون هناك اجتثاث لداعش ولا نهاية للأزمة في المنطقة. وقال "ان حلب والصمود البطلولي لاهإلى العاصمة الخالدة للصمود والتحرر مصدر الالهام للأحرار ستنتفض على ركامها وانقاضها لتبشر بسقوط النظام الإيراني وعملائه وأعوانه في المنطقة".&

رجوي: صمت العالم عن جريمة حلب يثير الاشمئزاز

ومن جهتها وصفت مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مذبحة المواطنين الأبرياء في حلب بأنها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.&

وأشارت رجوي في تصريح صحافي من مقرها بضواحي باريس الاربعاء وارسلت نسخة منه إلى "إيلاف" إلى أنّه "في الوقت الذي تجري فيه الإعدامات الجماعية في حلب على يد قوات الحرس الثوري وميليشياته العملية فان اللا مبالاة حيال الجريمة الكبرى بحق الإنسانية في القرن الواحد والعشرين حالة غير مقبولة على الاطلاق ومثيرة للإشمئزاز".&

وطالبت بإجراء عاجل من قبل المجمتع الدولي من أجل إيقاف الإراقة البشعة للدماء ووضع حد لمزيد من المجازر والإعدامات الجماعية في حلب.&

وأضافت "ان حلب هي ايقونة خالدة للصمود وللمقاومة وانها مصدر الهام لجميع شعوب المنطقة والاحرار من أجل التخلص من الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وعملائها خاصة وان هذا النظام يعد مصدر الأزمة في المنطقة والمسبب للمجازر في سوريا وله أكبر الأدوار في إنماء داعش وتمددها وديموميتها. فان السلام والهدوء في المنطقة لن يتحققان الاّ من خلال قطع الدابر لهذا النظام بصورة كاملة عن هذه المنطقة".&

وأضافت رجوي أنه في الوقت الذي باتت شعوب العالم مشمئزة ومصدومة من الجريمة بحق الإنسانية في حلب يزف ممثل خامنئي رسالة بشرى لقاسم سليماني قائد قوة القدس الإرهابية معتبرا الجريمة النكراء في حلب انتصارا مثيرا للفخر واكبر عيدية معلنا يوم 17 ديسمبر يوم الاحتفال للشكر.. وشددت على ان هذه الرسالة تعد وثيقة لا تنكر في تحمل خامنئي ورموز نظامه كامل المسؤولية حيال هذه الجريمة بحق الإنسانية وضرورة مثولهم أمام العدالة.&

وكان "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" قد اعلن الاسبوع الماضي عن أسماء 39 عميدًا و30 عقيدا في الحرس الثوري ممن قتلوا في حرب سوريا منوها إلى أنّ إرسال القوات والأسلحة إلى سوريا من قبل نظام طهران يعتبر خرقا للمعاهدات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي.&

وشدد المجلس على أن أول خطوة ضرورية لحل هذه الأزمة هو طرد النظام الإيراني وقوات الحرس وعملائهم من المليشيات العراقية والافغانية واللبنانية من سوريا.. مؤكدا انه من دون ذلك لايمكن عودة الاستقرار والامن إلى المنطقة والقضاء على تنظيم داعش.&

&
&