عدن: قتل ما لا يقل عن 40 جنديا يمنيا واصيب نحو خمسين بجروح عندما فجر انتحاري نفسه صباح الاحد بين مجموعة من الجنود في عدن جنوب اليمن، في هجوم تبناه تنظيم داعش.

ووقع الهجوم امام منزل ضابط كبير في قوات الامن اليمنية في عدن قرب معسكر الصولبان الواقع شمال شرق المدينة الجنوبية حيث قتل 48 جنديا في عملية انتحارية مشابهة في العاشر من كانون ديسمبر.

وقال مسؤول عسكري يمني لوكالة فرانس برس ان الانتحاري اندس بين حشد من العسكريين كانوا يتقاضون رواتبهم ثم قام بتفجير نفسه، موضحا ان "التفجير استهدف الجنود خلال تجمعهم خارج المنزل في مكان مكشوف وغير محمي".

وذكر من جهته قائد قوات الامن الخاصة في عدن العميد ناصر سريع الذي وقع التفجير امام منزله ان الانتحاري "استغل تجمع المجندين وفجر نفسه وسطهم". واضاف "اتخذت اجراءات ووضعت حواجز للحد من اي عمل ارهابي لكن حدث اختراق".

وقال مدير عام مكتب الصحة في محافظة عدن الطبيب عبد الناصر الولي لفرانس برس ان "عدد قتلى الهجوم الانتحاري الذي استهدف تجمعا لجنود من الشرطة والجيش صباحا في حي العريش بالقرب من معسكر الصولبان (...) اكثر من اربعين قتيلا ونحو خمسين جريحا".

واوضح ان "عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب حالات الاصابات الخطيرة"، مشيرا الى ان "عملية اسعاف الجرحى واحصاء القتلى متواصلة ولا يمكن اعطاء اي رقم نهائي حيث تم نقل ضحايا الحادث الى عدة مستشفيات في المدينة".

وتبنى تنظيم داعش الهجوم في بيان انتشر على تويتر وجاء فيه ان مهاجما يمنيا يدعى ابو هاشم تمكن "من تجاوز الحواجز الامنية وتفجير سترة ناسفة كان يرتديها وسط تجمع لعناصر الامن اليمني".

في 10 ديسمبر، وقع هجوم انتحاري تبناه التنظيم واسفر عن مقتل 48 جنديا كانوا متجمعين ايضا لتقاضي رواتبهم امام احد المكاتب داخل معسكر الصولبان.

والخميس نأى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بنفسه عن اعتداء 10 ديسمبر ووصف تنظيم داعش بانه جماعة "منحرفة" تحاول "استغلال هذه الاحداث لخلق فتنة بين القبائل وابنائهم المجاهدين".

أحذية وبقع دماء واشلاء

في موقع الهجوم الدامي الاحد، انتشرت على الارض الترابية احذية الجنود القتلى والجرحى وبقع الدماء واشلاء بشرية، بحسب ما اظهرت صور. ووقف جنود يمنيون يحملون اسلحة رشاشة والى جانبهم عدد من سكان المنطقة يعاينون موقع الهجوم في حي العريش القريب من مطار عدن.

وكانت السلطات اليمنية استعادت في صيف 2015 عدن من المتمردين الحوثيين. الا ان الحكومة تواجه صعوبة في فرض سلطتها الكاملة في المناطق الجنوبية المستعادة وبينها عدن، اذ افادت التنظيمات المتطرفة ولا سيما القاعدة وتنظيم داعش من النزاع لتعزيز نفوذها فيها.

وعثر الاربعاء على 11 جثة متحللة ومذبوحة في ضاحية مدينة عدن. وقال مسؤول امني لفرانس برس ان "الجثث كانت متحللة ومذبوحة".

وصعد التنظيمان في عدن وفي المدن الواقعة في جنوب وشرق البلاد في الاشهر الاخيرة من هجماتهما على الرغم من الخطط الامنية التي تحاول القوات الحكومية تطبيقها لمنع وقوع هجمات اضافية.

وفي يوليو الماضي شن مسلحون هجوما كبيرا على معسكر الصولبان القريب من مطار عدن تمكنوا خلاله من احتلال احد المباني، الا ان القوات اليمنية نجحت في طردهم بعد قتل عدد كبير منهم.

يذكر ان الولايات المتحدة تواصل منذ اعوام تنفيذ غارات جوية معظمها بطائرات من دون طيار تستهدف عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، الذي تعده اخطر افرع التنظيم الجهادي في العالم.
&